نفذ الجيش السوري الحر الخميس انسحابا كاملا من حي صلاح الدين في حلب الى الشوارع المحيطة به متعهدا شن "هجوم مضاد"، فيما جددت طهران دعوتها الى حوار بين النظام السوري والمعارضة. في هذا الوقت، عين الرئيس بشار الاسد وائل نادر الحلقي رئيسا للحكومة بعد اقالة رئيس الوزراء رياض حجاب الذي اعلن انشقاقه عن السلطة. وقال التلفزيون السوري ان "الرئيس الاسد اصدر مرسوما يقضي بتسمية الدكتور وائل نادر الحلقي رئيسا لمجلس الوزراء"، بعد ايام على تكليف النائب الاول لرئيس الحكومة عمر غلاونجي تسيير شؤون الحكومة. ودعا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي لدى افتتاحه الخميس اجتماعا "تشاوريا" في طهران حول سوريا يشارك فيه 29 بلدا، الى بدء حوار وطني. وافتتح الوزير الايراني الذي تعد بلاده حليفا لسوريا، الاجتماع بالدعوة الى "حوار وطني بين المعارضة التي تحظى بدعم شعبي، والحكومة السورية من اجل احلال الهدوء والامن" في البلد المضطرب، بحسب ما اورد التلفزيون الايراني الرسمي. واضاف ان ايران على استعداد لاستضافة مثل هذا الحوار. ولم تدع ايران الى هذا الاجتماع البلدان الغربية وبعض الدول العربية التي تتهمها طهران بتقديم دعم عسكري للمعارضين المسلحين الذين يخوضون تمردا منذ نحو 17 شهرا للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد. ميدانيا، صرح قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر النقيب حسام ابو محمد لوكالة فرانس برس ان "الحي (صلاح الدين) بات خاليا تماما من الثوار"، مشيرا الى ان "الجيش (النظامي) يتقدم داخل الحي". لكن قائد كتيبة نور الحق النقيب واصل ايوب افاد لوكالة فرانس برس مساء ان "هناك خمس كتائب ما تزال تقاوم في صلاح الدين مع بداية المساء لتامين انسحاب آمن"، مشيرا الى ان كتائب الجيش الحر في الحي تنسحب باتجاه "خط السكري والمشهد (شرق جنوب) وبستان القصر حيث نعزز قواتنا هناك". واشار الى ان الجيش النظامي "لم يدخل الى كل الاحياء التي انسحب منها الجيش الحر"، مضيفا ان هذه القوات تتمركز بشكل خاص "من جهة الملعب البلدي شمال صلاح الدين بالقرب من الاعظمية وفي شوارع صلاح الدين المقابلة لاستاد الحمدانية". وشدد على ان "سقوط صلاح الدين لا يعني سقوط حلب وانتهاء المعركة"، مضيفا "قريبا سيكون لنا هجوم مضاد وتقدم جديد في صلاح الدين". وكان الجيش السوري الحر اعلن اولا عن انسحاب جزئي من صلاح الدين وسط استمرار القصف العنيف والاشتباكات الضارية مع القوات النظامية للسيطرة على الحي. وقال حسام ابو محمد لفرانس برس ان "كتائب الجيش السوري الحر نفذت انسحابا من شارعي 10 و15 في صلاح الدين باتجاه حي السكري (جنوب) تمهيدا لشن هجوم مضاد التفافي". ولفت الى ان "الجيش (السوري النظامي) يقصف منذ صباح (الخميس) بالقنابل الفراغية شارعي 10 و15 ما ادى الى تسوية نحو اربعين مبنى بالارض ومقتل اكثر من 40 مقاتلا واعداد كبيرة من المدنيين". وشهد صلاح الدين الاربعاء معارك وصفت بانها "الاعنف" منذ ثلاثة اسابيع حين سيطر مقاتلون معارضون على احياء من مدينة حلب، بحيث تبادل الجيش النظامي والجيش الحر السيطرة على صلاح الدين. من جانبه، لفت المرصد السوري لحقوق الانسان الى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مدينة حلب خصوصا حي باب الحديد اسفرت عن تدمير واعطاب اليات للقوات النظامية. وتحدث عن "موجة نزوح كبيرة للسكان من منطقة العقبة القريبة من باب انطاكية بسبب