تظاهر الاربعاء عشرات العسكريين الماليين الغاضبين من نقص الوسائل لمحاربة حركة المتمردين الطوارق والجماعات المسلحة في شمال البلاد واطلقوا النار في الهواء في باماكو حيث اقتحموا مقر الاذاعة والتلفزيون العام قبل ان يعيد الجيش سيطرته على الوضع. واكد احد هؤلاء العسكريين الذين كانوا بالعشرات في الشوارع وهم يطلقون النار في الهواء ويثيرون الرعب في صفوف السكان، لوكالة فرانس برس "لقد سئمنا من الوضع في شمال" البلاد الذي يقع ضحية حركة تمرد الطوارق وانشطة مجموعات اسلامية متطرفة. والعسكريون الذين اقتحموا مقر الاذاعة والتلفزيون في مالي الذي كانوا احتلوه بعد الظهر، هم شبان يتحركون ووجوههم مكشوفة. وقد اطلقوا النار في الهواء في مباني المقر الواقع في وسط باماكو واخرجوا منه جميع الموظفين. وقبل ساعات قليلة من ذلك تظاهر جنود وهم يطلقون النار في الهواء في معسكر كاتي المدينة المحصنة التي تبعد 15 كلم من باماكو للمطالبة بتسليح ملائم للقتال في الشمال. واعلن كابورال في المعسكر رفض الكشف عن هويته "نريد ذخائر للتوجه الى مقاتلة المتمردين الطوارق، لقد طفح الكيل، كفى". واضاف ان "وزير الدفاع جاء هذا الصباح الى كاتي، لكنه لم يقنعنا". واكد ان الجنود لا يريدون "رحيل رئيس الجمهورية" امادو توماني توريه، مضيفا "انه رئيسنا، لكن ينبغي ان يقوم بتسوية الامور". وفي مطلع شباط/فبراير تظاهر نساء واقرباء جنود في مدن عدة في مالي منها باماكو للتنديد بالصمت حيال وضع هؤلاء الجنود و"بتراخي السلطة" في مواجهة المتمردين الطوارق. وتخلل تلك التظاهرات اعمال عنف كما تم تخريب ممتلكات يملكها طوارق. كذلك هاجم المتظاهرون انذاك ايضا ممتلكات مجموعات اخرى مثل عرب مالي او موريتانيين مقيمين في البلاد. وكان الرئيس توريه نجح في تهدئة زوجات الجنود آخذا بالاعتبار مطالبهن وخصوصا تمكنهن من الحصول على اخبار ازواجهن في الجبهة، ودعا الى "عدم الخلط" بين المتمردين الطوارق والمدنيين من المجموعات الاخرى من ذوي البشرة البيضاء. وتواجه مالي منذ 17 كانون الثاني/يناير هجمات يشنها المتمردون الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازاواد ومتمردون اخرون، بينهم رجال مدججون بالسلاح قاتلوا لحساب نظام معمر القذافي، استولوا على مدن عدة في شمال البلاد. واعلنت حركة اسلامية مسلحة للطوارق تعرف باسم انصار الدين وتقاتل من اجل فرض الشريعة في مالي، سيطرتها على ثلاث مدن في شمال شرق البلاد قرب الحدود مع الجزائر وهي تنزاوطن وتيساليت واغيلهوك. وكانت انصار الدين اظهرت في شريط فيديو بثته في 13 اذار/مارس صورا لجنود ماليين قتلى في اغيلهوك وكذلك نحو ثلاثين اخرين اسرى. فضلا عن ذلك اتهمت الحكومة المالية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي له قواعد في شمال مالي وينشط في عدة بلدان في منطقة الساحل بالقتال مع المتمردين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازاواد. ويحتجز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ثلاثة عشر غربيا بينهم ستة فرنسيين. ومن المفترض مبدئيا ان تجرى الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية التي لم يترشح اليها الرئيس توريه الذي تولى ولايتين من خمس سنوات، في 29 نيسان/أبريل المقبل في مالي بالتزامن مع استفتاء دستوري. لكن بعض المراقبين يتساءلون عن جدوى اجراء مثل هذا الاقتراع فيما تشهد نصف اراضي البلاد نزاعا مسلحا.