اعلن مسؤولون امنيون باكستانيون مقتل خمسة متمردين اسلاميين بصواريخ اطلقتها طائرة اميركية بدون طيار في شمال وزيرستان بشمال غرب باكستان على القرب من الحدود الافغانية. وهي الغارة الاولى منذ تلك التي شنتها طائرات بدون طيار قرب المنطقة التي لا تخضغ لسلطة الدولة وتعرف بانها معقل لطالبان وناشطي تنظيم القاعدة. وقال مسؤول امني لوكالة فرانس برس بعد الغارة التي وقعت في منطقة هرمز شرق ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان ان "عدة طائرات بدون طيار حلقت فوق المنطقة قبل الفجر واطلقت اربعة صواريخ على مجمع ما ادى الى مقتل خمسة ناشطين". واكد مسؤول امني آخر في مدينة بيشاور (شمال غرب) الهجوم والخسائر. وجعلت واشنطن في السنوات الاخيرة من هجمات الطائرات بدون طيار احد ابرز ادوات استراتيجيتها العسكرية العالمية. وتلقى حملتها في باكستان التي تشنها بدون موافقة رسمية من السلطات، معارضة واسعة في البلاد وتزيد من حدة التوتر بين اسلام اباد وواشنطن اللتين ترتبطان بعلاقات معقدة. وقد قاد بطل العالم الباكستاني السابق في لعبة الكريكت عمران خان السبت تظاهرة سيارة في باكستان احتجاجا على هذه الغارات. وانطلق المتظاهرون وبينهم دعاة سلام غربيون على متن عشرات السيارات التابعة "للحركة من اجل العدالة" بزعامة عمران خان صباح السبت من اسلام اباد للتظاهر الاحد في وزيرستان الجنوبية وهي إحدى المناطق القبلية الباكستانية السبع، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس. وهذه المناطق النائية والمتاخمة للحدود مع باكستان هي المعقل الرئيسي لمتمردي حركة طالبان وحلفائهم في تنظيم القاعدة. وقد استهدفوا منذ 2004 بمئات الصواريخ التي اطلقتها طائرات من دون طيار، وتكثفت هذه الحملة في السنوات الاخيرة في عهد اوباما. ومنذ سنة، ارتفعت شعبية الحركة من اجل العدالة التي نددت خصوصا بفساد الاحزاب التقليدية الحاكمة. ويتهمها خصومها بالتواطؤ مع الاحزاب والمجموعات الاسلامية واستغلال الشعور المعادي للاميركيين لدى الرأي العام تمهيدا للانتخابات العامة المقررة مطلع 2013. وتنتقد الحكومة الباكستانية دوما الغارات التي تشنها الطائرات من دون طيار وتندد بالتعرض لسيادة اراضيها. وفي اواخر ايلول/سبتمبر، اشار تقرير لمنظمة ريبريف الى العواقب المأسوية لغارات الطائرات من دون طيار على سكان المناطق القبلية، مؤكدا ان هذه العمليات غير انسانية ومؤذية ايضا للمدنيين وغير مثمرة لانها تؤجج المشاعر المعادية للاميركيين وهي اصلا مشاعر عداء قوية في باكستان. من جهتها اعلنت مجموعة من الخبراء الاميركيين ان عمليات القصف المتواصلة التي تقوم بها طائرات اميركية بلا طيار في شمال غرب باكستان، معقل عناصر طالبان وتنظيم القاعدة، ترهب السكان وغير فعالة لأنها تؤجج مشاعر العداء لاميركا في البلاد. وقال التقرير الذي اصدرته الثلاثاء جامعتا "ستانفورد لوو سكول" و"نيويورك يونيفرسيتي سكول اوف لوو" الاميركيتان، ان الرؤية الاميركية للحملة التي تنفذها طائرات بلا طيار وتصفها بانها "فعالة ودقيقة وتعزز امن الولاياتالمتحدة" خاطئة، ويدعو واشنطن الى اعادة النظر في هذه الاستراتيجية. وعلى غرار واشنطن، يلاحظ التقرير الذي يحمل عنوان "الحياة تحت الطائرات بلا طيار" ان الاكثرية الساحقة من الاف الاشخاص الذين قتلوا في تلك الغارات التي بدأت في حزيران/يونيو 2004 في المناطق القبلية الباكستانية هم مقاتلون اسلاميون. لكنه اشار الى العواقب الخطرة الاجتماعية والنفسية لعمليات القصف، اليومية في بعض الفترات، على سكان المناطق القبلية المستهدفة والمتاخمة لافغانستان.