شدد بنيامين نتنياهو اليميني مع تراجع فارق تقدمه قبل الانتخابات البرلمانية الثلاثاء المقبل على مخاوف الاسرائيليين من الهجمات العربية وقال إن خطط الحكومة لمقايضة الارض بالسلام من المقدر لها ان تفشل. وقالت منافسته الرئيسية تسيبي ليفني رئيسة حزب كديما الذي يمثل الوسط إنها ستواصل عملية السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة مع الفلسطينيين والتي تابعتها كوزيرة للخارجية وهي نتيجة تحبذها ادارة باراك اوباما الجديدة في واشنطن. وشهد نتنياهو وهو رئيس وزراء سابق متشدد تقلص تفوق حزب الليكود الذي يقوده في استطلاعات الرأي مع تزايد التأييد لمساعد سابق هو افيجدور ليبرمان الذي جذب خطابه المعادي للعرب ناخبين من خارج قاعدة حزبه المتحدثة بالروسية في اعقاب الحرب التي خاضتها اسرائيل في الشهر الماضي ضد حركة "حماس" في قطاع غزة. وقال نتيناهو لراديو اسرائيل مركزا هجومه على ليفني "انها تخلت عن القدس بالفعل في مفاوضات مع الفلسطينيين لماذا الم يتعلموا درسا من كل مرات فشلهم على مدى السنوات الثلاث الماضية - الاف الصواريخ التي ضربتنا من لبنان وغزة من يريد الاستمرار على هذه المسار فليصوت لكديما." ويشك نتنياهو مثلما كان الحال خلال رئاسته للحكومة بين عامي 1996 و1999 في ان الفلسطينيين يمكن ان يقيموا دولة لا تمثل تهديدا لاسرائيل وقال إن اولويته للقضاء على العنف في الضفة الغربية هي تعزيز النمو الاقتصادي في مناطق صناعية خاصة. وعارض سحب القوات من غزة في عام 2005 وهو الحدث الذي ادى الى انقسام الليكود وتأسيس حزب كديما. ويقول إن صواريخ حماس التي تمطر جنوب اسرائيل منذ ذلك الحين مثلها في ذلك مثل صواريخ حزب الله التي امطرت الشمال منذ انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000 هي ثمار مقايضة الارض بالسلام. وهو يرفض ايضا الدعوات الامريكية لتجميد توسيع المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية. وأكد نتيناهو عزوفه عن السير في اثر رئيس الوزراء المستقيل ورئيس كديما السابق ايهود اولمرت في اجراء محادثات مع سوريا وزار الاحد مرتفعات الجولان المحتلة وتعهد بعدم قبول مطالبة دمشق بالمنطقة كثمن لابرام اتفاق سلام معها. وقال في ملاحظات بثها التلفزيون "من يريد ان تبقي كل الجولان في ايدينا وان تبقي كل القدس في ايدينا وان تكون لنا حدود يمكن الدفاع عنها يتعين ان يصوت لليكود." وتولت ليفني قيادة حزب كديما عندما اجبر اولمرت على تقديم استقالته بسبب فضيحة فساد ولكنها فشلت في حشد الدعم لتشكيل ائتلاف جديد في الخريف مما ادى الى انتخابات الاسبوع الجاري. ولم تستفد هي ولا حزب العمل الذي يقوده ايهود باراك كثيرا في الاستطلاعات من الدعم القوي للهجوم الذي شنته الحكومة على غزة الشهرالماضي والذي قتل فيه 1300 فلسطيني. ولكن تقلص التأييد لنتيناهو والذي نجم على ما يبدو عن حزب اسرائيل بيتنا الذي يقوده ليبرمان انعش امالها في ان تصبح اول رئيسة وزراء لاسرائيل منذ جولدا مائير في السبعينيات. وقالت ردا على تحول الى اليمين بين الناخبين الاحد إنها ستمضي قدما في المحادثات التي اجرتها مع الزعماء الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة وهي عملية بدأت في انابوليس 2007 برعاية الرئيس الامريكي جورج بوش. وقالت لراديو الجيش الاسرائيلي "ساواصل السير في نفس الطريق الذي حددته مع شركاء على الجانب الفلسطيني. انا لست مستعدة ان اكون رئيسة وزراء يداها مغلولتان في حكومة بدون اي عملية سلام. هذا ثمن لايمكن تحمله." ومثل ذلك الاصرار يمكن ان يحد من خياراتها الائتلافية. وتظهر الاستطلاعات ان اي حزب لن يفوز باكثر من ربع مقاعد الكنيست التي تبلغ 120 مقعدا. ووفقا للتقاليد المتبعة سيطلب الرئيس شمون بيريس اولا من زعيم اكبر كتلة في البرلمان تشكيل الحكومة على الرغم من ان بعض المحللين يشككون فيما اذا كانت ليفني ستتمكن من ذلك حتى لو تمكن كديما من التغلب على تفوق الليكود في استطلاعات الرأي الذي يتراوح بين مقعدين وثلاثة مقاعد. وغادر ليبرمان ائتلاف اولمرت منذ عام احتجاجا على مفاوضات انابوليس والحديث عن ان كديما مستعد للتنازل عن جزء من القدس والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية مقابل اتفاق سلام مع دولة فلسطينية جديدة. ويريد ليبرمان الذي تظهر الاستطلاعات فوزه بنحو 15 مقعدا او اكثر ضم المستوطنات ووضع بلدات تضم الكثير من الاقلية العربية في اسرائيل والتي تشكل نحو 20 في المئة من سكانها في الجانب الاخر من حدود جديدة. وجذب خطابه المتشدد الكثيرين ولاسيما المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق. وقالت ايرا ايساكوف في الاسبوع الماضي في مستوطنة ارييل بالضفة الغربية " ليبرمان سيكون مثل ستالين في التعامل مع العرب. نتنياهو ضعيف." وفي اكتوبر تشرين الاول لم تتمكن ليفني ايضا من ابرام اتفاق بشأن ائتلاف مع شاس وهو اقوى حزب ديني في اسرائيل والذي يعارض ايضا تقديم تنازلات للفلسطينيين وسيضغط بشدة من اجل المزيد من الانفاق على رفاه الناخبين الفقراء المتدينين. ولم تكن القضايا الاقتصادية بارزة في حملة فشلت في اثارة مشاعر قوية بين الناخبين الذين انصرف اهتمامهم الى الحرب على غزة. وروج نتنياهو لمؤهلاته كوزير مالية ليبرالي سابق لانقاذ اسرائيل من ركود عالمي. ولكن بصفة عامة يركز الناخبون على الامن ليس فحسب مع الفلسطينيين ولكن التهديدات الاخرى بما فيها التهديدات من ايران التي يعتقد الكثير من الاسرائيليين انها تريد الحصول على اسلحة نووية. (رويترز)