بعد مرور أكثر من 40 عاماً على وفاة سيدة الغناء العربى وكوكب الشرق "أم كلثوم" إبنة قرية طماى الزهايرة والتابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، والتى ولدت عام 1904م، وتوفيت عام 1975م، حيث خلال فترة عمرها قدمت "أم كلثوم" العديد والكثير لوطننا الحبيب مصر، وكان من أبرز أحلامها أن تجعل قريتها التى ولدت بها "قرية نموذجية" ولكن فارقت الحياة قبل أن تحقق حلمها المنى. ولنرصد حياة عائلة "كوكب الشرق" وحال القرية، وذلك بعد تردد الأقاويل عن قيام أحد أقاربها ببيع "قلادة ذهبية" حصلت عليها من "أم كلثوم" عام 1970م، وذلك قبل وفاتها ب"5" سنوات. وكان لنا حوار مع "بثينة محمد السيد" وصلة القرابة بينها وبين سيدة الغناء العربى "عمة والدها" وذهبت لها فى عام 1963 ب"عادل" إبنها والذى كان يبلغ 6 أشهر من العمر لتتلقى العلاج بالقاهرة، وقامت "أم كلثوم" بإستقبالها وأخذت إبنها وقامت بتربيته وتلقت علاجها وتم شفاؤها على خير، مضيفة أنها عاشت معها أكثر من "12" عاماً. وأشارت أنه لم يُطيل بها العمر وبعد وفاتها عادوا إلى القرية عام "1975م" ليعيشوا بمسقط رأسهم، مضيفة أنها عاشت فى نعيم وسعادة خلال ال"12" عام، وكانت تقوم بعمل الخير لأهالى قريتها وتُقدم العديد من الأعمال الخيرية وكانت تتكفل بعلاج المرضى من أهالى القرية. وأضافت "السيد" أنها بعد أن ذهبت للقاهرة وعاشت معها تم عمل لها عدد من "القلادات الذهبية" بشكل خاص، وأنها محتفظة بها قائلة "وأنا لما أفرط فيها على عنيا"، لأنها تحمل صورة وإسم سيدة الغناء العربى "كوكب الشرق.. أم كلثوم"، مشيرة أنها خائفة قائلة "لما أموت محدش هيحافظ عليها" وتتمنى أن تكون فى مكان لأن أخاف عليها أن تضيع بين أيادى أحد لم يعرف قيمتها، قائلة "سيدة الغناء مخلدة نفسها بعملها وفنها وأنها ولدت فى ليلة القدر فيوجد فيها كل شىء جميل ورائع". وأشارت أنه لو تقدم إليها مواطن يُقدر الفن القديم وسيدة الغناء العربى حتى لو كان لم يحمل الجنسية المصرية سيقوم ببيع "القلادة الذهبية" له مضيفة أنه عليه أيضاً أن يُقدرها ويُثمنها والتى أعطت أسعار لها تتراوح بين "3 : 5" ملايين من الجنيهات. وقالت أن "أم كلثوم" قامت بجمع الذهب من عائلتها بالكامل، قائلة لهم "عيب تتحلوا بالذهب والبلد فى نكسة.. وأن يخلعوا الذهب لأنها تقوم بجمع مجهود حربى للدولة" مضيفة أنها ستُعطى لها غيرهم ولكن لم يُطيل بها العمر، وأن "أم كلثوم" كانت لم تهتم بنفسها وأثناء قيامها بعمل قريتها التى ولدت بها "قرية نموذجية" إنشغلت فى حبها للوطن فترة "النكسة" وتركت كل شىء وجعلت تعمل من أجل وطنها. وتحدثت "السيد" عن ما قامت به الفنانة "أم كلثوم" بدولة ليبيا عندما كان يلعب المنتخب المصرى هناك، وكانوا يرفضوا تكريم المنتخت قائلة "لو منتخب مصر متكرمش أنا مش هغنى وهرجع لمصر" مشيرة أنها نجحت فى إرضاء الفريقين على بعض. وروت أحد المواقف التى تعرضت لها "كوكب الشرق" بفرنسا، وهى على المسرح لتبدأ فى الغناء فجاء مسرعاً أحد المواطنين على المسرح وكان يريد أن يقبل قدمها، فأبعده الأمن الفرنسى، ولكن قالت لهم "أم كلثوم" أن يتركوه، وشكرته على مشاعره الطيبة. وناشدت "السيد" المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، وحسام الدين إمام عبدالصمد، محافظ الدقهلية، بنظرة بسيطة لأهالى قرية سيدة الغناء العربى التى قدمت العديد من الفنون ورفعت إسم مصر عالياً أمام دول العالم بأكملها، مشيرة أنها تتمنى لو تقوم الدولة بإنشاء متحف خاص ب"أم كلثوم" ويكون بمدينة المنصورة أو قريتها ويكون به كل ما تملك من ملابس وقلادات، ويتم تجميع كل ما يخصها ويُعرض فى مكان خاص بها"، بالإضافة إلى إنشاء مصنع أو مشروع يضُم شباب القرية لكى يعملوا فيه. وكان هدم المنزل الذى وُلدت فيه سيدة الغناء العربى "أم كلثوم" والذى كان يأتى إليه العديد من الفنانات لعمل دورها فى المنزل وكان من "الطوب اللبن"، مفاجأة للجميع. وقال خالد سمير رضوان عبدالنبى السيد، وكانت صلة القرابة التى بينهما "بنت عم والده"، أن هذا المنزل قامت فيه الفنانة "صابرين" بعمل العديد من الأدوار به، فى المسلسل الذى يحمل قصة حياة الفنانة أم كلثوم "كوكب الشرق"، مضيفاً أنه لا أحد من المسؤلين طالبهم بأن يتركوا المنزل ولن يقوموا بهدمه ويتركوه كأثر أو إستخدامه كمتحف من التراث القديم يُوضع به كل ما يتعلق ب"أم كلثوم"، وأنه قام بهدمه وبناءه ليعيش فيه هو وأبنائه وأنه حصل عليه بالميراث. وأكد أنه لو تم العرض عليه أن يأخذ قطعة أرض آخرى ويترك المنزل قبل هدمه الذى كان ب"الطوب اللبن" كان سيتركه لأنه يعتبر ذكرى جميلة لسيدة الغناء العربى، مؤكداً أنه لا أحد من المسؤلين تواصل معهم ووجهم بعد هدم المنزل لإعتباره من التراث القديم كذكرى فنية لأم كلثوم. وقالت أميرة محمد عبدالعاطى، كانت سيدة الغناء العربى "خالة والدها"، وأن "أم كلثوم" حصلت على هذه الصورة من أمراء ورؤساء دولة سوريا بالعاصمة "حلب" وتم عمل هذه الصورة لها بالخرز، وقامت بإهداء والدها بها وأنهم قرروا الآن بيعها، مضيفة أن كل أقاربها فى القاهرة قاموا ببيع كل ما حصلوا عليها من إهداءات وهدايا منها وأنهم يريدون بيعها للإنتفاع بما تحققه من مكسب.