الاتحاد السكندري يعلن قبوله دفعه جديدة من الناشئين بسعر رمزي لشراء استمارة التقديم    القبض على «ٌقمر الوراق» بحوزتها 2.5 كيلو «حشيش» (التفاصيل الكاملة)    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ أسوان يترأس اجتماع مجلس الصحة الإقليمي (تفاصيل)    "هيئة الدواء" توقع مذكرة تفاهم مع "مركز مراقبة الدولة للأدوية" بكوبا لتبادل الخبرات    محافظ جنوب سيناء يترأس الاجتماع الأسبوعي لمتابعة الموقف التنفيذي للمشروعات    أحمد موسى بعد تحرك دول العالم لدعم القضية الفلسطينية: إسرائيل هتتجنن    رئيس الأعلى للإعلام يشيد بالعلاقات القوية بين مصر والسعودية    لاعب أرسنال: الأعين كلها نحو رفح    إصابة جندي بولندي في عملية طعن على يد مهاجر غير شرعي    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    الأهلي: جلسة ودية بين بيبو وحسام حسن لتوضيح موقف لاعبي الأهلي مع المنتخب    بسبب نادي نيس.. مانشستر يونايتد قد يشارك في دوري المؤتمر الأوروبي    شركات محددة تستحوذ على "نصيب الأسد"، اتهامات بالتلاعب في تخصيص الأراضي بالدولار    ضبط متهم بإدارة صفحة "فيس بوك" للنصب على راغبى استخراج شهادات جامعية بكفر الشيخ    ضبط شخص يدير صفحة عبر "فسيبوك" للنصب على أهالي كفر الشيخ    ليلى طاهر ل فيتو: أنا بخير وأستمتع بوقتي مع العائلة    تعاون جامعة عين شمس والمؤسسة الوطنية الصينية لتعليم اللغة الصينية    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    تراجع شبه جماعي للبورصات الخليجية مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط    كشف ملابسات سرقة سائق بإحدى شركات تطبيقات النقل الذكي حقيبة سيدة    الخميس.. قصور الثقافة تقيم حفل أغاني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بمسرح السامر مجانا    قومية سوهاج تقدم عرض اللعبة ضمن موسم مسرح قصور الثقافة بالصعيد    محافظ الإسماعيلية يشيد بدور مجلس الدولة في فض المنازعات وصياغة القوانين    عضو تنسيقية تقدُّم: إعلان مجلس السيادة السوداني عن حكومة كفاءات وشيكة تهديدٌ للقوى المدنية    تعرف علي مناطق ومواعيد قطع المياه غدا الاربعاء بمركز طلخا في الدقهلية    روسيا تطور قمرا جديدا للاتصالات    «الضوابط والمحددات الخاصة بإعداد الحساب الختامي» ورشة عمل بجامعة بني سويف    رئيس جامعة بني سويف يشهد الاحتفال بيوم الطبيب    رئيس جامعة بني سويف يكرم الدكتور محمد يوسف وكيل وزارة الصحة السابق    شبانة: لجنة التخطيط تطالب كولر بحسم موقف المعارين لهذا السبب    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    القبض على المتهم بقتل صديقه في مشاجرة بقليوب    برلماني: الرئيس يثق في قدرة الحوار الوطني على وضع رؤية اقتصادية جديدة للدولة    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    موعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2024.. تصل إلى 9 أيام متصلة (تفاصيل)    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية البراجيل في ملوي غدًا    دفاع الفنان عباس أبو الحسن: تسلمنا سيارة موكلى ونتتظر سماع أقوال المصابتين    الطب البيطرى: تحصين 144 ألفا و711 رأس ماشية ضد الحمى القلاعية بالجيزة    سياح من كل أوروبا.. شاهد رحلات جولات البلد على كورنيش الغردقة    بشرى للمواطنين.. تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة حتى نهاية الأسبوع    خلال زيارته للمحافظة.. محافظ جنوب سيناء يقدم طلبا لوفد لجنة الصحة بمجلس النواب    نسألك أن تنصر أهل رفح على أعدائهم.. أفضل الأدعية لنصرة أهل غزة ورفح (ردده الآن)    تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة فؤاد شرف الدين.. «كان يقاوم الألم»    فيلم السرب الأول في شباك تذاكر أفلام السينما.. تعرف على إجمالي إيراداته    محافظ الجيزة: تطوير وتوسعة ورصف طريق الطرفاية البطئ    إسرائيل تعتقل 22 فلسطينيا من الضفة.. وارتفاع الحصيلة إلى 8910 منذ 7 أكتوبر    وزيرة الهجرة تستقبل أحد رموز الجالية المصرية في جينف بسويسرا    رئيس وزراء إسبانيا: نعترف رسميا بدولة فلسطين لتحقيق السلام    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«العذراء» ونصيحة مهمة ل«الميزان»    كارول سماحة تعلق على مجزرة رفح: «قلبي اتحرق»    دويدار: الجزيري أفضل من وسام أبو علي... وأتوقع فوز الزمالك على الأهلي في السوبر الإفريقي    حمدي فتحي: أتمنى انضمام زيزو لصفوف الأهلي وعودة رمضان صبحي    عضو مجلس الزمالك: إمام عاشور تمنى العودة لنا قبل الانضمام ل الأهلي.. ولكن!    مدرب الألومنيوم: ندرس الانسحاب من كأس مصر بعد تأجيل مباراتنا الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استراحة ثومة تحولت ل "عشة فراخ"!

