قتل 19 شخصا الاحد في مدن سورية عدة بينهم سبعة مدنيين سقطوا في قصف للجيش السوري على مدينة الرستن (ريف حمص) بعدما بسط سيطرته على حي بابا عمرو في حمص الذي لا يزال ينتظر دخول المساعدات الانسانية التابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر. من جانبه، كرر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاحد تاييده تسليح المعارضة السورية، مؤكدا ان "هذا حقها للدفاع عن نفسها". وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "سبعة اشخاص قتلوا في قذيفة سقطت على منزل في الرستن" موضحا ان بين الضحايا "ستة من اسرة واحدة بينهم سيدة واربعة اطفال". وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان وكالة فرانس برس ان مقرا للمخابرات الجوية السورية في حرستا بريف دمشق استهدف مساء الاحد بقذائف ار بي جي. وتعرضت المواقع التي تتمركز فيها مجموعات المنشقين في الناحية الشمالية من مدينة الرستن لقصف عنيف منذ ساعات الفجر الاولى، بحسب المرصد. ويتوقع كثير من الناشطين ان تكثف قوات الجيش النظامي هجومها على الرستن وعلى بلدة القصير التي يسيطر المنشقون على جزء كبير منها وخصوصا بعدما سيطر الجيش على حي بابا عمرو في مدينة حمص الخميس. واوضح مدير المرصد ان "هاتين المدينتين مركز للمنشقين في وسط البلاد حيث من المتوقع ان تكونا مسرح المرحلة القادمة من عملية استهداف النظام للمنشقين". واشار عبد الرحمن الى ان "احد الضباط المنشقين اعلن في الخامس من شباط/فبراير ان الرستن مدينة محررة". وفي هذه المنطقة ايضا، ذكر المرصد ان قريتي جوسية والنزارية "تعرضتا لسقوط قذائف عدة من قبل القوات السورية التي تمركزت بالمنطقة وبدات حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقة". واضاف "كما تعرضت قريتا الصالحية والنهرية لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة" لافتا الى عدم سقوط ضحايا. وتابع المرصد في بيان ان شابا قتل في بلدة الجلمة (ريف حماة) برصاص الامن الذي نفذ حملة مداهمات واعتقالات في بلدة حيالين، كما استشهد شخص في دير الزور (شرق) واصيب نجله بجروح اثر اطلاق الرصاص على سيارتهما. وافاد المصدر نفسه ان "مهندسا استشهد في مدينة القصير في محافظة حمص اثر اصابته برصاص قناصة، كما استشهد مواطن في حي وادي ايران بمدينة حمص اثر اصابته برصاص الشبيحة". وفي ريف دمشق، اورد المرصد ان "سيدة استشهدت في بلدة الهامة اثر اطلاق رصاص عشوائي قرب معامل الدفاع". وفي محافظة حماة "استشهد اربعة مواطنين من بلدة حربنفسه اثر استهداف حافلة كانت تقلهم قرب قرية العلمين من قبل شبيحة موالين للنظام بحسب الاهالي". وفي محافظة درعا "استشهد شاب يبلغ من العمر 37 عاما اثر اطلاق رصاص خلال اقتحام القوات السورية لبلدة الكتيبة". وفي ريف ادلب (شمال غرب)، ذكر المرصد "دارت اشتباكات فجر اليوم الاحد في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة هاجمت احد الحواجز في البلدة تبعه اطلاق نار من رشاسات متوسطة وثقيلة". واسفرت الاشتباكات عن مقتل مدني وجندي من الجيش النظامي واصابة عناصر من المجموعات المنشقة، بحسب المرصد. الى ذلك، اشار المرصد الى "العثور على جثمان شاب في حي جوبر المجاور لبابا عمرو في مدينة حمص"، لافتا الى ان "الاجهزة الامنية سلمت الاحد جثامين اربعة مواطنين من بلدة طيبة في محافظة حماة الى ذويهم كانت اعتقلتهم الاربعاء الفائت بعد اصابتهم بجروح خلال مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية". واضاف ان "مواطنا من بلدة حلفايا في المحافظة نفسها استشهد متاثرا بجروح اصيب بها خلال الايام الماضية". وياتي ذلك بالتزامن مع بدء اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتوزيع المساعدات الانسانية على قرية نزح اليها بعض سكان حي بابا عمرو في حمص. وافاد المتحدث باسم اللجنة صالح دباكة وكالة فرانس برس ان "اللجنة بدات اليوم توزيع المساعدات في قرية ابل الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من حي بابا عمرو والتي نزح اليها عدد كبير من سكان هذا الحي". وتضمنت هذه المساعدات المواد الغذائية وادوات النظافة والاغطية. وتوقع المتحدث ان "تمتد عمليات توزيع المساعدات الى حي الانشاءات" المجاور لبابا عمرو" مشيرا الى ان "المناقشات لا تزال جارية لدخول بابا عمرو". ولا يزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر السورية ينتظران منذ الجمعة الحصول على اذن للدخول الى حي بابا عمرو في حمص الذي سيطر عليه الجيش السوري لتقديم المعونات الانسانية. واعرب المجتمع الدولي عن استيائه من عدم سماح السلطات السورية للشاحنات المحملة بالمساعدات الانسانية بدخول الحي، فيما تحدثت السلطات السورية عن اسباب امنية وخصوصا وجود قنابل والغام على الطرقات في بابا عمرو. من