القدس (رويترز) - قال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاحد انه سيتوجه الى الولاياتالمتحدة أوائل الشهر القادم في زيارة تأتي في ظل تزايد التكهنات باحتمال أن تشن اسرائيل هجوما على المنشآت النووية الايرانية برغم التحفظات الامريكية. وسيلقي نتنياهو كلمة أمام المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الامريكية الاسرائيلية (ايباك) وهي جماعة ضغط مؤيدة لاسرائيل في واشنطن. وسيعقد المؤتمر في واشنطن في الفترة من الرابع والسادس من مارس اذار. ولم يحدد بيان مكتب نتنياهو ما اذا كان سيجتمع مع الرئيس الامريكي باراك أوباما لكن مصادر سياسية اسرائيلية قالت ان من المرجح عقد اجتماع خلال الزيارة. ولم يصدر كذلك اي تعليق رسمي بشأن ما اذا كان نتنياهو سيلتقي بأي من الساعين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الذين اتهم بعضهم أوباما بعدم الالتزام بأمن اسرائيل وهو زعم نفاه مسؤولو البيت الابيض. وكان مسؤولون أمريكيون وأوروبيون قالوا ان ادارة أوباما تشعر بقلق متزايد بشأن تصريحات الزعماء الاسرائيليين العلنية الاخيرة بخصوص طموحات ايران النووية وغياب المعلومات من اسرائيل بشأن خططها. وكان آخر لقاء مباشر بين نتنياهو وأوباما اللذين يسود البرود علاقتهما في سبتمبر ايلول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وتكهن معلقون سياسيون اسرائيليون بأن يلجأ نتنياهو الى إجراءات جريئة بشأن ايران معتقدا ان اوباما سيحجم عن معارضته خشية اغضاب الناخبين المؤيدين لاسرائيل مع اقتراب انتخابات الرئاسة الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني. لكن من شأن اي هجوم اسرائيلي ان يؤدي ايضا الى عواقب جسيمة بالنسبة الى الاقتصاد الامريكي وفرص اوباما في الفوز في الانتخابات اذا ردت ايران باغلاق مضيق هرمز ومنع صادرات النفط. وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك علنا يوم الخميس من ان برنامج ايران النووي يقترب من "مرحلة المناعة" حيث ستكون المنشات النووية محمية من اي هجوم عسكري فعال. وقال باراك "من يقولون (لاحقا) قد يجدون الاوان قد فات لاحقا" في اشارة غير مباشرة الى الرأي السائد في واشنطن انه ينبغي منح العقوبات الدولية المشددة الوقت الكافي لتفعل فعلها. وصب تعليق لديفيد ايجناتيوس الكاتب في صحيفة واشنطن بوست مزبدا من الزيت على نار النقاش الدائر قال فيه ان وزير الدفاع ليون بانيتا يعتقد ان "من المرجح الى حد بعيد" أن تهاجم اسرائيل المنشآت النووية الايرانية خلال الاشهر الستة القادمة وقد يكون ذلك مبكرا في ابريل نيسان. وفي محاولة للحد من اطلاق التصريحات التي ازعجت واشنطن قال نتنياهو للوزراء من أعضاء حزب ليكود الذي يتزعمه في اجتماع بحضور الصحفيين اليوم الاحد "أطلب منكم عدم التعليق على المسألة الايرانية سواء علنا أم في الكواليس." وفي تطور آخر يوم الأحد أيضا عين عامير ايشيل وهو جنرال كان قد حذر علنا من ان اسرائيل لا تستطيع ان توجه ضربة قاضية الى أعدائها ومن بينهم ايران في اي حرب اقليمية قائدا للقوات الجوية الاسرائيلية. وامتنع ايشيل الذي يتولى في اطار منصبه الحالي المسؤولية عن التخطيط العسكري الاسرائيلي عن الاجابة بشكل مباشر عن اسئلة الصحفيين الشهر الماضي عندما سئل بخصوص امكان شن مثل هذا الهجوم الذي يشعل حربا اقليمية اوسع. وقال "لدينا القدرة على توجيه ضربة بالغة الشدة لاي عدو" لكنه اضاف ان الناس كثيرا ما تكون لهم "اراء رومانسية بشأن الضربات القاضية كما في الملاكمة أحد الطرفين يرقد على الارض وتعد لعشرة وينتهي الامر. لكن الامر لم يعد على هذا النحو ولن يكون على هذا النحو."