دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة خلال مؤتمر دولي في اسطنبول حول الصومال الى تلافي "اي فراغ في السلطة قد يستغله اسياد الحرب" الصوماليين بعد انتهاء الفترة الانتقالية في آب/اغسطس. وقال بان في اليوم الثاني والاخير من هذا المؤتمر الذي يشارك فيه مندوبون عن 54 دولة، "نحن بحاجة ملحة لتفادي حصول فراغ في السلطة يمكن ان يستغله اسياد الحرب" في الصومال. وشدد على ضرورة كسب "ثقة" الشعب "وبالاخص في المناطق التي استعيدت مؤخرا من الارهابيين في حركة الشباب" الاسلامية المتطرفة. وقد سيطرت القوات الموالية للحكومة في الصومال في اواخر ايار/مايو على مدينة افغوي الاستراتيجية الواقعة على بعد 30 كلم من العاصمة مقديشو والتي يعيش حولها مئات الاف النازحين، ما تسبب بنكسة جديدة للمتمردين الاسلاميين في حركة الشباب التي انضمت مؤخرا الى تنظيم القاعدة. وانسحب مقاتلو الشباب من مقديشو في اب/اغسطس الماضي وواجهوا ضغوطا مع هجوم عسكري اقليمي في بقية مناطق وسط الصومال وجنوبها، حيث تدخل الجيشان الاثيوبي والكيني منذ اواخر 2011. واضاف بان كي مون "ان نهاية الفترة الانتقالية تسجل بداية مرحلة جديدة في العملية السياسية، مرحلة جديدة للحوار حيث يجب الاصغاء الى جميع الاصوات الصومالية"، كما "يجب ان يتمكن جميع الصوماليين ايا يكن جنسهم وعشيرتهم او انتماؤهم السياسي من المشاركة في الانتخابات". وتابع الامين العام للامم المتحدة "اطلب من المانحين المساهمة في هذا الجهد الاساس. وفي مواجهة الارهاب والقرصنة والجفاف تحتاج الصومال للتضامن". وتعيش الصومال على وقع حرب اهلية منذ اكثر من عشرين سنة، وهي من دون حكومة فعلية منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991. ومن المفترض ان تقوم بحلول 20 اب/اغسطس المقبل مؤسسات جديدة لتحل مكان الحكومة والبرلمان الانتقالي الحاليين. ومؤتمر اسطنبول الذي ينعقد بعد مؤتمر سابق عقد في شباط/فبراير في لندن، يشارك فيه خصوصا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزيرا الخارجية البريطاني والايطالي والرئيس الاوغندي يويري موسيفيني. كما حضر وزير خارجية ارض الصومال (صومالي لاند) المنطقة الشمالية التي اعلنت تمتعها بحكم ذاتي من جانب واحد، بحسب مصادر متطابقة. وشدد الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد من جهته على ضرورة مشاركة دولية في جهود اعادة اعمار البنى التحتية في بلاده. وقال "بعد مؤتمر لندن نريد الان البدء بتحرك حقيقي، تحرك عملي". واكد ايضا ان بلاده تتطلع الى "مصالحة" مختلف المناطق في الصومال وانشاء "جيش وطني" مطالبا لذلك ب"مشاركة دولية" في تشكيله وتدريبه. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو من ناحيته "ان هدفنا هو تصور بنية جديدة للدولة لتهيء بيئة تسمح بحياة طبيعية بشكل دائم". وتركيا حاضرة جدا خصوصا على الصعيد الانساني في الصومال التي توجه اليها اردوغان في اب/اغسطس الماضي في زيارة نادرا ما يقوم بها مسؤول اجنبي الى هذا البلد الذي يشهد نزاعات قبلية وانعداما للامن والقرصنة البحرية.