يعتبر هوجو تشافيز الذي فاز بولاية رئاسة ثالثة لفنزويلا في انتخابات جرت، الأحد، من أكثر الزعماء شهرة وإثارة للجدل في أمريكا اللاتينية، فكثيرًا ما تنقل عنه وسائل الإعلام تصريحات وخطابات نارية ضد الإمبريالية وانتقاداته للعولمة وسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. بدأ شافيز، المولود عام 1954 وعمل ضابطًا في الجيش، في الظهور من خلال انقلاب فاشل عام 1992 ضد حكومة كارلوس بيريز، ثم أمضى عامين في السجن وخرج في 1994 مؤسسًا حركة يسارية تدعى حركة «الجمهورية الخامسة» تتحدث باسم الفقراء وكانت مكونة في ذلك الوقت من شافيز ورفاقه الضباط. واستطاع هوجو شافيز في عام 1999 أن يتسبب في نقلة في السياسة الفنزويلية، بعد أن قاد موجة من الاحتجاجات الشعبية ضد النخبة السياسية، ثم فاز بعدها بالرئاسة. وبينما يقول مؤيدو شافيز إنه «يتحدث باسم الفقراء»، يقول معارضوه إنه «يتحول لمستبد». نجح شافيز في أن ينجو من سلسلة من الانتخابات والاستفتاءات، كان أحدها يتضمن استفتاء على تعديل الدستور الفنزويلي ليسمح بفترات رئاسية غير محددة، وفاز بولاية رئاسية ثانية عام 2006 بسبب وعوده للفقراء ومحاربة الأمراض، ثم ولاية رئاسية ثالثة في انتخابات الأحد لمدة 6 سنوات، لكن الاستفتاء الوحيد الذي فشل فيه شافيز كان في 2007 عندما رفضت فنزويلا أن تتحول إلى دولة اشتراكية. ويقول المحللون إنه بالرغم من وعود شافيز بتطبيق «سياسات اجتماعية ثورية»، إلا أنه عادة ما كان ينتهك الأقليات ويتهمهم بأنهم خدام فاسدون لرأس المال الدولي، ولم يترك شافيز فرصة لإلقاء خطاب أو كلمة، كما لم يتوقف عن مهاجمة أصحاب شركات النفط، والكنيسة وواشنطن. تعرض شافيز عام 2002 لمحاولة انقلاب أطاحت به من الحكم ليومين قبل أن يعود مجددًا لمنصبه رئيسًا لفنزويلا عقب فشل الانقلاب، وفي عام 2011، أعلن شافيز في خطاب متلفز من كوبا أنه أجرى عملية أزال فيها ورمًا سرطانيًا وأنه يتلقى علاجًا كيميائيًا للشفاء منه. يقول شافيز دائمًا إن الوقت مازال مبكرًا من أجل «ثورته» لتلقي بجذورها إلى داخل المجتمع الفنزويلي، ولكن بسبب مرضه بالسرطان واستياء الناس من سياساته، اعتقد الكثيرون أن الانتخابات الرئاسية هذا العام سوف تظهر تفوقًا لمنافسه المعارض هنريك كابريليس، إلا أن شافيز فاجأهم، بمساعدة آلة إعلامية جبارة تعد بثورة اشتراكية تليق بالقرن الواحد والعشرين، وفاز في الانتخابات لتمتد فترة حكمه لفنزويلا 14 عامًا، وتستمر حتى 2019. ويعتبر الرئيس الفنزويلي هو الرئيس الوحيد الذي يملك برنامجه الخاص على التليفزيون، وهو برنامج أسبوعي اسمه «مرحبًا أيها الرئيس»، يتحدث فيه شافيز عن أفكاره السياسية بطريقته النارية، ويستضيف رموزا وضيوفا كما أنه يغني ويرقص فيه أيضًا.