من المعروف أن العرب وخصوصا المصريين من اكتر الناس حرصا على وجود الدفء الأسرى والعاطفي لأبنائهم قديما كنا نرى الأب وألام شغلهم الشاغل هو البيت فقط والأولاد وكنا نجد الأب يجلس وسط ابنائة بعد عودته . من العمل لكي يرى ويعرف ماذا فعلو اليوم في المدرسة أو المعهد أو الجامعة وكنا نرى نظرة الاحترام المتبادلة بين الآباء والأبناء وكانت وسيلة الرفاهية عندهم هو مشاهدة التلفزيون او سماع الإذاعة والكل كان يلتف حول شاشة التليفزيون لمشاهدة المسلسل الوحيد التي كان يذاع فى اليوم كنا نشعر بجو الحب والدفء الجميل بين الآباء والأبناء . ولكن ألان أين ذهب هذا الحب وهذا الدفء هل ذهب مع وجود عالم الرفاهية وفى ظل الإعلان والنت كنا في الماضي نقول على البيت التي تفرق ابائة بحالات الطلاق أو وفاة إحدى الأبوين انه بيت فاقد الدفء والحنان. أما الآن أين ذهب الدفء الأسرى في ظل وجود الآباء فى المنزل لماذا تلجاء الفتاة في البحث عن الحب خارج البيت التي تفتقده من والدها ويبحث الولد عن رفقاء يشعر بوجوده معهم لأنه يشعر بالإهمال من أهلة دون أن يشعر الآباء . ربما يكون أعباء الحياة هى من فعلت هذا بالآباء لانشغالهم بأعمالهم بحجة العيشة غالية وعايزين يعملون مستقبل لأبنائهم ربما يكونو محقين ولكن اى مستقبل لأبناء ضائعون تربو على عدم المسئولية ليتها توقفت على هذا الحد فقط ربما يجدو الآباء وقت يقضوه مع ابنا ئهم
ولكن في هذا العصر نجد عوامل الرفاهية هي أول شئ في ضياع الأبناء وعمل فجوة بين الأبناء وهذه العوامل هي انشغال الأب الدَّائم عن أفرادِ أسرته، وقَصْر وجوده المنزلي عند حدود تناوُل الطعام والنوم، وأنَّه ما دام قد وفَّر لهم الطعام والملبس، فإنَّه قد قام بواجبه نحوهم خير قيام، في حين أنَّه يحرمهم من العطاء النفسي، والتواصل العاطفي والفكري، الذي يجعل منهم شخصيات سوية تنفع أسرتَها ومُجتمعها إهمال الزوجة هي الأخرى لشؤون بيتها وأولادها نتيجة الإسراف في العلاقات الاجتماعية، بكثرة لقاء الصديقات، والخروج المستمر من البيت لحاجة وغير حاجة، وتنسى أنَّ البيت إنَّما هو واحة للراحة والسعادة للزوج والأولاد. الطُّوفان الإعلامي الجارف في هذا العصر من تلفازٍ، وفضائيَّات، وكمبيوتر، وإنترنت، فقد استحوذت هذه الوسائل على وقت الأسرة، وبدلاً من أنْ يقضي أفراد الأسرة معًا جزءًا من وقت فراغهم في التحاوُر والمناقشة،
جذبتهم هذه الوسائل الإعلامية أمامها لساعات طِوال، مُتباعدين نفسيًّا وعاطفيًّا وفكريًّا، كُلٌّ مَشغول بعالمه الخاص، صامت لا يُحدِّث الآخر أو يستمع إليه، مبهورًا بما يرى ويشاهد أمامه، وظهر ما عُرِف بإدمان التِّلفاز والكمبيوتر والإنترنت، الذي شغل الكثير من أوقات الأزواج والزوجات والأبناء وبعد كل هذا نجد الآباء يتساءلون هل نحن أهملنا في حق أبنائنا لكي ينحرفون بهذه الطريقة. هل مسؤولية الآباء في هذا الزمن هو الإنفاق وتوفير العيشة المرفهة لأبنائكم هو التربية الصحيحة لهم هل لازال موجودا الدفء الأسري أو أننا افتقدناه.