من بلدة صغيرة تدعي "طماي الزهايرة"، مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، جاءت "فاطمة إبراهيم البلتاجي" – الاسم الحقيقى لكوكب الشرق أم كلثوم، لتتسيد عرش الغناء العربي، التى ولدت في منزل متواضع لأسرة ريفية، ضاق بها الحال فإستندت إلى طفلتها صاحبة الصوت النادر أملا فى الرزق، بدأت حياتها كمنشدة دينية، وجابت كل قري المحافظة، تنشد وتغنى، حتى سافرت إلى القاهرة لتبدأ رحلة الإحتراف، فبعد فترة قليلة لمع صوت أم كلثوم، ليضئ مصر والعالم العربي، بل والعالم أجمع، إلا أن هذا النجاح الكبير لم يمنع أم كلثوم من زيارة بلدتها مرة كل شهر، لتمكث فى استراحتها هناك بحثًا عن الهدوء والراحة، بعيدًا عن صخب العمل، وأيضًا لزيارة أهلها، وتوزيع الهدايا والعطايا على الفقراء.. فى الذكري الأربعين على رحيل كوكب الشرق، إنتقلت "أخبار النجوم" لمسقط رأسها، وزارت منزلها والإستراحة الخاصة بها..
قطعنا رحلة طويلة فى سبيل الوصول إلى قرية طماى الزهايرة، 10 دقائق تقريبًا تفصل القرية عن مركز السنبلاوين، الكل يتشوق لرؤية مسقط رأس "الست ثومة" التى أبهرت العالم بفنها، وصوتها الخالد أبد الدهر، على مدخل القرية لا يوجد دليل أو لافته تحمل اسم "طماي الزهايرة"، الطابع الريفى الأصيل مازالت القرية تحتفظ به، بعيدًا عن المد العمراني، وعلى الرغم من مرور السنوات، إلا أن المنازل لم يطلها التغيير، لتبقى محتفظة بأصالتها وعبقها، صور سيدة الغناء منقوشة على المنازل، والمحال والمقاهي، إعتزازًا بابنة بلدتهم، التى رفعت اسم قريتهم عاليًا، ليعرفها القاصى والداني.
"بداية الرحلة"
ترجلنا بحثًا عن منزل كوكب الشرق، تجولنا فى الشوارع سائلين المارة عن المنزل، وإتجهنا نحوه بحسب وصف أحدهم الذى إصطحبنا إليه، 10 دقائق سيرًا على الأقدام، قدم خلالها هذا الرجل وصفًا للمنزل، ومدى اهتمام أهل القرية به، إيمانًا منهم بأهميته وتاريخه، تركنا الرجل فئ منتصف الطريق، وإستكملنا السير، لنقف أمام منزل متهاك، إنتابتنا الدهشة، لعلنا أخطأنا فى العنوان، ليصدمنا أحد المارة قائلا: "إنها استراحة الست"، الكلام لا يخرج، والدهشة سيدة الموقف، وكان لسان حالنا يردد متسائلا: "أهذا منزل كوكب الشرق؟، واأسفاه"، استراحة ثومة التى كانت ملازها ومصقدها للراحة تحولت ل "عشة فراخ"، مصيبة بكل المقاييس، فقد ضاع التاريخ، وذكريات ثومة ويبدو أن جسدها الذى وارى الثرى، أخذ معه كل ذكريات طفولتها.
