تواصلت مسيرات حاشدة في عدد من المدن المصرية رفعت شعارات ضد المجلس العسكري الحاكم وطالبت بتسريع نقل السلطة للمدنيين، وقد شهد بعضها اشتباكات كما هي الحال في اسيوط وميدان التحرير وسط القاهرة الذي احتشد به مئات الآلاف من المصريين في إطار فعاليات تشهدها البلاد الذكرى الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني وحملت عنوان جمعة الغضب الثانية . وكانت حركة السادس مع أبريل قد أعلنت الأربعاء عن اعتصام مفتوح بالتنسيق مع ائتلاف شباب الثورة وحركة كفاية حتى يقوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بنقل السلطة إلى المدنيين. ولكن مع تطوارت الأوضاع، قال المتحدث باسم حركة السادس من أبريل محمود عفيفي ل بي بي سي إن الحركة ستجتمع مع عدد من الحركات السياسية لمناقشة الاعتصام واتخاذ قرار إما بالاستمرار أو الإعلان عن تعليقه. ومن المقرر أن ينتهي اعتصام جماعة الإخوان المسلمين داخل الميدان مساء الجمعة أو صباح السبت. وانطلقت المسيرات من عدة مساجد في القاهرة عقب صلاة الجمعة، حيث احتشد الآلاف أمام مسجد مصطفى محمود بمحافظة الجيزة بعد صلاة الجمعة، بمشاركة ائتلاف شباب الثورة وحركة السادس من أبريل وحركات سياسية اخرى وطالب المشاركون بتسريع نقل السلطة من المجلس العسكري إلى المدنيين، مرددين يسقط يسقط حكم العسكر . وعقب صلاة الجمعة بالمسجد الأزهر خرج المئات مرددين هتافات ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ووقعت مناوشات محددوة بينهم وبين العشرات من أنصار المجلس قبل أن تتوجه المسيرة إلى ميدان التحرير. وتعدد المنصات داخل ميدان التحرير، الذي احتشد به مئات الآلاف من المواطنين، ولكن سيطر التيار الديني على المنصة الرئيسية. وقام عدد من شباب الثورة بحرق علم الإخوان المسلمين بالقرب من المنصة التي نصبها الإخوان منذ مساء الثلاثاء الماضي في الميدان. ثم رفع عدد من هولاء الشباب أحذيتهم في وجه المتحدثين على المنصة، في حركة احتجاج ضد كلماتهم، بينما قام شباب الإخوان بابعادهم وعمل دروع بشرية احاطت بالمنصة. وقام بعض أعضاء نقابة المحامين بإجراء محاكمة صورية وصفوها ب الثورية لزوجة الرئيس المصري السابق سوزان مبارك. وسمي النشطاء المسيرة التي اتجهت إلى ميدان التحرير بؤرة الاحتجاجات التي أسقطت مبارك مسيرة الشهيد عماد عفت في إشارة إلى أمين الإفتاء بدار الإفتاء الذي قتل برصاصة خلال قيام قوات من الجيش والشرطة بفض اعتصام في شارع مجلس الشعب في ديسمبر كانون الأول. ويحتج النشطاء أيضا على ما يقولون إنها محاكمات هزلية لمبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ورئيسي مجلسي الشعب والشورى السابقين فتحي سرور وصفوت الشريف وضباط شرطة كبار في قضايا قتل نحو 850 متظاهرا سقطوا خلال الانتفاضة التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني الماضي وأسقطت مبارك بعد 18 يوما. كما يطالبون بمحاكمة قتلة النشطاء الذين سقطوا بعد إسقاط مبارك والذين يصل عددهم إلى مئة. ولوح سكان من شرفات منازل بعلامة النصر للمشاركين في المسيرة. في غضون ذلك، حاول العشرات الوصول إلى مقر وزارة الدفاع، مرددين هتافات ضد المجلس العسكري، ولكن منعتهم حواجز من الأسلاك الشائكة أقامها الجيش. وقالت الإعلامية بثينة كامل ل بي بي سي إن مجموعة من البلطجية حاول منع المتظاهرين من الوصول إلى مقر وزارة الدفاع. وبحلول المساء وصلت مسيرة كبيرة إلى المنطقة الواقعة أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون ماسبيرو قادمة من كوبري قصر النيل رافعة شعارات تطهير الإعلام والمطالبة بتسليم السلطة . ووقد عدد المشاركين في المسيرة بحوالي 10 آلاف شخص، وكانت مسيرات أخرى جاءت من ميدان مصطفى محمود ومسجد الاستقامة قد قامت بتقسيم أنفسهم حيث توجه بعضهم إلى التحرير، والبعض