قالت الشرطة الهندية الاثنين إن آلاف الأشخاص فروا من منازلهم في ولاية آسام بشمال شرق الهند بعد ان تسبب قتال بين قبائل من السكان الأصليين ومستوطنين مسلمين في مقتل ما لا يقل عن 19 شخصا وإصابة كثيرين آخرين. وقالت الشرطة وعمال إغاثة في المنطقة لرويترز إن الشرطة اضطرت لإطلاق أعيرة نارية تحذيرية لتفريق مجموعات مسلحة كانت تتنقل بين القرى الواقعة في الادغال يوم الاثنين وتضرم النيران في المنازل المصنوعة من الاخشاب. وقام جنود وقوات أمن اتحادية بدوريات في المناطق النائية. وقال ضابط شرطة كبير طلب عدم الافصاح عن اسمه: "رأينا مجرمين يحرقون قرية بعد قرية اليوم الاثنين.. ما يحدث هنا جنون كامل. فقد الناس صوابهم." وقال اس.ان سينغ المفتش العام للشرطة في ولاية اسام إنه أمر رجاله بإطلاق النار على العصابات في الشوارع بعد فرض حظر للتجول من وقت الغروب حتى الفجر لمنع انتشار العنف. ويضم شمال شرق الهند الذي يشترك في حدود مع الصين وميانمار وبنجلادش وبوتان أكثر من 200 مجموعة عرقية وقبلية ويعاني من حركات انفصالية منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947. وظهرت بين القبائل الهندوسية والمسيحية في السنوات القليلة الماضية مشاعر قوية مناهضة للمهاجرين وللمسلمين تستهدف المستوطنين من بنجلادش . وقالت الشرطة ومسئولون إن أحدث موجة من اعمال العنف اندلعت ليل الجمعة عندما قتل مجهولون اربعة شبان في منطقة كوكراجهار التي تهيمن عليها قبيلة بودو بالولاية قرب الحدود مع بنجلادش وبوتان. وردا على ذلك هاجم مسلحون من البودو سكانا مسلمين اعتقادا منهم بانهم وراء جريمة القتل. وقال دونالد جيلفلون وهو موظف حكومي كبير في منطقة كوكراجهار إن نحو 50 ألف شخص من سكان القرى فروا من ديارهم واحتموا بمخيمات إيواء خوفا من العنف منذ ذلك الحين مضيفا أن 37 مخيما أقيمت لمساعدة النازحين وسيتم افتتاح المزيد منها إذا لزم الأمر. وذكرت الشرطة أن مجهولين أضرموا النار في منازل ومدارس وسيارات وأطلقوا النار عشوائيا من أسلحة آلية في مناطق مأهولة بالسكان. وقالت الشرطة إن قرويين عثروا على جثة رضيع عمره ستة أشهر على ضفة نهر إلى جانب جثة امرأة يوم الأحد. وبعد ظهر يوم الاثنين قطع مئات الاشخاص المزودين بالرماح خط السكك الحديدية الذي يربط جواهاتي عاصمة ولاية اسام مع نيودلهي. وقال سينغ انهم اوقفوا أحد القطارات السريعة لعدة ساعات مطالبين السلطات بالافراج عن اشخاص محتجزين فيما يتصل بقتل الشبان الاربعة. وظلت المتاجر والمكاتب والمدارس مغلقة يوم الاثنين وكانت الشوارع خالية من المارة في كوكراجهار مع قيام رجال الامن المدججين بالسلاح باعمال الدورية في المنطقة سيرا على الاقدام وفي سيارات مضادة للالغام. وقال هيرانيا موساهاراي وهو من سكان المنطقة في مكالمة هاتفية من بلدة كوكراجهار حيث يقيم مع أقاربه "لا يمكننا التفكير في العودة لدارنا. القرية معرضة لهجمات والحكومة لم تتمكن من حمايتنا.