تظاهر عشرات العراقيين في ساحة التحرير وسط بغداد الجمعة للمطالبة بالاصلاح، وذلك عشية مرور عام على موجة التظاهرات التي اجتاحت البلاد وقتل خلالها 16 شخصا. وفرضت قوات الامن العراقية التي حملت اسلحة مختلفة بينها العصي وادوات مكافحة الشغب، اجراءات امنية مشددة في محيط ساحة التحرير في قلب بغداد حيث احتشد المتظاهرون. كما انتشرت السيارات والآليات التابعة لقوات الامن في محيط المنطقة. وقال مؤيد الطيب (30 عاما) وهو احد منظمي التظاهرة لوكالة فرانس برس ان "التظاهرة تذكير للحكومة بان شباب شباط وشباب ساحة التحرير ما زالوا يتظاهرون طالما ان هناك مطالب لم تتحقق". واضاف "لقد مرت سنة على التظاهرات ولم تقم الحكومة باي جهد لتحقيق مطالب المتظاهرين، وما حدث هو العكس عبر قمع المتظاهرين وزج عناصر الامن بينهم بهدف افشال تحركاتهم". وطالب المتظاهرون بتحسين الخدمات مثل الكهرباء ومحاربة الفساد، وفقا للطيب. لكنه قال انه "عندما واجهت الحكومة هذه المطالب بالقمع، اصبح مطلبنا اعادة الانتخابات". وغالبا ما تنطلق التظاهرات عند العاشرة صباحا (07,00 ت غ) في ايام الجمعة وتنتهي عند منتصف النهار. وقتل 16 شخصا واصيب حوالى 130 اخرين بجروح خلال اشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة في عموم العراق اثناء التظاهرات التي خرجت في 25 شباط/فبراير من العام الماضي. ودفعت التظاهرات رئيس الحكومة نوري المالكي الى الاعلان اثر ذلك عن خطة اصلاحية تقضي بمحاسبة الوزراء على ادائهم. واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر في 22 كانون الثاني/يناير السلطات العراقية "بقمع حرية التعبير والتجمع عبر الترهيب والضرب واحتجاز الناشطين والمتظاهرين والصحافيين". واعتبرت ان العراق "ينزلق نحو نظام متسلط" ونحو ان يصبح "دولة بوليسية". لكن الحكومة العراقية رفضت بشدة تقرير المنظمة واعتبرت انه لا يستند الى الحقائق وانه اعد استنادا الى شهادة جهة واحدة.