لم يخف المتحدث باسم المركز الإتحادي للتوعية الصحية في ألمانيا سروره عندما أعلن خلال تقديم تقرير عن الإدمان اعتمادا على استطلاعات للرأي لأكثر من 5000 شابا أن ظاهرة ظاهرة التدخين من بين الشباب في تراجع مستمر، حيث قال إن "عدد غير المدخنين في السن ما بين 12 و 17 عاما ارتفع من 40% عام 2001 إلى 71 % عام 2011". وفي نفس الوقت تراجع عدد المدخنين بصفة عامة. "ففي عام 2001 كان عددهم بمستوى 28 % أما الآن فلا يدخن من هذه الشريحة الشبابية إلا 12 % فقط". وأضاف المتحدث بيتر لانغ أن استهلاك الحشيش بين شرائح هؤلاء الشباب في تراجع مستمر أيضا. ويعزو المتحدث هذا التطور الإيجابي إلى سياسة التنوير التي يقوم بها المركز الإتحادي للتوعية الصحية في ألمانيا وذلك عبر مواقع الإنترنيت و النشرات و الفعاليات المختلفة في المدارس بهدف تنوير الشباب. غير أنه يضيف أن الإجراءات القانونية ساهمت أيضا في تراجع عدد المدخنين مثل إجراءات منع التدخين في المحلات العمومية و الرفع من أسعار السجائر وتشغيل آلات بيع السجائر بالبطاقات البنكية فقط. إشكالية الكحوليات لدى الشباب في الوقت الذي تراجع فيه عدد المستهلكين الشباب للكحوليات في السن ما بين 12 و 17 عاما فإن الشباب في الفترة ما بين 18 و 25 عاما يتعاطون لها بشك منتظم. ولذلك فإن المركز يسعى إلى التعاون مع الوالدين و مع العاملين في المدارس بهدف التأثير بشكل إيجابي على الشباب و التعامل بمسؤولية مع موضوع استهلاك الخمر أو الجعة أو المشروبات الكحولية القوية. ويؤكد المتحدث باسم المركز أنه يجب إبراز مخاطر الكحوليات للشباب ومساعدتهم في مواجهتها لأن هذا الموضوع يرتبط بقطاعات مجتمعية واقتصادية كثيرة مثل الدعاية التجارية للكحوليات أوالنتائج السلبية على الحياة اليومية للأفراد و الأسرة والمجتمع. من جهته أكد مدير المركز الألماني لقضايا الإدمان لدى الأطفال و الشباب الأستاذ راينر توماسيوس أنه يجب التركيز أيضا على الاهتمام بالشباب الذين أصبحوا أيضا مدمنين على الكحوليات مشيرا الى أن "ما بين 7 الى 8 بالمائة من الشباب في 14 حتى 18 عاما من العمر يتعاطون للكحوليات بشكل خطير" مشيرا الى أن فرص معالجة الإدمان في سن مبكر ممكن مقارنة مع الكبار الذين تعودوا على تناول الكحوليات على مدى سنوات كثيرة فأصبحوا مدمنين بالكامل. عذاب للأطفال بسبب إدمان الوالدين وحتى دون التعاطي إليها أو تناولها فإن الأطفال و الشباب كثيرا ما يصبحون ضحايا المخدرات أو الكحوليات التي يتناولها الوالدين أو الأفراد في محيطهم الاجتماعي. فأطفال المدمنين يعيشون في عذاب كبير لأنهم كثيرا ما يجدون أنفسهم مرغمين على تقمص دور رعاية الوالدين المدمنين. وتقول عالمة النفس أنا بونينغ وهي المنسقة لمشروع كيد كيت (kidkit)، أحد مواقع شبكة الإنترنيت المهتم بقضايا الأطفال في الأسر المدمنة – أن ذلك الوضع يعمق مشاعر الخوف والمتاهة لدى هؤلاء الأطفال " الذين يعيشون في انزواء. ولذلك فإن الموقع الشبكي يشكل مجمعا للأطفال والشباب في مثل تلك الأوضاع حيث يتبادلون فيه الرأي و المشورة برعاية خبراء في علم النفس و قضايا الإدمان. الإنترنيت و الإدمان ورغم الحديث عن بعض التطورات الإيجابية في التقرير الذي أصدره المركز الإتحادي للتربية الصحية فإن المخدرات و طريقة التعامل مع ظواهرها لدى الأطفال والشباب سيأخذ مستقبلا اهتماما أكبر خصوصا مع وتنوع المواد أو الأسباب المؤدية إلى الإدمان مثل الإستخدام المبالغ فيه لشبكة الانترنيت أو استهلاك الكحوليات و السجائر أو الحشيش وفي هذا السياق أشار المتحدث بيتر لانغ أن المركز الإتحادي للتوعية الصحية قام أخيرا بفتح موقع جديد يهدف إلى تنبيه الأطفال والشباب إلى مخاطر الإفراط من استخدام الإنترنيت الذي يؤدي نهاية الأمر إلى الإدمان أيضا. وفي هذا الموقع الشبكي كما يقول المتحدث يتعلم الأطفال والشباب كيف يتعاملون مع مواقع الإنترنيت بعقلانية وباستفادة، دون إدمان ودون أن يؤثر ذلك على علاقاتهم ومعاملاتهم الإجتماعية. آنا بويتنير/ عبدالحي العلمي