القاهرة (رويترز) - كانت كلمة "بلطجي" تثير الرعب في نفوس الناخبين المصريين بينما يتقدمون للادلاء بأصواتهم في الانتخابات أيام الرئيس السابق حسني مبارك حيث كانوا يتقدمون حاملين قضبان الحديد والسيوف والعصي والبنادق لترهيب الناخبين. وكان البلطجية امتدادا لجهاز الأمن في الانتخابات المزورة في العهد الماضي واستخدمهم أيضا مرشحون من الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يحكم البلاد وغيره لتخويف مؤيدي المنافسين وابعادهم عن مراكز الاقتراع. وغاب البلطجية عن انتخابات اليومين الماضيين في أول انتخابات حرة منذ أطاح الضباط الاحرار بالنظام الملكي عام 1952. وقال ياسر عبد المنعم (47 عاما) وهو مدرس لغة انجليزية صوت لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين "هناك فرق ضخم بين التصويت قبل وبعد الثورة." وأضاف "من قبل كانت هناك بلطجة وكان الناس سلبيين. الناس اعتدوا أن يسألوا .. لماذا أذهب للتصويت.. هي مزورة على كل حال." وتابع "كان الناس يتوقعون أن تكون هذه الانتخابات مشوبة بالبلطجة والمذابح... لكن الحقيقة أنها انتخابات صورتها وردية جدا وغير عادية." والغياب الكامل تقريبا للبلطجية في انتخابات هذا الاسبوع ربما أنه مردود جزئيا الى حل الحزب الوطني وابتعاد كثير من سياسييه السابقين عن الظهور بدرجة كبيرة. لكن البلطجية سعوا لترهيب المحتجين المناوئين للحكم العسكري في ميدان التحرير مثلما فعلوا خلال الاحتجاجات التي أطاحت بمبارك في يناير كانون الثاني وفبراير شباط. ونسب العسكريون الذين يحكمون البلاد العنف الذي وقع في الفترة الاخيرة الى "أيد خفية" لكن مصريين كثيرين يتساءلون عن سبب غياب البلطجية على هذا النحو المثير للشك عن الانتخابات التي يجريها المجلس العسكري. وهناك مزحة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت تقول "نشكر الجيش المصري على تأمين الانتخابات واثبات أن الانفلات الامني هو قرار سياسي." وقالت وزارة الصحة ان أكثر من مئة شخص أصيبوا في الاشتباكات بين المحتجين المعتصمين في ميدان التحرير وبلطجية هاجموا الميدان بعد قيام المعتصمين بطرد الباعة الجائلين منه. وفي انتقاد موجه للمجلس العسكري قال السياسي الاصلاحي البارز محمد البرادعي في صفحته على موقع تويتر "البلطجية الان يهاجمون المحتجين في التحرير. والنظام الذي لا يستطيع حماية مواطنيه هو نظام فشل في أداء وظيفته الاساسية." وفي ذروة الانتفاضة التي أسقطت مبارك شاهد العالم البلطجية وهم يركبون الخيول والابل ويهاجمون ميدان التحرير وقد تسلحوا بالقضبان الحديدة والعصي والسياط. كما يتحدث مصريون كثيرون عن قصص بلطجية أرهبوا مواطنين من أجل ألا يعارضوا مبارك.