تدفقت شاحنات محملة بالنساء والأطفال والأمتعة وأجولة الأرز على مخيم للاجئين بولاية آسام في شمال شرق الهند يوم الخميس في حين حاولت قوات الأمن إخماد أسوأ عنف عرقي بالمنطقة منذ عشر سنوات. وقالت الشرطة إن عدد القتلى في الاشتباكات التي دارت بين قبيلة بودو وسكان مسلمين ارتفع إلى 40 قتيلا ليل الأربعاء بعد العثور على أربع جثث أخرى. وفتحت الشرطة النار على مجموعات مسلحة بهراوات ورماح لانتهاكها حظرا للتجوال. وفر عشرات الآلاف من المسلمين وأبناء قبيلة بودو من ديارهم في قرى نائية على الحدود مع بوتان ولجأوا إلى مخيمات في بلدات أكبر. وأشعلت مجموعات مسلحة النار في مئات المنازل وكثير منها من الطوب اللبن خلال الاضطرابات المستمرة منذ ما يقرب من أسبوع. ويقول مسؤولون محليون إن 150 ألف شخص نزحوا عن ديارهم بسبب الاشتباكات. وتفتقر كثير من مخيمات النازحين للغذاء والماء والأمن. وأحاط لاجئون غاضبون بمجموعة من نواب الولاية لدى تفقدهم مخيما في بيجني يوم الأربعاء وطالبوا باتخاذ إجراء. وشكا حبيب الرحمن (45 عاما) الذي فر إلى المخيم هذا الأسبوع بصحبة والديه وأخته وزوجته وابنته "لا يوجد أمن على الإطلاق." ويعيش في شمال شرق الهند أكثر من 200 جماعة عرقية وقبلية وشهدت المنطقة حركات تمرد انفصالية عديدة منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947. واندلعت أحداث العنف الأخيرة بعد أيام من فيضانات تسببت في مقتل أكثر من 100 شخص وتركت 400 ألف على الأقل بلا مأوى في آسام. ويشعر أبناء قبيلة بودو أنهم مهمشون بسبب موجات المهاجرين التي تدفقت على منطقتهم منذ الخمسينات ويتهمون الحكومة المركزية بالسماح بدخول المهاجرين لكسب أصوات انتخابية. وفي 1983 قتل ما لا يقل عن 2000 شخص معظمهم مهاجرون من بنجلادش في اشتباكات بوسط آسام.