بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي لقاءه مع ممثلي المجتمع المصري، اليوم الأربعاء، بالوقوف دقيقة حدادا على شهداء مصر الذين راحوا ضحية الإرهاب، قائلًا إن الحديث مع ممثلي المجتمع المصري يتسم بالصدق والشفافية والأمانة والفهم.وتحدث الرئيس في بداية كلمته عن أحداث 30 يونيو وخلفياتها وتداعياتها، قائلًا للمصريين: «اوعوا الاستقرار والأمن اللي إنتوا شايفينه ينسيكوا التحديات اللي قدامنا»، وأعاد الرئيس التذكير بما سماهم «أهل الشر» الذين ما زالوا يعملون وسيعملون ضد مصر، على حد قوله، مضيفًا: «لا أتحدث إلى النخب بكلم الإنسان المصري البسيط في الشارع، الحكاية إن فيه مخططات فشلت في 30 يونيو وهتكمل بطرق جديدة لازم الانتباه لها». وتابع: «لا يهمنا أي تحدٍ أو أي مخاطر إلا إنتوا، أقدر أقف أمام الدنيا كلها بيكم، وعشان كده كلامي لكل المصريين كتلة المصريين التحدي الحقيقي أمام أهل الشر، كل العمل الذي يتم الآن الهدف منه إحداث شق في نسيج المجتمع»، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على نسيج مصر، و«اللي عايز يكون من قوى الخير يبعد عن قوى الشر».وأكد الرئيس أنه يريد أن يقدم نفسه إلى الشعب من جديد، مشيرًا إلى أن البعض يجهله ولا يعرف أخلاقه، لذلك من الضروري الآن أن يعيد تعريف نفسه، وأوضح أنه لم ينتهز فرصة تعيينه وزيرًا للدفاع في عهد محمد مرسي، الرئيس الأسبق، لكنه كان مختلفًا، قائلا: «أنا مش إخوان ومش هبقى إخوان، وأنا مش سلفي ومش هبقى سلفي». وذكر أنه قال للرئيس المعزول: «أنا مسلم بس، والجيش بيمثل المصريين مش السلفيين ولا الإخوان»، متابعًا: «أنا قلتله الشعب اختارك وإحنا هنساعدك لأجل خاطر الناس والبلد، مش زي ما هما بيعملوا بيأذوا البلد ويكسروها».واستكمل: «أنا بثق في ربنا، ومحدش هياخد نصيب حد، أنا بقدم نفسي علشان تبقوا عارفين، أنا مصري شريف لا أباع ولا أشترى»، مؤكدًا أنه حاول تقديم النصح للرئيس المعزول أكثر من مرة لكن الأمر لم يفلح.وأكد أنه لم يلجأ إلى ما سماه «أفكار شريرة»، من أجل إنقاذ الاقتصاد المصري أو إعلان الحرب على أي من البلدان العربية، خاصة بعد حادث ذبح 21 مصريًا في ليبيا، موضحًا أن هذا المبدأ علمته إياه والدته حين نصحته: «متطمعش في اللي في إيد الناس حتى لو كان في إيد والدك، اللي عطى الناس يعطيك». واستنكر الرئيس ما يحدث في الفترة الأخيرة في مصر، موضحًا أن الهدف من ذلك هو ضرب الإرادة، وإحباط المصريين، والوصول إلى ما سماه «الانتحار القومي»، متهما البعض بأنهم يريدون أن يكرّهوا المصريين في الغد، وأن يسرق منهم الأمل، ويجعلهم يتشككون في كل شيء، ولا يصدقون بعضهم البعض، موضحًا أن السبب في ذلك هم مجموعة من الأشخاص قدموا أنفسهم على أنهم أفضل من المصريين، وصلاتهم وصيامهم وعملهم أفضل من بقية الشعب.وشكك الرئيس في مستخدمي وسائل الاتصال، وقال: «إحنا أكتر ناس مبنصدقش بعضينا، أنا بتكلم دلوقتي وإنتوا شايفني، لو أنا بتكلم من ورا وسائل الاتصال المختلفة إنتوا مش شايفني ولا تعرفوا أنا تبع إيه، ولا بهدف من ورا ده إيه، وقلتلكم قبل كده عن حروب الجيل الرابع والخامس». وتابع: «العمل اللي إحنا عملناه ميتعملش في 20 سنة، الشغل المضاد والعمل السلبي بيضيع عليك فرحتك، غيرتكم على بلدكم وخوفكم عليها أمر يسعدني ويسعد أي وطني، والغيرة دي أنا محتاج أصوبها وأقول نغير إزاي، ونغير إمتى».وأكد أن محاولات التشكيك فيه مخطط وأدواته في داخل وخارج مصر، قائلًا إن الدولة الحقيقية والمؤسسات القوية بتحمي بلدها من الشر وأهله.