القدس (رويترز) - أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس دمج حزب ليكود الذي يقوده مع حزب شريكه الرئيسي في الائتلاف الحاكم وزير الخارجية افيجدور ليبرمان تمهيدا للانتخابات المقررة في 22 يناير كانون الثاني. ورغم ان حزب ليكود المحافظ يتقدم بالفعل في استطلاعات الرأي فان القائمة المشتركة مع حزب اسرائيل بيتنا الذي يتزعمه ليبرمان يمكن ان يكسب اصوات الناخبين المتأرجحين ويحقق اكتساحا في الانتخابات يرى نتيناهو انه يعطيه تفويضا للمضي قدما في سياساته الرئيسية. ومن غير المرجح ان يكون لاستئناف محادثات السلام المتعثرة التي تجري برعاية الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أولية كبرى في ضوء ازدراء ليبرمان للسلطة الفلسطينية. وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي وهو يشير الى الحاجة لمواجهة المخاوف الامنية مثل البرنامح النووي الايراني والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في اسرائيل "رئيس الوزراء في اسرائيل يحتاج الى قوة كبيرة متماسكة خلفه." وتوقع نتنياهو ان يثمر خوض الانتخابات مع ليبرمان عن "تفويض واضح يسمح لي بالتركيز على القضايا الرئيسية أكثر من الامور التافهة." ودعا ليبرمان ايضا الى اجراء اصلاح شامل للنظام السياسي المنقسم الذي يسمح لاحزاب صغيرة لها اهتمامات خاصة بدخول البرلمان. وقال وزير الخارجية الذي ولد في مولدوفيا وهو يقف بجوار نتنياهو "الاصلاح الحقيقي للحكم يبدأ بفاعلية اليوم." وأظهر استطلاع رأي نشرت نتائجه يوم الاثنين ان حزب ليكود سيحصل على 27 مقعدا وحزب اسرائيل بيتنا على 12 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 120 وان أي ائتلاف جديد بزعامة نتنياهو سيتكون من 65 مقعدا. ونفى حزب ليكود تقريرا اعلاميا اسرائيليا بأن نتنياهو وليبرمان سيتبادلان رئاسة الوزارة فيما بينهما في الحكومة القادمة مثلما فعل اسحق شامير (ليكود) وشمعون بيريس (حزب العمل) اثناء الائتلاف الذي جمعهما في الثمانينات. ونددت أحزاب المعارضة بالتحالف حيث قالت زيهافا جال اون من حزب ميريتس الليبرالي ان هذا التحالف يقود إلى عزلة دولية. وقالت لراديو الجيش الاسرائيلي "رئيس الوزراء يشير بصفة اساسية الى انه اختار اليمين المتطرف المؤيد للاستيطان وانه اختار ان يراوح مكانه لا ان يحقق تقدما في العملية الدبلوماسية (مع الفلسطينيين)." وعبرت عن ذلك المفاوضة الفلسطينية المخضرمة حنان عشراوي التي اتهمت نتنياهو بمحو أي احتمال للسلام مقابل إحكام قبضته على القيادة في اسرائيل. وقالت عشراوي لرويترز ان مثل هذا التحول الكبير سيكون باهظ الثمن للجانبين وانه سيدمر مرة اخرى فرص السلام ويزيد من الفصل بين قضايا العدل وحقوق الفلسطينيين عن السياسة الاسرائيلية. وقال نتنياهو مرارا انه ملتزم بالتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين رغم انه يرفض مطالبهم بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية وأوضح ان الاهتمام الاساسي لاسرائيل يتمثل في كبح ايران والاسلاميين المنافسين لعباس. (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)