القصف العشوائي". وكان المرصد افاد في بيان صباح الخميس ان "تعزيزات تضم ثلاث دبابات وناقلات جند مدرعة ومئات الجنود وصلت الى محيط نادي الضباط قرب ساحة سعدالله الجابري" وسط حلب. وفي ريف حلب، ذكر المرصد ان مقاتلين معارضين سيطروا على قسم الشرطة في قرية الحاضر بريف حلب الجنوبي. من جهتها، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان وحدات من الجيش النظامي هاجمت "مجموعات ارهابية" في مناطق مختلفة من حلب خصوصا بالقرب من فندق الكارلتون وقامت "بتطهير منطقتي اصيلة وباب النصر من المجموعات الارهابية المسلحة". واضافت الوكالة ان القوات النظامية "واصلت ملاحقة فلول المجموعات الارهابية المسلحة في عدد من احياء مدينة حلب (...) واشتبكت مع مجموعة ارهابية مسلحة في منطقة هنانو بحلب واوقعت فى صفوفها عشرات القتلى والجرحى بينما رمى الباقون اسلحتهم ولاذوا بالفرار". وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة كفرومة اسفرت عن اعطاب دبابة للقوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض مدينة اريحا للقصف من قبل القوات النظامية التي "استخدمت المدفعية والطيران المروحي". وشرقا في دير الزور، تعرض حي العرفي للقصف من قبل القوات النظامية بينما دارت اشتباكات عنيفة عند دوار حمود العبد وحاجز الجسر المعلق في حي الحويقة. وفي محافظة درعا جنوبا، اقتحمت القوات النظامية بلدة بصر الحرير وبدات باقامة حواجز في احياء متفرقة من البلدة كما دفنت اليوم ثماني جثث مجهولة الهوية عليها اثار تعذيب شديد، بحسب المرصد. وحصدت اعمال العنف في سوريا الخميس 78 قتيلا هم 35 مدنيا و18 مقاتلا معارضا، بالاضافة الى ما لا يقل عن 25 عنصرا من القوات النظامية بينهم ضابط اثر تفجير عبوات ناسفة باليات واشتباكات في محافظات حلب وادلب وريف دمشق ودير الزور. واسفرت اعمال العنف في سوريا الاربعاء عن مقتل 167 شخصا، هم 95 مدنيا و18 مقاتلا معارضا، بالاضافة الى 54 من القوات النظامية. ونفى مدير المراسم في القصر الجمهوري السوري محيي الدين مسلمانية عبر التلفزيون السوري الرسمي الخميس خبر انشقاقه عن النظام، موضحا انه قطع زيارة علاجية كان يقوم بها في بيروت لدحض هذه الاخبار. وكان الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين اكد في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب ان مسلمانية "انشق عن النظام (...) والجيش الحر يقوم بتأمينه". وشهد الاسبوع الجاري انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب ومغادرته سوريا بمساعدة الجيش الحر الى الاردن. انسانيا، عبر حوالى 2200 لاجىء سوري الحدود التركية في الساعات ال24 الاخيرة هربا من العنف في بلادهم ليبلغ عددهم الاجمالي في تركيا 50 الف شخص على ما اكدت مديرية حالات الطوارىء التركية الخميس. واكد وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون الامن والسلام غريغوري ستار الخميس انه قدم الى سوريا لمساعدة فريق البعثة على توزيع المعونات للمتضررين في المناطق التي تعرضت لاعمال عنف، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا). واقلعت من مطار رواسي قرب باريس الخميس طائرة من طراز ايرباص ايه310 تقل طاقما طبيا عسكريا فرنسيا ومعدات طبية الى الحدود الاردنية السورية لمساعدة اللاجئين السوريين. وقرر الرئيس فرنسوا هولاند الاثنين ارسال الطاقم الطبي والمعدات الى الحدود الاردنية السورية لمساعدة اللاجئين.