وناقش الرئيس في كلمته عددا من القضايا جاء على رأسها قضية إعادة ترسيم الحدود البحرية، التي انتقلت بمقتضاها حيازة جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، وأكد أنه أعاد الحق لأصحابه. وقال السيسي إن مصر لم تفرط في ذرة رمل من أرضها، بل أعطت الحق لأهله، موضحًا أن الإشكالية التي تواجهنا هى وجود مسافة كبيرة بين نسق الدولة والنسق الفردي في تناول الموضوع.وأكد أن مصر في تعيين الحدود لم تخرج عن القرار الجمهوري الصادر من 26 عامًا، وتم إخطار الأممالمتحدة بها في ذلك الوقت، ورود الأفعال لم تؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين.واستنكر الرئيس ردود الفعل المهاجمة للاتفاقية، قائلًا: «خدت الضربة في صدري ولو أعلنت عن ذلك من 8 شهور كنا سندخل في هذا الجدل، وطريقتنا في تداول الموضوع تؤذينا وتضعف موقفنا، افتكروا تعاملكم مع سد النهضة لم تكن في مصلحتنا أبدًا، مش عارفين الإيذاء اللي بنتأذى به نتيجة تداول الموضوع بتؤذي بلدكم والله».وأوضح الرئيس أنه طلب إعداد مذكرة عن الجزيرتين في يوليو 2014، موضحًا أن لجنة ترسيم الحدود والخارجية والدفاع اضطلعوا بالعمل في هذا الملف، وأن الموضوع يدار بشكل سياسي وفني، مؤكدًا أن كل البيانات والوثائق تؤكد أن الجزيرتين حق للسعودية. وأردف قائلاً: «سألت كل الناس بخصوص الجزيرتين واطمنوا على بلدكم، اطمنوا ليس فقط على الجزيريتن وإنما على الأمانة التي حملتموني إياها»، مشيرًا إلى أن الهدف من الهجوم هو عزل الدولة المصرية واستكمال حصارها، مضيفًا: «لما القضية تطرح بالشكل ده تعمل مشكلة كبيرة في مصر وعلاقاتها مع أشقائها».وأشار الرئيس إلى أنه تم تعيين الحدود بناءً على قرار جمهوري سنة 1990، ولم يتم تغيير نقطة به، مؤكدًا أن طوال السنوات الماضية لم تستطع مصر التنقيب عن البترول في مياهنا الاقتصادية، وتم التعيين من أقصى جنوب مصر حتى أقصى الشمال كل الحدود البحرية بينا وبين السعودية، وبعد التعيين مع قبرص أتاح الأمر التنقيب في المياه الاقتصادية.وذكر أن الرئيس القبرصي اتصل به لتهنئته على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، موضحًا أنه قال للرئيس القبرصي: «لو حدود حقل الغاز تدخل في مياهك الاقتصادية نصيبك من الحقل هتاخده»، مؤكدًا: «لما عينا الحدود مع قبرص أتاح لنا نعمل تنقيب في المياه الاقتصادية، الآن يتم تعيين الحدود مع اليونان». وتابع: «لا نبيع أرض أحد، ولا بناخد أرض أحد، أنا بحب الحق وبدي الحق لناسه، وقولتله لو في حق لقبرص في مياهنا، إنتوا هتاخدوه»، وطالب الرئيس المصريين بإغلاق الحديث عن الاتفاقية، لأنهم «بيأذوا نفسهم لما بيتكلموا».كما ناقش الرئيس ملف أزمة الشاب الإيطالي جوليو ريجيني ، الذي قُتل بعد تعذيبه في القاهرة، وجدد السيسي تعازيه لأسرة الشاب، متهما بعض المصريين بأنهم المسؤولون عن الأزمة التي تلت مقتل «ريجيني».وذكر أنه بمجرد إعلان مقتل الشاب قال البعض إن أجهزة أمنية هي من قتلته، وهو نفس الأمر الذي تم ترديده على مواقع التواصل الاجتماعي، وأوضح أن مصر تتعامل مع ملف الشاب الإيطالي بشفافية، والأمر ليس متروكًا لوزارة الداخلية فقط، وإنما النائب العام يتعامل أيضًا مع الملف.وقال الرئيس إنه يجب ألا ننسى الشاب المصري عادل معوض الذي اختفى في إيطاليا قبل فترة، ووجه رسالة إلى الإعلاميين قائلًا: «أنا اتفقت معاكم من أول يوم إنكم طرف في المعادلة، واوعوا تكون مصادركم في الكلام شبكات التواصل الاجتماعي، معد البرنامج بيدخل على مواقع التواصل ويجيب قصة، والمذيع يناقشها، وتبقى الدايرة مقفولة». كما ناقش الرئيس ملف حقوق الإنسان والحريات العامة، وقا