استولت مجموعات مسلحة اسلامية الاحد على جزء كبير من قاعدة عسكرية في شمال غرب سوريا، في خطوة من شأنها ان ترسخ سيطرة المقاتلين المعارضين على هذه المنطقة من البلاد. في الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات في دمشق ومحيطها حيث تجري منذ اسابيع عمليات عسكرية يسعى من خلالها المقاتلون المعارضون الى التقدم نحو دمشق، بينما يركز النظام قواته في العاصمة لحمايتها والسيطرة على شريط آمن من حولها. وذكر صحافي في وكالة فرانس برس ان مقاتلين ينتمون الى مجموعات اسلامية سيطروا الاحد على جزء كبير من قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب سوريا التي يحاصرونها منذ اسابيع. ورأى الصحافي العلم الاسود للكتائب الاسلامية يرفرف فوق احد الابنية التي تم الاستيلاء عليها، في وقت كانت الاشتباكات مستمرة بالاسلحة الرشاشة الخفيفة للاستيلاء على ما تبقى من القاعدة الواقعة على تلة صخرية على بعد حوالى 12 كيلومترا شمال غرب مدينة حلب. وتعتبر القاعدة الممتدة على مسافة كيلومترين تقريبا آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وادلب تقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة. وتبين للصحافي في فرانس برس ان عددا كبيرا من المقاتلين الموجودين في الجزء الذي سقط من القاعدة هم عرب او من القوقاز بقيادة رجل اوزبكي. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد في وقت سابق عن سيطرة مقاتلين ينتمون الى كتائب عدة ذات توجه اسلامي على "ثلاث سرايا ومركز القيادة في الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان بريف حلب الغربي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ مساء امس وحتى الفجر" قتل فيها مقاتلان معارضان وجندي نظامي. وقال ان المسلحين المعارضين لم يجدوا جنودا في المراكز التي استولوا عليها، بعد فرار حوالى 140 جنديا من المراكز وتجمعهم في مركز البحوث العلمية الموجود داخل القاعدة. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاحد 61 شخصا، بينهم عشرة مدنيين في قصف مصدره القوات النظامية على بلدة مرعيان بريف ادلب (شمال غرب)، بحسب ما ذكر المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كل انحاء البلاد وعلى مصادر طبية. وافاد المرصد في بيان مساء عن اشتباكات في مدينتي المعضمية وحرستا وبلدتي بيت سحم وعقربا في ريف دمشق وقصف على مدن داريا وحرستا والمعضمية وبلدات مديرا وخيارة دنون وبيبلا وعين ترما وحوش عرب ويلدا. وادت هذه الحوادث الى مقتل 18 شخصا هم ستة مقاتلين معارضين وخمسة عناصر من قوات النظام وثمانية مدنيين. كما قتل رجلان في قصف على حيي العسالي والحجر الاسود في جنوبدمشق وثالث برصاص قناص في حي دف الشوك القريب. واشار المرصد الى تجدد القصف مساء على احياء دمشقالجنوبية، مع تمدد الاشتباكات من حي القدم في جنوب العاصمة الى حي التضامن. دبلوماسيا دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري مساء الاحد في ختام اجتماعها في الدوحة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال للسلطة، كما اكدت دعمها لمهمة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي. وجاء في الفقرة الاولى من البيان الختامي لاجتماع اللجنة انها تطلق "النداء مجددا بمطالبة الرئيس بشار الاسد الاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحي الرئيس عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير". كما اكد البيان "الدعم الكامل لمهمة السيد الابراهيمي في التوصل الى صيغة تضمن التوصل الى توافق بين اعضاء مجلس الامن لاستصدار قرار يفضي الى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية". وفي المؤتمر الصحافي الذي اعقب الاجتماع قال رئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني انه "من الواضح اننا في المراحل النهائية لسقوط النظام" السوري. ورحب البيان الختامي "بما تم انجازه في اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" ودعا "جميع الدول والمنظمات العربية والدولية الى تكثيف جهودها لاعداد خطة شاملة لتوفير المساعدات الانسانية العاجلة وادخالها للمناطق المنكوبة في سوريا وللنازحين داخل الاراضي السورية واللاجئين السوريين في دول الجوار". كما طلب المجتمعون "من الامانة العامة للجامعة العربية عقد مؤتمر للمنظمات والهيئات العربية المعنية في مجال تقديم المساعدات الانسانية وذلك لتنسيق جهود الاغاثة"، كما طلبوا منها "التحضير من اجل اعداد مؤتمر عام لاعادة الاعمار في سوريا". وتم تذييل البيان بتحفظات ابدتها كل من الجزائر والعراق. وكان كل من الشيخ حمد والامين العام للجامعة العربية نبيل عمرو توقعا في مستهل الاجتماع حصول تقارب في المواقف بين الولاياتالمتحدةوروسيا ازاء الازمة السورية، وذلك خلال المحادثات التي تجري بين البلدين حاليا في جنيف بمشاركة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي. وحول محادثات جنيف قالت الاممالمتحدة في بيان صدر مساء الاحد ان محادثات "بناءة" حول سوريا جرت الاحد في جنيف بين الابراهيمي، وممثلين عن روسياوالولاياتالمتحدة. وتمثلت روسيا بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولاياتالمتحدة بمساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز. وهذا اللقاء ياتي اثر الاجتماع الثلاثي الذي عقد في السادس من كانون الاول/ديسمبر في دبلن بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والابراهيمي. وقال بيان الاممالمتحدة ان "الاجتماع كان بناء وعقد في جو من التعاون". وسعى المشاركون فيه الى العمل على "دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للازمة السورية". واخيرا، اضاف البيان ان الاطراف الثلاثة "اكدوا مجددا" ان "الوضع في سوريا سيء ويستمر في التفاقم". وراى الاطراف "ان عملية سياسية لوضع حد للازمة في سوريا امر ضروري ولا يزال ممكنا". في باريس، اعتبر سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض منذر ماخوس في حديث مع صحيفة لو جورنال دو ديمانش نشر اليوم ان لا مبالاة المجتمع الدولي حيال النزاع السوري "شجعت صعود" الجهاديين. من جهة ثانية، غادر سفير رومانيا في سوريا دمشق متوجها الى بيروت بسبب "التدهور الكبير في الوضع الامني" في العاصمة السورية، كما اعلنت وزارة الخارجية الرومانية الاحد. في الجزائر، اعلن السفير السوري نمير الغانم الاحد ان المعلومات التي نشرتها بعض وسائل الاعلام العربية وشبكات اجتماعية عن انشقاقه وتوجهه الى فرنسا "خاطئة تماما". وقال في اتصال مع فرانس برس "ما زلت اؤيد حكومتي، ما زلت اؤيد رئيسي بشار الاسد وانا موافق تماما على سياسته". في تداعيات الازمة السورية في لبنان المجاور، قتل ستة اشخاص وجرح حوالى اربعين اخرين منذ مساء السبت في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، في اشتباكات بين سنة وعلويين على خلفية مقتل اكثر من عشرين لبنانيا اسلاميا الاسبوع الماضي على ايدي القوات النظامية في سوريا، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس. وبدأ التوتر في المدينة بعد ورود خبر مقتل 22 مقاتلا سنيا (21 لبنانيا وفلسطيني، بحسب مصادر محلية) في 30 تشرين الثاني/نوفمبر في منطقة تلكلخ في محافظة حمص في وسط سوريا في كمين للقوات النظامية. وكان هؤلاء في طريقهم للقتال الى جانب المعارضة المسلحة ضد النظام. ووافقت السلطات السورية على طلب من وزارة الخارجية اللبنانية بتسليم جثث المقاتلين، وقامت اليوم بتسليم ثلاث منها.