اعلن الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس الاثنين انه لن يترشح للفوز بولاية رئاسية ثانية في شباط/فبراير 2013 بسبب فشله في التوصل الى اتفاق سلام مع القبارصة الاتراك يوحد الجزيرة المقسومة. وقال في خطاب متلفز "خلال حملتي الرئاسية الاخيرة التزمت بشكل واضح امام الشعب القبرصي بان اكون رئيسا لولاية واحدة، ما لم يتم التوصل الى حل للمشكلة القبرصية". واضاف الرئيس القبرصي "انطلاقا من ان المشكلة القبرصية لم تجد حلا لها، ولانني لا اعتقد ان تقدما حاسما يمكن ان يتحقق خلال الاشهر القليلة المقبلة، قررت الوفاء بوعدي الانتخابي وعدم الترشح لولاية ثانية". وخريستوفياس هو اول رئيس قبرصي لا يسعى الى تجديد ولايته. وينتمي خريستوفياس الى حزب اكيل الشيوعي وفاز في الانتخابات عام 2008 وسط اجواء تفاؤل بامكان التوصل الى اتفاق مع القبارصة الاتراك لاعادة توحيد الحزيرة المقسومة منذ العام 1974. واعتبر خريستوفياس (65 عاما) ان موقف جمهورية قبرص على الساحة الدولية تعزز بعد ان كانت "عوقبت" اثر رفض القبارصة اليونانيين بكثافة خطة سلام للامم المتحدة في نيسان/ابريل 2004. واهتزت شعبية خريستوفياس كثيرا الصيف الماضي اثر انفجار عرضي لمستوعب يحتوي على ذخائر واسلحة على مقربة من محطة ضخمة لتوليد الكهرباء ما ادى الى سقوط 13 قتيلا وانقطاع الكهرباء عن اقسام من قبرص. وسارت تظاهرات غاضبة اثر هذا الحادث متهمة الرئيس القبرصي بالاهمال وعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة للحؤول دون انفجار المستوعب، ومطالبة باستقالته. حتى ان لجنة تحقيق في ظروف الانفجار خلصت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي الى تحميل خريستوفياس المسؤولية. ومع ان المفاوضات بين القبارصة اليونانيين والاتراك انطلقت مجددا عام 2008 فانها لم تحقق نتائج ملموسة. ولا تزال قبرص منذ العام 1974 عندما اجتاح الجيش التركي قسمها الشمالي، مقسومة الى قسم جنوبي يحظى باعتراف دولي، وقسم شمالي اعلنت فيه "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لم تعترف بها سوى تركيا.