"شارع أم كلثوم"
فى الشارع المؤدي لمنزل أم كلثوم وجدنا لا فته مدون عليها عبارة "شارع أم كلثوم"، لا حظنا بعض الرسومات والنقوشات المدونة بالجير على المنزل منها، "أنا الشعب لا أرضى بالخلود بديلا"، لكن المنزل لم يتبق منه سوي أطلال أكل عليها الدهر وشرب، لكن مازالت هناك لافته هربت من فعل الإهمال مدون عليها "منزل الشيخ إبراهيم البلتاجي مؤذن قرية طماي الزهايرة"، فهو مكون من جزءين، الأول المنزل القديم الذى ولدت فيه كوكب الشروق وهو عبارة عن طابقيين، يسكنه ورثة الشيخ خالد البلتاجى شقيق أم كلثوم، وعلى الرغم من التغييرات التى آجراها عليه الورثه إلا أنه يبدو متهالكا وضيقا للغاية بعد أن تقلصت مساحته التى كان عليها فى السابق، أما الجزء الثانى فهو الاستراحة الخاصة بكوكب الشرق والتى بنتها بعد وفاة والدها، عبارة عن بناية من دور واحد خلف البيت الأساسى للأسرة وهو الجزء الوحيد من المنزل الذى لم تجرى عليه أي تعديلات منذ وفاتها باستثناء هدم الدور الثانى منه، والذى سقت بمرور الزمن نظرا للإهمال الشديد الذى تعرض له وضعف الامكانات المادية للورثة المقيمين بالمنزل والتى لم تتح لهم الفرصة لترميم الاستراحة أو حتى الجزء الخاص بالمنزل الذين يقطنون فيه .
"أطلال"
طوفنا حول المنزل والإستراحة لنرصد حالتهما، كلاهما فى حالة مردية لا يرثى لها، لا ترقى لتخليد ذكري كوكب الشرق، لا سيما أنه الشئ الوحيد الباقى من رائحها، وكان شاهدًا على مراحل عمرها المختلفة؛ وعلى الرغم من أن سيدة الغناء ليست فى حاجة لأشياء تخلدها لأن صوتها كفيل بإحياء ذكراها، فثومة لا يسمح الدهر بتكرارها، فلن يجود بمثلها، ولكن كان من الأولى الإهتمام بمنزلها ليكون مزارًا لعشاقها فى جميع أنحاء العالم، بدلا من أن يتحول لحظيرة لتربية الطيور.
"الورثة"
مازال ورثة وأحفاد الشيخ خالد البلتاجى شقيق أم كلثوم، عدلى وخالد سمير خالد، يقطنون بالمنزل حتى الآن حيث ورثا المنزل عن جدهما الشيخ خالد.
إلتقينا الحديث عدلى سمير حفيد الشيح خالد، والذى يعمل فنانا تشكيليا بقصر ثقافة السنبلاوين، ليروى حكاية المنزل وما طاله من إهمال، قائلا: "المنزل تعرض لحالة إهمال شديدة وسقطت منه أجزاء كثيرة مع مرور الزمن، كما أن الجزء الخاص ببيت الشيخ إبراهيم والد أم كلثوم قد هدم وقمنا بإعادة بنائه من جديد بعد ان تهدمت نصف مساحته وزعت على الورثة الشرعيين، أما الجزء الخاص بإستراحة أم كلثوم فمازال كما ببنائها القديم لم يطرأ عليها شيئًا باستثناء سقوط الطابق الأعلى منها، والذى تهاوى لعدم قدرتنا المادية على ترميمها" .
"شعور بالخجل"
حفيد الشيخ خالد يضيف: "للأسف كنا نأمل فى موقف جاد وحازم من وزارة الثقافة والجهات المعنية فى التدخل وانقاذ ما تبقى من المنزل أو على الأقل ترميم استراحتها الخاصة بإعتباره الاثر الوحيد الباقى لها، لكن فوجئنا بتخاذل جميع الجهات حتى أننا قمنا بإرسال خطابات رسمية وأبدينا استعدادنا فى التنازل عن ملكية استراحتها الشخصية لصالح الجهة المعنية التى ستقوم بترميمها وتحويلها الى متحف ومزارا لعشاقها ومحبيها، ولكن دون جدوى".
بدا على وجه عدلى علامات الحزن حين قال: "نشعر بالخجل، من زوار المنزل، فهم يأتون وفى أذهانهم أنهم سيرون منزلا يليق بتاريخ كوكب الشرق، وقد توافد علينا زائرون من بلدان عربية عديدة منها تونس والمغرب، ولكن للأسف نخجل من استضافتهم، وإتاحة الفرصة لهم فى التجول داخل المنزل والاستراحة، والكل يوجه لنا سؤالا واحدا ما سبب هذا الإهمال؟، ونرد عليهم بأن الدولة لا تلقى بالا بهذه القيمة التاريخية والفنية".
