«ينبغى جر الرئيس الإسرائيلى ومعه الأمريكى إلى محكمة دولية لو كان لهذا العالم ضمير حى، إلا أنه عالم عبثى هذا الذى نعيش فيه، يقول إن الحكومة الإسرائيلية تدافع عن شعبها وهى تقتل الفلسطينيين!».. هذا التصريح وغيره وضع صاحبه متربعاً على قمة الزعماء الأكثر إثارة للجدل فى العالم لما يسببه من صداع للقوى الغربية بتقربه من القضايا العربية وانتقاده لسياساتهم فى كافة المحافل الدولية. ومن أبرز مواقفه قبل أعوام هجومه خلال كلمته بالجمعية العامة على رئيس الدولة الأكبر فى العالم جورج بوش الابن فى عقر داره، قائلاً إنه «شيطان لا تزال رائحته تفوح فى المكان» واصفاً إياه بالوحش الإمبريالى. إنه المظلى السابق بالعسكرية الفنزويلية والخطيب الثورى الذى لا يكل ولا يمل أبداً «هوجو شافيز» نصير الفقراء كما يصفه الكثيرون، استطاع مجدداً الانتصار على مرضه بالسرطان ومعارضته معاً ليفوز أمس الأول بولاية حكم ثالثة من ست سنوات تمكنه من مواصلة «ثورته الاشتراكية» فى دولة تحوى تحت ترابها الاحتياطى النفطى الأكبر فى العالم. تربع شافيز المولود فى يوليو عام 1954 فى إحدى قرى فنزويلا الفقيرة بولاية باريناس جنوب غرب البلاد، على العرش مجدداً بعد أن حصل على 54.42% من الأصوات مقابل 44.97% لمرشح المعارضة الشاب هنريك كابريلس. بدأ رئيس فنزويلا مشواره السياسى منذ 1982 بمشروعه الاشتراكى المستوحى بالأساس من الشخصية الرمز فى الكفاح من أجل استقلال بلدان أمريكا اللاتينية ضد الاستعمار الإسبانى «سيمون بوليفار»، إلى أن جاءت لحظة تنفيذه انقلاباً فاشلاً على الرئيس كارلوس أندريس بيريز عام 1992 دخل على إثره السجن لمدة عامين بتهمة «التمرد العسكرى» لتنطلق شعبيته الجارفة فى صفوف بنى جلدته وخاصة الفقراء منهم منذ ذلك الوقت. وبعد خروجه من السجن قاد شافيز تحالف الأحزاب اليسارية إلى أن فاز بالانتخابات الرئاسية بعد ست سنوات للمرة الأولى عام 1998 بنسبة 56% من الأصوات، ثم أعيد انتخابه عام 2000 ب56٫9% من الأصوات. وفى العام 2002 جاء تعرض العسكرى الانقلابى السابق شافيز لمحاولة انقلاب دبرتها أوساط الأعمال قبل أن يفوز عام 2004 باستفتاء حول مسألة إقالته التى دعت إليها المعارضة، ثم فاز مجدداً وبفارق كبير فى الانتخابات الرئاسية عام 2006 قبل أن يمنى بهزيمته الانتخابية الوحيدة عام 2007 حين رفض الفنزويليون إصلاحاً دستورياً جديداً، غير أنه عاد وأقر تعديلاً دستورياً يسمح بالترشح لعدد غير محدود من الولايات الرئاسية من خلال استفتاء نظمه عام 2009. واستطاع شافيز أن يصنع شعبيته من خلال عدة برامج اجتماعية فى الصحة والتربية أشعرت المواطنين الأكثر فقراً بامتنان لا حدود له لأنه أعاد لهم «كرامتهم» على الرغم من استمرار معاناتهم.