بيروت (رويترز) - غنى اللبنانيون مع حمام خيري لأجل انت تبرأ جراح سوريا ووجع مدينة حلب الشمالية خلال الحفلة التي اقامها المطرب السوري على مسرح قصر الانيسكو في بيروت ليل السبت. وعلى مدى ساعتين ونصف الساعة غنى الفنان حمام خيري القدود والموشحات بالاضافة الى مجموعة من الالحان التي لحنها بنفسه ومنها موشح يحمل عنوان "بين اللمى واللمية ذبت عشقا حلبيا". قدم خيري القدود الحلبية وهي من الفنون السورية الاصيلة بأسلوب عصري فيه الكثير من الايقاعات قرب الجمهور من هذا النوع من الغناء التراثي ولم ينس القصائد والمواويل فغنى "لي قصة حيرت جبرانها مع مي وبحور ما بتنوصف اعماقها مع ماي" و"قل للمليحة بالخمار الاسود ماذا فعلت بناسك متعبد". كما غنى "يا طيرا طيري يا حمامة" و"تفتا هندي" و"مالك يا حلوة مالك" و"الليل علي طال والدمع سال" و"يا مال الشام" و"العزوبية" وغيرها من الموشحات والقدود الحلبية التي تستند على ألحان تتأرجح بين الشعبي والكلاسيكي. ونشأ فن القدود الغنائي في الاندلس ثم انتقل الى الشام واشتهرت به حلب. وفي بداية الحفل القى خيري التحية على الحضور قائلا "رغم الالم رغم الحزن ورغم القتل ورغم الخراب والدمار ورغم التآمر أتينا لنغني للسلام للحب وللشمس وللالوان وللارض وللطير وللاغصان اتينا نغني للانسان سيد هذا الكون دائما وابدا." وطوال الحفلة عرض خيري قدراته على التطريب حتى انه مرات عدة كان يغني بدون ميكروفون على المسرح وكان يغير طبقات صوته المطواع من أعلى الى أسفل وبالعكس. وقال خيري لرويترز بعد الحفل انه غنى بحالة عاطفية وحالة حميمة اكثر بسبب الازمة التي تشهدها بلاده منذ 19 شهرا. وتحولت الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد الى صراع اهلي دموي بصورة متزايدة واسفر عن مقتل اكثر من 32 الف شخص حتى الان. وقال خيري "أريد ان أوصل رسالة الى الناس أنه رغم الدمار الخراب ورغم التآمر أتينا لنقدم تراثنا لنقدم شيئا لسوريا. أنا كمغن لا احسن أن أقدم شيئا لسوريا الا ان اخرج واغني وأن أسمع تراثها للناس وأوصل صوتها وأوصل بكاها وأوصل انينها." أضاف "طبعا سوريا ستتجاوز هذه الازمة وسنغني في حلب . حلب وسوريا تجاوزت التتار وتجاوزت الفرنسيين وتجاوزت العثمانيين قبلهم وتجاوزت المماليك." ومضى يقول "طبعا هناك مؤامرة كبيرة على بلدي وهذا لا يعني اني لا احمل النظام بعض الاخطاء التي كانت ترتكب سابقا من خونة النظام." وتابع "أنا حمام خيري رجل وطني أحب سوريا وأحب كل شريف في سوريا وكل شيء يؤذي سوريا حتى لو كان ابني ليس لدي استعداد ان احترمه وسأتخلى عنه ...أي احد يخدم سوريا هو الذي سأحترمه." وكان حمام خيري قد شارك في مهرجانات بيت الدين الدولية في الصيف الماضي حيث تعرف الجمهور اللبناني عليه وتفاعل معه في غنائه وحركته على المسرح. وقال الناقد الفني محمد حجازي "لقد عصرن القدود لان هذا الرجل يؤلف ويلحن ويغني منذ زمن واخذ على نفسه عهدا بأن لا يبقي على هذه القدود جامدة وقديمة وأن يجعلها تتآلف مع العصر." وأضاف حجازي لرويترز "التمرين وقيادة الموسيقيين والتعاطي مع الكورال كل ذلك فيه نمطية جديدة مصحوبة بحركة المطرب على المسرح أي أن المطرب لم يعد واقفا وكأنه يلقي خطابا بل حرك المسرح بحركته البسيطة المرتبة ورقصته المحترمة. كل هذه التفاصيل تآلفت مع بعضها لتعطينا هذه النتيجة." ومضى يقول "لكن يصادف ان هذا الرجل الذي اسمه حمام خيري يتمتع بطاقة صوتية خاصة جدا هذه الطاقة الصوتية يوظفها في هذا الاطار. آل على نفسه أن يجعل التراث الجامد والرتيب يتآلف مع هذه الايام." وختم حجازي يقول "استطاع ان يدخل التراث الى ناس هذا العصر ويجعلهم ان يرقصوا شبابا وشيبا ويجعل الناس ان تقف وتصفق لانه حرك هذه المادة الجميلة وقربها للناس باسلوب راق." من ليلى بسام