انشغلت الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة الاربعاء بموضوع الموازنة البريطانية وتعقيداتها وردود الفعل عليها، بعد خطاب وزير المالية جورج ازبورن حولها في البرلمان. واهتمت الصحف ايضا بتداعيات الاضراب الكبير الذي دعت اليه نقابات عمال وموظفي القطاع العام، حيث يتوقع ان يشارك فيه نحو مليوني عامل وموظف في المؤسسات العامة والحكومية، وهو الاكبر منذ جيل كامل. الا ان تلك الصحف اهتمت ايضا باحداث اقتحام السفارة البريطانية في طهران، ومنها صحيفة الاندبندنت، التي خرجت بتغطية مفصلة منها تقرير تحت عنوان: الموظفون المذعورون يفرون اثناء اقتحام المحتجين السفارة في طهران. وتقول الصحيفة ان وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ اعتبر الحادث مشينا ، عندما سرق المحتجون المتطرفون وثائق سرية من السفارة. وتقول الصحيفة ان التوترات المتزايدة بين لندنوطهران تحولت بهذا الحادث الى ازمة بكامل ابعادها، مع اقتحام نحو خمسين شخصا، معظمهم من الطلاب، مقر السفارة واتلافهم مكاتبها وتحطيمهم نوافذها، ورشهم جدرانها بشعارات معادية لبريطانيا. اما صحيفة الغارديان فقد ابرزت الحادث في صفحتها الاولى تحت عنوان: كاميرون يهدد ايران بعواقب شديدة عقب الهجوم على السفارة، وقد ارفقت التقرير بصورة لايرانيين يحرقون العلم البريطاني امام السفارة. كما خصصت الغارديان الصفحتين الثالثة والرابعة لسرد تفاصيل الحادث مع صورة كبيرة لعشرات المحتجين وهم يقتحمون بوابة السفارة رافعين رايات ولافتات معادية. وتعليقا على الحادث كتب محرر شؤون الشرق الاوسط في الصحيفة ايان بلاك مقالا تحت عنوان: الهجوم على السفارة البريطاني يأتي عقب تاريخ من الدم المراق والاحتجاجات. ويقول بلاك ان العلاقات البريطانية الايرانية متدهورة منذ ثورة عام 1979، وان ريبة النظام الايراني من بريطانيا لا تتجاوزها الا الريبة من الولاياتالمتحدة. ويضيف ان السفارة البريطانية في طهران كانت في الماضي، وعلى الدوام، مسرحا لاحداث درامية ميزت العلاقات المتوترة بين البلدين، والحادث الاخير وحرق العلم البريطاني لم يخرج عن هذا السياق. ويرى الكاتب ان الحادث ما هو الا تتابع لنمط قديم متمثل باحتجاج غير دبلوماسي في لحظة توتر، يلحقه فترة طويلة من الجفاء المشترك. الشأن الليبي لم يغب عن تغطية الاندبندنت، لكن هذه المرة عن سيف الاسلام القذافي، حيث تحدث استاذ العلوم السياسية في كلية لندن للاقتصاد البروفيسور ديفيد هلد عن علاقته بابن القذافي، وجاء التقرير تحت عنوان: انا والقذافي، البروفيسور يشرح لماذا قبلت كلية لندن للاقتصاد المال من نجل الطاغية الليبي. وتقول الصحيفة ان البروفيسور هلد، الذي سهل حصول الكلية على تبرع من سيف الاسلام بمبلغ 1,5 مليون جنيه استرليني، يواجه انتقادات مع ادارة الكلية عندما يكشف تحقيق طال انتظاره ملابسات علاقات الكلية بنظام حكم القذافي. وقال البروفيسور، المستقيل من عمله في الكلية، انه كان يدرك ان تبرع سيف الاسلام سيكون امرا مثيرا للجدل والخلاف، وانه لو قدر لما قام بما قام به. لكنه، كما تقول الصحيفة، تحدث ايضا بصراحه عن تلميذه السابق بالقول انه كان شابا حاول معرفة العالم، واجتهد في ادراك امور كانت بالنسبة له عصية على الادراك . ويضيف الاكاديمي البريطاني ان سيف الاسلام كان يرى ان ابيه بدأ يشيخ ويهرم، وانه عندما يتسلم الحكم سيشرع في التغيير وتحويل ليبيا تدريجيا الى بلد عصري. اما موضوع الساعة الذي هيمن على العناوين الرئيسية فهو الموازنة البريطانية، والتي تنوع تناولها في الصحف. فمن عنوان في الاندبندنت يقول: اوزبورن يطلب المزيد، مزيدا من الوظائف الضائعة، مزيدا من الألم، ومزيدا من الاقتراض، الى عنوان في الغارديان يقول: اوزبورن يضرب اولا، والقطاع العام يدفع فاتورة خطة التنمية. في صحيفة الفاينانشال تايمز نطالع عنوان رئيسيا يقول: بريطانيا تستعد لعاصفة من الديون. وتلخص الصحيفة خطة اوزبورن المالية بالقول ان خفض الانفاق سيكون بمعدل 15 مليار جنيه استرليني سنويا بعد الانتخابات المقبلة، وان القضاء على العجز في الموازنة سيحتاج الى سنتين اكثر من الخطة الاصلية. وتقول الصحيفة ان حزب العمال المعارض حذر مما اسماها قنبلة اقتراض حكومي تصل بحجمها الى نحو 158 مليار جنيه استرليني.