اكد البابا بنديكتوس السادس عشر مجددا السبت لكهنة وراهبات اجتمعوا في كاتدرائية ميلانو ان العزوبية جزء من صميم دعوتهم، فيما تزداد الاصوات داخل الكنيسة للمطالبة بزواج الكهنة. وقال البابا لمئات الكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة والاكليريكيين في اليوم الثاني من زيارة الى ميلانو، ان "العلامة المضيئة للمحبة الرعوية والقلب الموحد هي العزوبية الكهنوتية والعذرية المكرسة" لدى الذين واللواتي يكرسون حياتهم للدعوة الدينية. وقد وصل البابا الى ميلانو الجمعة وعبر المدينة على متن سيارته باباموبيلي وهتف له عشرات الالاف من سكان ميلانو. وكان يرافقه كبير الخدم الجديد ساندرو ماريوتي الذي خلف باولو غابريللي الذي اوقفه اخيرا الدرك الفاتيكاني في اطار فضيحة "فاتيليكس" المتعلقة بتهريب وثائق سرية. ولدى وصوله، اشاد البابا "بحرارة" بآخر ثلاثة كرادلة للكنيسة الامبروازية النافذة التي اسسها القديس امبرواز في ميلانو، وهم جميعا من كبار الشخصيات في الكنيسة، اي الاسقف الحالي انجيلو سكولا القريب منه بأفكاره والذي يعد واحدا من كبار رجالات الكنيسة الذين ترد اسماؤهم كمرشحين للبابوية، والكاردينال كارلو ماريا مارتيني رئيس التيار الليبرالي في الكنيسة واللاهوتي اللامع الذي طرح اسمه في المجمع الاخير في 2005 على انه الخليفة المحتمل للبابا يوحنا بولس الثاني، وديونيجي تيتامنتسي اسقف ميلانو حتى العام الماضي والذي لاقت مواقفه الاجتماعية القوية استحسانا كبيرا وخصوصا لجهة استقبال المهاجرين. وكان البابا بنديكتوس السادس عشر غادر الجمعة مقره (في الفاتيكان) الذي يواجه ازمة داخلية، للقيام بزيارة رعوية في اكبر ابرشية في اوروبا وعقد "لقاء عالمي للعائلات" في حضور كاثوليك من 154 بلدا. وجدول اعمال البابا اليوم السبت مثقل جدا. فبعد الكاتدرائية، سيلتقي عشرات الاف الشبان المثبتين من صبيان وبنات في ستاد سان سيرو، قبل ان يلتقي السلطات المحلية ويرأس في المساء امسية تسمى "عيد الشهادات" العائلية مع 300 الف شخص في مطار بريسو. وكان البابا بنديكتوس السادس عشر تحدث الجمعة خلال حفل غنائي في سكالا دو ميلانو عن التناقض بين "نشيد الفرح" الذي يختتم السمفونية التاسعة لبيتهوفن، والبلبلة التي تسود بين الناس لدى وقوع هزة ارضية، فيما اهدي الحفل الى ضحايا الهزة في ايطاليا. وصفق الحضور طويلا للبابا الالماني الاصل الذي يهوى الموسيقى والذي استغرق على ما يبدو في الاستماع الى تحفة بيتهوفن التي عزفتها جوقة بقيادة المايسترو دانيال بارنبويم. ووجه اشادة حارة الى اشهر معهد موسيقي في ايطاليا "لاسكالا، معبد الاوبرا، والمرجع الموسيقي والثقافي ليس لميلانو وايطاليا وحسب، وانما للعالم اجمع". لكنه اضاف "اضافة الى هذا الحفل الذي يفترض ان يكون عيدا في مناسبة هذا اللقاء لاشخاص (اللقاء العالمي للعائلات) اتوا من جميع انحاء العالم، يطغى ظل الهزة التي سببت الكثير من الالام لكثير من الناس في بلادنا". ففي وسط شمال ايطاليا، اسفرت هزتان في 20 و29 ايار/مايو عن 23 قتيلا في الاجمال واسفرتا عن دمار هائل. وذكر البابا بان بيتهوفن رسم "رؤية مثالية للبشرية"، ولاحظ ان "نشيد الفرح" هو "دعوة الى الاخوة يوجهها (المؤلف) الى الجميع بمعزل عن العوائق والمعتقدات". لكنه اضاف "هذا ليس فرحا مسيحيا بحتا". وقال البابا ان "كلمات +نشيد الفرح+ تبدو جوفاء بالنسبة الينا، حتى انها لا تبدو حقيقية ... لقد اصابنا الشلل جراء دمار غير مفهوم تسبب في خسائر بشرية ودمر منازل عدد كبير من الاشخاص". وتساءل البابا "كذلك تبدو لنا فرضية اب صالح يسكن فوق السماء المرصعة قابلة للنقاش. هل ان الأب الصالح موجود فقط فوق السماء المرصعة؟ الا تصل طيبته الينا؟". واضاف "نحن المسيحيون نبحث عن اله لا يجلس على عرش بعيد، لكنه يدخل حياتنا وآلامنا". واكد البابا "لا نحتاج الى خطاب غير واقعي عن إله بعيد وعن أخوة غير ملزمة. نحن نبحث عن إله قريب، نبحث عن أخوة تدعم القريب وسط الالام". وفي مقابلة مع صحيفة كورييرا ديلا سيرا، اشاد المدير الموسيقي الاسرائيلي-الارجنتيني لفرقة لا سكالا الذي يعلن انه "ملحد"، بزيارة الحبر الاعظم الى مسرحه، مؤكدا ان "السلطة اللاهوتية والروحية للبابا تلقى اعتراف المؤمنين وغير المؤمنين".