يعد الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، الذي فاز بولاية جديدة قوامها ست سنوات على سدة السلطة في اكتوبر الماضي، من بين ابرز زعماء امريكا اللاتينية جدلا. كان اول ظهور لتشافيز، المظلي السابق في الجيش، كزعيم لانقلاب فاشل عام 1992، لكنه وبعد ست سنوات من ذلك احدث نقلة مدوية في الدوائر السياسية الفنزويلية واستطاع ان يغتنم موجة الغضب من النخبة السياسية التقليدية ويفوز برئاسة البلاد. ومنذ ذلك الوقت فاز تشافيز بانتخابات واستفتاءات من بينها تلك التي احدثت تغييرا في الدستور على نحو يسمح بتولي فترات رئاسية غير محددة المدة. ويقول انصاره انه دائم الحديث عن الفقراء، فيما يقول معارضوه انه اصبح استبداديا. وقال تشافيز انه تعافى من مرض السرطان بعد اجراء جراحة وتلقي علاج كيمائي عام 2011 فضلا عن اجراء عملية اخرى في فبراير/شباط 2012. بيد ان الطبيعة الفعلية لحقيقة مرضه باتت طي الكتمان. وكان تشافيز قد اعلن في وقت سابق انه يحتاج الى مزيد من الوقت كي يرسخ جذور الثورة الاشتراكية في فنزويلا. ففي فبراير/شباط عام 1992 قاد تشافيز محاولة فاشلة للاطاحة بحكومة الرئيس الفنزويلي كارلوس اندريس بيريز وسط تنامي حدة الغضب ازاء اجراءات التقشف الاقتصادية. وترجع جذور هذا الانقلاب الفاشل الى عقد سابق لذلك عندما اسس تشافيز ومجموعة من انصاره من ضباط الجيش جماعة سرية استمدت اسمها من سيمون بوليفار، زعيم استقلال امريكا الجنوبية. وأفضت ثورة عام 1992 التي نظمتها الحركة البوليفارية الثورية الى مقتل 18 شخصا واصابة 60 اخرين قبل ان يسلم تشافيز نفسه. وعندما حاول زملاؤه تجديد مساعي الاستيلاء على السلطة بعد تسعة اشهر كان تشافيز رهن السجن العسكري. ولم يكن مصير مساعي الانقلاب الثاني في نوفمبر/تشرين الثاني 1992 اوفر حظا من الانقلاب الاول، بل باء ايضا بالفشل. وقضى تشافيز عامين في السجن قبل انه يحصل على عفو خطى بعده خطوات لاعادة تأسيس حزبه المعروف باسم حزب حركة الجمهورية الخامسة وانتقل من دوره العسكري الى الساحة السياسية. وبمرور الوقت اعتلى تشافيز سدة السلطة من خلال انتخابات اجريت عام 1998. وعلى نقيض اغلب جيرانها من الدول، تمتعت البلاد بفترة دائمة لحكومة ديمقراطية، ووعد تشافيز بسياسات اجتماعية ثورية . دأب تشافيز على عدم اضاعة فرصة الحديث الى الامة، ووصف في احدى المرات مديري شركات النفط بانه يعيشون في شاليهات فاخرة لاقامة حفلات العربدة وشرب الخمور. كما اصطدم تشافيز بصفة مستمرة برجال الدين في الكنيسة متهما اياهم بتجاهل الفقراء والوقوف الى جانب المعارضة والدفاع عن الاثرياء. وقال تشافيز لا يمكنكم السير على خطى المسيح. كما وصلت العلاقات مع واشنطن الى ادنى مستوياتها عندما اتهم ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بانها تحارب الارهاب بارهاب خلال الحرب في افغانستان في اعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة. واتهم تشافيز الولاياتالمتحدة بضلوعها في تنظيم انقلاب قصير ابعده عن السلطة ليومين عام 2002. وحافظ تشافيز على تلك الواقعة في ذاكرته وخرج بعد عامين منها قويا بعد استفتاء على استمرار قيادته، وفوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2006. استطاعت حكومة تشافيز تطبيق عدد من المهام او البرامج الاجتماعية من بينها التعليم والخدمات الصحية للجميع. لكن الفقر والبطالة مازالا من القضايا واسعة الانتشار على الرغم من الثروة النفطية للبلاد. ومن المعروف عن تشافيز اسلوبه المتفاخر عند حديثه للشعب من خلال برنامج تلفزيوني اسبوعي باسم مرحبا ايها الرئيس ، وهو برنامج يتحدث من خلاله تشافيز على افكاره السياسية ويحاور الضيوف الى جانب الغناء والرقص بعيدا عن الرسميات.