جهتها، اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية الاحد انها عرضت نقل مساعدات انسانية الى المدنيين السوريين من طريق اللجنة الدولية للصليب الاحمر. واضافت الخارجية في بيان "قال ممثلو المنظمة في اسرائيل للوزارة انهم سيردون بالتفاصيل بعد الاطلاع على احتياجاتهم". في هذه الاثناء، تستمر الحملة العسكرية في ريف درعا (جنوب)، حيث انتشرت القوات العسكرية في بلدة المليحة الغربية واطلقت الرصاص من الرشاشات الثقيلة خلال اشتباكات مع منشقين، بحسب ما ذكر عبد الرحمن. واشار عبد الرحمن الى انقطاع الاتصالات واعتقال عشرات الاشخاص في هذه البلدة التي تقع شمال درعا. واضاف الناشط الحقوقي انه تم خطف احد الضباط في اجهزة المخابرات كما توفي مواطن من بلدة انخل متاثرا بجروح اصيب بها الجمعة اثر اطلاق الرصاص عليه خلال كمين نصبته له قوات الامن السورية. كما اطلقت قوات حفظ النظام قنابل مسيلة للدموع لتفريق اكثر من 1000 طالب كانوا يتظاهرون في كلية الزراعة بجامعة حلب (شمال). سياسيا، قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مساء الاحد ان الجهود الدولية فشلت في وقف "نزيف الدم والمجازر" في سوريا معلنا تأييده مجددا تسليح السوريين لان "هذا حقهم للدفاع عن انفسهم". واضاف خلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع العادي للمجلس الوزاري في دول الخليج في الرياض ان "الجهود الدولية فشلت للاسف الشديد، ولم نلمس نتائج منشودة لوقف نزيف الدم والمجازر في سوريا". وحول تسليح المعارضة اجاب الفيصل "لم اقل شيئا لا يريده السوريون فهم لا يريدون النظام الذي يصر على البقاء عبئا على الشعب (...) رغبة السوريين في التسلح دفاعا عن انفسهم حق لهم. لقد استخدمت اسلحة في دك المنازل تستخدم في حرب مع الاعداء". من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية دومينيك دوفيلبان الاحد ان "الوقت حان للتفكير بتحرك ميداني" في سوريا، مقترحا شن "ضربات محددة الاهداف" ضد نظام بشار الاسد. وقال دوفيلبان لقناة فرانس 3 "حان الوقت للتصرف بعزم مع الجامعة العربية لانشاء هيئة تدخل انساني". واضاف "لا يكفي الكلام عن ذلك كي يحصل، المطلوب وضع جدول زمني. فلنعط بضعة اسابيع للمجتمع الدولي كي يتحرك ولنحضر خطة بديلة، ضربات محددة الاهداف". واشار رئيس الوزراء السابق الذي شغل منصب وزير الخارجية ابان حكم الرئيس السابق جاك شيراك الى ان "الوقت حان للتفكير بتحرك ميداني، بضربات محددة الاهداف على المؤسسات المدنية والعسكرية السورية في آن".ورأى انه "في حال عدم التهديد بالقوة، فإن الحكم السوري لن يغير تصرفاته". وفي عمان، اكد رئيس الوزراء الاردني عون الخصاونة الاحد ان بلاده تأمل بأن يخرج الشعب السوري من هذه الازمة "بأقل خسائر ممكنة" وان تكون هناك "نهاية للازمة" ضمن القنوات السياسية والدبلوماسية. وفي دمشق، تجمع سوريون موالون للنظام امام السفارة الروسية الاحد شاكرين لموسكو دعمها للرئيس بشار الاسد وداعين الروس الى التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم في روسيا لمصلحة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وجرت في وسط بيروت الاحد تظاهرتان، واحدة مناهضة للنظام في سوريا واخرى مؤيدة له، وسط اجراءات امنية مشددة حالت دون اي احتكاك بين الطرفين. ونددت صحف سورية الاحد بالدعوات الى تمويل المعارضة معتبرة ان الانقسام داخل المعارضة مرده الصراع على "ادارة المال المنتظر". وذكرت صحيفة تشرين الحكومية ان "هؤلاء الذين يدمرون مع جماعاتهم المسلحة ليبيا ويقسمون شعبها (...) يقولون إنهم يريدون مساعدة الشعب السوري فيعلنون عن تقديم 100 مليون دولار لمسلحين وإرهابيين يفتكون بهذا الشعب". ونقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة عن مصادر لم تسمها ان "كل خلافات ما يسمى المعارضة السورية في الخارج بات يتمحور حول المال والنفوذ بعد أن كان على توزيع المناصب". وعارض المجلس الوطني السوري، ابرز مجموعات المعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، طويلا فكرة تسليم اسلحة للمعارضة او اي تدخل عسكري اجنبي. الا انه في الاسابيع الاخيرة وفي مواجهة شلل المجتمع الدولي، بدأ يتحدث عن امكان نقل اسلحة للمعارضة. وكانت صحيفة واشنطن بوست ذكرت ليل السبت الاحد ان ايران تزيد دعمها العسكري والاستخباراتي للقوات الحكومية السورية في قمعها لمعاقل المعارضة. من جهة اخرى، حطت الطائرة التي تنقل جثماني الصحافية الاميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك اللذين قتلا في 22 شباط/فبراير في قصف على حي بابا عمرو، صباح الاحد في مطار شارل ديغول في باريس. وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 7500 قتيل بحسب الاممالمتحدة في حين تتهم سوريا "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.