نددت الحكومة الموريتانية بشدة ب«المجزرة الوحشية» التي استهدفت مواطنين عزل من نشطاء حركة الدعوة والتبليغ وقتلهم ب«دم بارد» من قبل قوات الجيش المالي، على حد وصفها. وطالب بيان شديد اللهجة لوزارة الخارجية الموريتانية صدر في وقت مبكر، الاثنين ب «التحقيق العادل والشفاف في العملية الإجرامية وبمعاقبة مرتكبيها من أفراد الجيش المالي وبإشراك محققين موريتانيين في العملية». وقال البيان إن الحكومة الموريتانية تتابع باهتمام كبير تطورات هذه «الجريمة» التي استهدفت دعاة «لا يريدون سوى إعلاء كلمة الله بطريقة سلمية ولم يكونوا يحملون أي سلاح وليست تلك طبيعتهم». وأكد البيان الموريتاني أن «عملية القتل تمت دون إنذار ركاب السيارة الموريتانيين ودون توجيه إي إشعار لهم بضرورة التوقف عند الحاجز وبدلا من ذلك أمطروا بوابل من الرصاص في عملية قتل بربرية ووحشية لا يبررها شيء». ومن جانبهم نظم أهالي الضحايا وقفة احتجاجية أمام القصر الرئاسي بنواكشوط، الأحد، للتنديد بالمجزرة ، وطالبوا الحكومة الموريتانية بطلب توضيحات من مالي ومعاقبة الجناة. وقال حننه ولد عبد الله المتحدث باسم الأهالي :« ما وقع مجزرة رهيبة راح ضحيتها 12 من الشباب الدعاة الخارجين إلى مؤتمر ديني في باماكو لا يحملون سلاحا، سلاحهم الدعوة إلى الله بعيدا عن العنف». وكانت الحكومة الموريتانية أعلنت مقتل 12 من مواطنيها، صباح الأحد، داخل الأراضي المالية على يد« قوات الأمن المالية». وكان الدعاة قد عبروا الحدود الموريتانية المالية يوم الجمعة باتجاه مالي للمشاركة في مؤتمر ديني لجماعة الدعوة والتبليغ التي تمارس العمل الدعوي ونشر الدين في غرب إفريقيا. من ناحيتها ،قالت حركة الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا الإسلامية المتشددة في مالي، الأحد إن مقتل 16 داعية إسلاميا بينهم ثمانية من موريتانيا وثمانية من مالي على يد دورية تابعة للجيش في البلاد هو بمثابة إعلان للحرب. وحركة الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا هي واحدة من الجماعات الإسلامية التي استغلت تمرد الطوارق في شمال مالي منذ أبريل نيسان الماضي بغرض تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وقال الإسلامي البارز عمر ولد حماها المتحدث باسم الحركة "بعد هذا العمل الوحشي غير المبرر لا أرى أي مستقبل لجيش مالي أو حكومتها لأننا سنواصل حملتنا باتجاه الجنوب إلى باماكو. هذا إعلان للحرب." وأوضح ولد حماها لرويترز عبر الهاتف أن الدعاة«الستة عشر كانوا من الإسلاميين المعتدلين. لقد قتلوا عند نقطة تفتيش في ديابالي بمنطقة سيجو بالقرب من الحدود الموريتانية». وأضاف أن الدعاة كانوا متجهين في قافلة إلى العاصمة «باماكو» لحضور مؤتمر عندما فتحت دورية تابعة للجيش النار عليهم. وقالت حكومة مالي في بيان مقتضب أصدرته مساءالأحد «وقع حادث عند نقطة تفتيش ديابالي مساء السبت قتل فيه 16 شخصا بالرصاص بينهم ثمانية موريتانيين وثمانية من مالي». وأشارت إلى أنه تم فتح تحقيق في الحادث. وقال ضابط بالجيش المالي يقيم في معسكر «سيجو» ل «رويترز» عبر اتصال هاتفي إن دورية تابعة للجيش بدأت بالهجوم كي لا تقع فريسة لهجوم مباغت. واضاف الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه «كان (الهجوم) ردا على محاولة للهجوم من الجماعة الإسلامية. لم تنتظر عناصر دوريتنا حتى ينصب لها كمين لأنها كانت تتبع تحركات الجماعة». وقعت مالي في براثن الفوضى منذ مارس الماضي عندما أطاح جنود برئيس البلاد مما أحدث فراغا في السلطة أفسح المجال أمام متمردي الطوارق بالشمال لفرض سيطرتها على ثلثي البلاد. وقدم رئيس مالي المؤقت ديونكوندا تراوري في الأسبوع الماضي طلبا رسميا للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) للحصول على المساعدة العسكرية من أجل تحرير المنطقة الشمالية في البلاد.