وصف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الاربعاء اطلاق النار في مالي الذي اودى بحياة 16 شخصا بينهم تسعة موريتانيين، بانه "جريمة بشعة"، لكنه اكد في الوقت عينه انه لا يريد تحميل مواطني مالي وزرها. وقال عبد العزيز للصحافيين في اول تصريح علني حول هذه القضية "أقدم تعازي القلبية الخالصة إلى الشعب الموريتاني وكذلك إلى الشعب المالي لان من بين القتلى مواطنون ماليون راحوا ضحية هذه الجريمة البشعة التي قامت بها للأسف الشديد وحدة من جيش بلادهم". واضاف ان "هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها ستة عشر شخصا مسالمين غير إرهابيين يقومون بحمل رسالة أخوة وسلام واعتدال، قوبلوا بهذه الطريقة السيئة، فهذا لا يمكن تصوره". واضاف بعد وصول جثامين الموريتانيين التسعة الى مطار نواكشوط من مالي "لكن نظرا للأوضاع في هذا البلد وهشاشة الأمن فيه فمثل هذا العمل ليس غريبا في ظروف كهذه"، محاولا التخفيف من غضب بلاده. وتابع الرئيس الموريتاني "وعلى كل حال فان ظروف مالي الخاصة بها سياسيا وأمنيا هي التي أنتجت هذه الجريمة البشعة" التي وقعت في الثامن من ايلول/سبتمبر ليلا في بلدة ديابالي (وسط مالي). وقال ايضا "عموما ان علاقات موريتانيا مع جمهورية مالي الشقيقة علاقات طيبة وحسنة ولا نريد أن نحمل الماليين ما ليس بوسعهم تحمله في هذه الظروف الخاصة لأنهم يواجهون الكثير، لكنني أطالب السلطة القائمة هناك باتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل تسوية هذه المشكلة". واوضح ان ذلك "يمر أولا بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في هذه الجريمة يشارك فيها محققون موريتانيون لإستجلاء الحقيقة والتأكد من شفافية ونزاهة التحقيق، والتوصل بنتائجه، تمهيدا لتقديم الجناة إلى محاكمة عادلة". واضاف الرئيس الموريتاني "وأجدد مرة أخرى تعازي القلبية لجميع أفراد الشعب الموريتاني وجماعة الدعوة والتبليغ وأشكرهم على العمل الذي يقومون به ضمن الرسالة التي يحملونها، رسالة الأخوة والمحبة ونشر الإسلام المعتدل البعيد عن التطرف الحريص على التقارب بين الشعوب". ونقلت الجثامين التسعة من باماكو الى نواكشوط صباح الاربعاء على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الموريتانية استاجرتها الحكومة الموريتانية. ورافقها وفد يضم مسؤولين في الشؤون الاسلامية ومن جماعة الدعوة والتبليغ التي كان ينتمي اليها القتلى. واضافة الى الرئيس الموريتاني، حضر الى المطار رئيس وزرائه وعدد من اعضاء الحكومة ومسؤولون من الطائفة الاسلامية وخصوصا من جماعة الدعوة والتبليغ وحشد شعبي كبير. واعرب بعض الحاضرين عن غضبهم ازاء الحكومة المالية وطالبوا بمعاقبة العسكريين الماليين مطلقي النار. ونقلت الجثامين في سيارات اسعاف الى مسجد جماعة الدعوة والتبليغ في جنوبنواكشوط للصلاة عليها قبل دفنها. وارسل وزير الخارجية المالي تيامان كوليبالي الى نواكشوط، بحسب ما قالت الحكومة المالية، ليعبر للسلطات الموريتانية "بصوت عال" عن "تعاطف وأسف" باماكو بعد اطلاق النار الذي بات موضع تحقيق رسمي في مالي.