الآخر إلى ماسبيرو. وأغلقت حركة المرور أمام السيارات في الاتجاه الواقع أمام المبنى مباشرة، ليتم تسيير المرور في الاتجاهين على الناحية المحاذية لكورنيش النيل. وحمل المتظاهرون نعشاً رمزياً يمثل الإعلام المصري، معتبرين إياه ميتاً في نظر الشعب لانحيازه إلى القوى المناهضة لثورة 25 كانون الثاني/ يناير، ورفعوا علم مصر وصوراً لعدد من قيادات التلفزيون والصحافة الرسمية اعتبروهم ضد الثورة. كما شهدت محافظات مصر المختلفة مظاهرات مشابهة للمطالبة بتسليم المجلس العسكري للسلطة وسرعة القصاص لشهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير. وقد خرج المئات من أبناء محافظة الدقهلية في مسيرات توجهت إلى مبنى المحافظة بمدينة المنصورة وهتفوا بضرور تسليم المجلس العسكري للسلطة في أسرع وقت ممكن كما طالبوا بسرعة محاكمة مبارك ورموز نظامه السابق. وفي الاسكندرية شمال مصر خرج الآلاف من الإئتلافات الشبابية والأحزاب السياسية المختلفة ورددوا شعارات مشابهة، ويقول شهود عيان أن عشرات من الشباب تجمعوا أمام مقر المنطقة الشمالية العسكرية وأخذوا يهتفون بسقوط الحكم العسكري. وفي محافظة السويس خرج المئات من المتظاهرين عقب صلاة الجمعة إلى ميدان الأربعين الشهير والذي شهد سقوط أول شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير وطالبوا بالقصاص من مبارك ورموز النظام السابق، كما طالبوا باستكمال أهداف الثورة وإجراء انتخابات رئاسية لتسلم السلطة من المجلس العسكري. كما خرجت مسيرات مشابهة في محافظة الاسماعيلية وفي محافظة بني سويف وفي محافظة المنوفية حيث شهدت شبين الكوم خروج المئات للتظاهر عقب صلاة الجمعة حاملين لافتات كتب عليها ثورتنا سلمية وأخرى تقول لا تصالح على دماء الشهداء مطالبين برحيل المجلس العسكري. وفي محافظة أسيوط بجنوب مصر خرج المئات من المتظاهرين في مسيرة إلى الشوارع الرئيسية بالمدينة للمطالبة أيضا بتعجيل تسليم السلطة الى المدنيين. وقال الصحفي في أسيوط ممدوح ثابت ل بي بي سي إن هناك اشتباكات بالايدي بين عشرات من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين وحركة 6 ابريل وشباب من الالتراس الاهلي والزمالك، الذين اجبروا جماعة الاخوان المسلمين على إزالة منصة اقيمت للاحتفال. وشكل عناصر من الاخوان والجماعة الاسلامية دروعاً بشرية امام مسجد ناصر بميدان المنفذ وسط مدينة اسيوط بصعيد مصر، فيما ترددت هتافات من قبل نشطاء 6 ابريل جاء فيها البسوا اسود يا رجالة على الحرية والعدالة ، في اشارة الى جماعة الاخوان المسلمين. وفي محافظة سوهاج خرج العشرات من المتظاهرين عقب صلاة الجمعة بمسجد الشهيد عبد المنعم رياض في مسيرة وصلت إلى ميدان الثقافة بقلب مدينة سوهاج. وقد رفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل المجلس العسكري عن الحكم وبسرعة محاكمة مبارك ورموز النظام السابق ومحاسبة المسؤولين عن قتل شهداء الثورة. وعلى الرغم من التيارات المختلفة داخل الميدان، قال وكيل مجلس الشعب محمد عبد العليم داوود لموفد بي بي سي في الميدان إنه لا يتوقع حدوث اشتباكات بين أنصار التيار الديني والحركات السياسية الأخرى. واقترح المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي أعلن اخيرا انسحابه من سباق الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية، خطة جديدة تقضى بأن يتسلم السلطة رئيس جمهورية مؤقت ينتخبه مجلس الشعب، ثم يتم فورا تشكيل لجنة لوضع الدستور الذى سيحدد شكل النظام السياسى، ويضمن مدنية الدولة والحقوق والحريات. وتابع البرادعي، على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعي تويتر اليوم الجمعة، أنه من الضروري أن يتبع تلك الخطوات انتخاب رئيس جمهورية تكون صلاحياته محددة، ثم انتخاب برلمان على أساس هذا الدستور.