دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اثناء لقائه مسؤولين اسرائيليين في القدس الاربعاء، اسرائيل الى وقف النشاطات الاستيطانية وتقديم "بادرة حسن نية" الى الفلسطينيين للمساعدة على استئناف محادثات السلام. الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قال انه يعتبر ان بحث مسالة المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقيةالمحتلة يجب ان يتم من خلال المفاوضات وليس قبلها. وصرح بان كي مون في مؤتمر صحافي بعد محادثاته مع نتانياهو "لقد ابلغت الرئيس (الاسرائيلي شيمون) بيريز صباح اليوم، ورئيس الوزراء (نتانياهو) هذا المساء ان عليهم ان يوقفوا بناء مزيد من المستوطنات". واضاف ان ذلك "يمكن ان يكون احدى طرق التعبير عن بادرة حسن نية". الا ان نتانياهو رفض ذلك. وقال "اعتقد ان مسالة المستوطنات يجب ان تكون جزءا من محادثات السلام النهائية. ولا يمكنها ان تكون شرطا مسبقا". ويزور بان كي مون اسرائيل والاراضي الفلسطينية لعقد سلسلة من اللقاءات التي تهدف الى اقناع الطرفين بمواصلة ما يسمى بالمحادثات "الاستكشافية" التي بدأت في العاصمة الاردنية عمان الشهر الماضي. وبعد القدس انتقل بان كي مون مساء الاربعاء الى رام الله حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للامم المتحدة "نحن نسعى لسلام شامل وعادل ينهي الاحتلال، يوصل إلى حل الدولتين على اساس الشرعية الدولية ومواثيق الاممالمتحدة". واضاف عباس "ان فرض الامر الواقع بمزيد من الاستيطان مرفوض ولن نقبل به لا اليوم ولا غدا". واكد الرئيس الفلسطيني دعمه "لحل الدولتين على حدود عام 1967" مشددا على ضرورة "انهاء الوجود الاسرائيلي على جميع الارض الفلسطينيةالمحتلة بما في ذلك غور الاردن والقدسالشرقية عاصمة فلسطين". وتابع "نحن مؤمنون تماما بان الطريق للوصول الى سلام مع الجانب الاسرائيلي يجب ان يتم عبر المفاوضات، وعندما ذهبنا الى الاممالمتحدة لنقدم طلب الحصول على العضوية ولم نحصل عليها قلنا نحن بحاجة الى المفاوضات لانهاء قضايا المرحلة النهائية من الحدود، واللاجئين، والامن، والقدس، والاسرى، والمياه". بدوره قال بان كي مون "اتفهم احباطات الشعب الفلسطيني بانه تحت احتلال، وتحمل الصعوبات والتحديات من دون ان يكون هناك افاق واضحة متى سينتهي الامر". واضاف "ان الاستيطان مناهض للقانون الدولي ويؤثر سلبا على الحل النهائي وان الاممالمتحدة ستعمل مع شركائها للمساعدة باحلال السلام على اساس الدولتين من خلال المفاوضات". كما اكد "انه يؤيد عضوية فلسطين في الاممالمتحدة في اطار حل الدولتين". وكان بان كي مون دعا خلال لقائه بيريز اسرائيل الى المساهمة في "انشاء ديناميكية ايجابية" مع الفلسطينيين. وقال بان "آمل التمكن من مواصلة هذه المناقشات. تطرقت مع الرئيس بيريز الى الوسائل التي يمكن للامم المتحدة والمجتمع الدولي اعتمادها لدعم محادثاتهم"، في اشارة الى "اللقاءات الاستكشافية" في الاردن بين بعثتين اسرائيلية وفلسطينية وانتهت في 25 كانون الثاني/يناير من دون نتيجة ملموسة. وتابع بعد لقاء مع بيريز ان "تعاون اسرائيل اساسي لانشاء ديناميكية ايجابية". من جهته قال بيريز "بدأنا لكننا لم نتوصل بعد الى التركيبة المناسبة التي تتيح للطرفين التناقش". واضاف "لكن هذا لا يعني ان لا شيء انجز، ولا يعني عدم وجود افكار". وكان بان كي مون قال مساء الثلاثاء لصحافيين في عمان انه يأمل "في بادرة حسن نية من الطرفين"، متحدثا بشكل خاص عن الاستيطان الاسرائيلي الذي يعتبر المسؤولون الفلسطينيون ان استمراره يحول دون استئناف مفاوضات السلام. وبالتزامن مع زيارة بان كي مون اعلن المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان اربعة صواريخ على الاقل اطلقت من قطاع غزة مساء الاربعاء وسقطت في جنوب اسرائيل من دون ان تسفر عن اصابات او اضرار. واعلن المتحدث ميكي روزنفلد لفرانس برس ان "صاروخا اطلق من قطاع غزة سقط في حقل في منطقة اشكول" في جنوب اسرائيل. واضاف "سقطت ثلاثة صواريخ اخرى لاحقا في منطقة غير مأهولة قريبة من مدينة سديروت" في صحراء النقب، موضحا ان هذه الصواريخ "لم تسفر عن اصابات او اضرار". من جهة ثانية صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف ان طلبات الانضمام الى الهيئات الدولية ستستأنف. وقال لوكالة فرانس برس "سنتوجه الى جميع المنظمات الدولية المنبثقة عن الاممالمتحدة والوكالات التابعة لها لنيل عضوية دولة فلسطين فيها". واضاف "سندعو الاطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعقد اجتماع لها لبحث انطباق الاتفاقية على الاراضي الفلسطينيةالمحتلة". من جهتها قالت حنان عشراوي العضو ايضا في اللجنة التنفيذية لاذاعة صوت فلسطين ان "كل الخيارات لن تتخذ في الوقت نفسه". واضافت "سنقوم بتحركات وفقا لخطة تدريجية طبقا لمصالح الفلسطينيين" مشيرة الى "اننا لن نطلب الانضمام الى كافة الهيئات الدولية وسنختار السبيل الامثل في الوقت المناسب".