شنت وسائل إعلام سورية مقربة من النظام السوري هجوما لاذعا على الأخضر الإبراهيمي للمرة الأولى منذ تعيينه موفدا دوليا إلى سوريا، وذلك غداة انتقاده طرح الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة المستمرة في بلاده منذ 21 شهرا، في بروكسل، أعلن حلف شمال الأطلسي رصده مجددا إطلاق صواريخ بالستية في سوريا، بينما حقق مقاتلو المعارضة تقدم إضافيا في مطار تفتناز العسكري في شمال غرب البلاد.
وتحت عنوان "المبعوث الأممي يخلع عن نفسه... ثوب الحياد ويكشف عورته السياسية"، قالت صحيفة "الوطن" القريبة من النظام السوري ان الابراهيمي نزع "قناع النزاهة والحيادية الذي ارتداه منذ تعيينه خلفا لكوفي عنان، وكشف عن وجهه الحقيقي الذي يرى الأزمة السورية بعين واحدة تلائم أسياده"، واضافت ان الموفد "فضح نفسه"، و"تبين انه ليس إلا أداة لتنفيذ سياسة بعض الدول الغربية والإقليمية تجاه سوريا"، واتت هذه الانتقادات ردا على اعتبار الدبلوماسي الجزائري الاسبق ان ما قاله الاسد في خطابه الاخير "ليس مختلفا في الواقع، ولعله اكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدة".
وطرح الأسد الأحد "حلا سياسيا" للأزمة يقوم على ان توجه الحكومة الحالية دعوة الى مؤتمر وطني يصدر عنه ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء، قبل تشكيل حكومة جديدة واجراء انتخابات برلمانية، ولم يتطرق الى احتمال التنحي، وهو مطلب المعارضة والعديد من الدول الغربية، واعتبرت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم ان سوريا ترفض "كل مساعدة مزعومة او ملغومة على طريقة الدول التي تدعي ظاهريا حرصها على حل الأزمة السياسية، وتعمل في السر على إذكاء نارها عبر الاستمرار في تصدير الارهاب الى سوريا وتمويله، او على طريقة الابراهيمي".
واعتبرت أن تصريح الإبراهيمي يثبت انه يستمع الى صوت تلك الدول "أكثر بكثير مما يستمع الى صوت الشعب السوري المحترق بنار الأزمة"، في هذا الوقت، يستمر الحراك الدبلوماسي سعيا للتوصل الى حلول للازمة السورية التي اودت باكثر من 60 الف شخص، بحسب ارقام الاممالمتحدة، وتستضيف مدينة جنيف السويسرية غدا الجمعة اجتماعا ثلاثيا بين الابراهيمي ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، هو الثاني منذ التاسع من ديسمبر الماضي.
ومن المتوقع ان يشكل خطاب الاسد نقطة بحث في الاجتماع، على رغم تباين المواقف منه. فروسيا، ابرز حلفاء النظام السوري، رأت انه يجب مواصلة المفاوضات الدولية "مع اخذ بعض الافكار" من خطاب الاسد في الاعتبار، بينما اعتبرت الولاياتالمتحدة الداعمة للمعارضة ان طرح الاسد "منفصل عن الواقع".