قال مسؤولون يوم الثلاثاء ان محافظ ولاية جزائرية خطف قرب الحدود مع ليبيا اطلق سراحه بعد اعتراض خاطفيه داخل الاراضي الليبية في واقعة ستثير مخاوف جديدة من امكانية امتداد عدم الاستقرار في ليبيا الى جيرانها. وكان مصدران أمنيان جزائريان ابلغا رويترز في وقت سابق أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي يحتجز الوالي. ويحذر خبراء أمنيون من ان الجماعة تستغل الاضطرابات في ليبيا بعد الاطاحة بمعمر القذافي لاقامة ملاذ امن. ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مصدر مقرب من وزارة الداخلية قوله ان السلطات الليبية تمكنت من تحرير الوالي محمد العيد خلفي عندما أوقفت خاطفيه على بعد نحو 150 كيلومترا داخل الاراضي الليبية. وقالت الوكالة ان السلطات الليبية ستسلم والي ولاية اليزي الي السلطات الجزائرية عند مركز حدودي قريب. وقال مسؤول امني جزائري لرويترز شريطة عدم نشر اسمه "الوالي امن وبصحة جيدة. تم اطلاق سراحه. هذا كل ما يمكنني قوله الان." وحادث الخطف الذي وقع في عمق الصحراء الكبرى هو اجرأ هجوم يستهدف مسؤولا كبيرا منذ سنوات في الجزائر التي تخوض منذ 20 عاما معركة ضد متمردين اسلاميين. وقالت وزارة الداخلية ان والي اليزي التي تبعد نحو 1700 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة الجزائرية كان يقود سيارته بعد المشاركة في اجتماع على الحدود الليبية بعد ظهر الاثنين عندما اوقف ثلاثة رجال مسلحين موكبه. واضافت في بيان أن المهاجمين اطلقوا سراح سائقه وأحد معاونيه لكنهم اخذوا الوالي في اتجاه الحدود مع ليبيا. ولم تحدد الوزارة هوية الخاطفين مكتفية بقول انهم شبان جزائريون معروفون للسلطات. وقال مسؤولان أمنيان جزائريان -تحدثا لرويترز شريطة عدم الكشف عن اسميهما- ان الوالي احتجزه مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي فرع القاعدة في شمال افريقيا. وقال احدهما ان الجماعة اتصلت بعائلة خلفي بعد احتجازه. ورفض قائد احدى الميليشيات الاكثر نفوذا في طرابلس أي تلميح الي فشل ليبيا في تأمين اراضيها. وقال عبد الله ناكر رئيس مجلس ثوار طرابلس لرويترز "هذا اخفاق أمني من جانب الجزائر ونحن في ليبيا ليس لنا علاقة من قريب او من بعيد... يجب ألا يلومونا على اخفاقهم الامني .. حدودونا مؤمنة والمشكلة حدثت في الجانب الجزائري من الحدود." وتمكنت قوات الامن الجزائرية بدعم من الدول الغربية القلقة من توسيع القاعدة لنشاطها في المنطقة من تجحيم التمرد وقصره على مجموعة صغيرة من المقاتلين يختبئون في مناطق نائية. لكن عدم الاستقرار في ليبيا يمكن أن يمنح القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي فرصة جديدة للحياة بتوفير مصدر للاسلحة لمقاتليها وملاذا امنا في الصحراء الشاسعة التي تفتقر السلطات الجديدة في ليبيا للقدرة على حراستها. وقال سامر رياض وهو خبير أمني يتولى منصب المدير العام ومسؤول النشر في موقع (نيوميديا نيوز) الاخباري الالكتروني الجزائري ان ما حدث هو تصعيد خطير للغاية يظهر أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي امن وقوي بسبب الفوضى في ليبيا. وقال احد المسؤولين الامنيين الذي تحدث لرويترز شريطة عدم الافصاح عن هويته ان الوالي كان يوم الاثنين في معبر الدبداب الحدودي في محاولة لتهدئة محتجين محليين غاضبين من البطالة وظروف المعيشة الصعبة. من كريستيان لوي والامين شيخي (شارك في التغطية محمد حبوش في طرابلس)