"المنزل قديمًا"
وعن حالة المنزل فى القدم، يستطرد عدلى قائلا: "كانت الجنائن تحيط بإستراحة الست، وأيضا كانت هناك مساحات واسعة تحيط به، لكن كل هذا إندثر بفعل الزمن، فمعظم الأراضى التى تحيط بالمنزل والإسراحة كانت ملكًا لعائلتنا، ولكن بعد وفاة أم كلثوم تم تقسيمها على الورثة الشرعيين، الذين باعوها للأغراب، وتحولت إلى مبان تحاصرنا من كافة الجهات، حتى قطعة الأرض التى تقع خلف الإسراحة، فكانت مساحتها كبيرة جدا ولكن تم بيعها وتحولت الى "جراج" سيارات، وبالتالى أصبح المنزل واستراحته محاصر من جميع الجهات، وبالمناسبة هذه الأرض قبل بيعها كنا نفكر فى استغلالها فى إنشاء متحف لكوكب الشرق لاعتبارها الأقرب لإستراحتها، حيث كان هذا الاقتراح ضمن محاولاتنا التى قمنا بها مع المسئولين لترميم الاستراحة والاهتمام بها، وهى ايضا المحاولة الوحيدة التى تم الاستجابة لها، وبالفعل تمت الموافقة على المشروع وتم وضع حجر الاساس له، فى الارض المجاورة للاستراحة، ولم تمر أيام قليلة حتى اقيمت حركة تغيير للمحافظين وأقيل المحافظ الذى تحمس للمشروع، وهدم الحجر ومعه المشروع".
"ذكريات"
على الرغم من صغر سنه عند رحيل كوكب الشرق، إلا أن عدلى كان له نصيبا وحظا فى الاحتكاك بها والتعامل معها وهو ما أوضحه قائلا: "كنت وقتها فى الخامسة من عمرى، كما كنت أقضى أغلب وقتى بصحبتها، وحتى بعد وفاتها ظلت مواقفها وسيرتها العطرة حاضرة بيننا، فكان والدى دائما ما يحدثنا عنها فى كبرنا وعن مواقفها الوطنية ومدى عشقها لهذا البلد وشعبه فعلا وقولا، وهو ما دفعها لتخصيص ريع معظم حفلاتها فى الفترة الاخيرة من حياتها لصالح المجهود الحربى عقب النكسة، وغيرها من المواقف الوطنية التى ما زالت تؤرخ حتى الآن كنموذج للوطنية، وهذا ما يفعله معظم أهل قريتنا حتى الآن، فدائما يتحدثون مع أولادهم عن قيمة هذه السيدة العظيمة افتخارا بها وبإنتمائها لقريتنا، يتابع: "كنت أتمنى أن أرى هذا الإهتمام الذى تحظى به كوكب الشرق لدى أهل بلدتنا من المسئولين والمثقفيين، فلا يجوز ان نجد دولة كإسرائيل رغم موقف أم كلثوم منها ومهاجمتها المستمرة لها، ورغم ذلك نجدهم يعطونها قدرا من الإهتمام كقيمة فنية كبيرة، أطلقوا اسمها على أحد شوارعهم الرئيسية، بالإضافة الى حرصهم من خلال اذاعتهم الرسمية على تخصيص موعد محدد فى السادسة من مساء كل يوم لتقديم فرقة باللغة العربية يذاع فيها اغنياتها بصفة مستمرة، وبالمناسبة تعتبر هى الإذاعة الوحيدة التى تفعل ذلك، وهذا ما يحزننى أن أجد دولة كإسرائيل تفعل ذلك فى الوقت الذى أهملت فيه أم كلثوم فى بلدها، وأعلم أن ما تفعله اسرائيل بتخليد ذكرى أم كلثوم هى وسيلة لتحقيق مخططاتها فى التطبيع، ولكن للأسف نحن من فعلنا ذلك وأعطيناهم الفرصة" .
"زيارة كل شهر"
عدلى يتابع روايته قائلا: "إلى جانب الدور الوطنى الذى لعبته كوكب الشرق وكان سببا فى فخر واعتزاز أهل قريتنا بها، كان لها أيضا دورا خدميا فى رعاية أهل البلدة والاهتمام بهم، فكانت حريصة فى بداية كل شهر على زيارة القرية محملة بالهدايا والمؤن لأهل القرية الفقراء، وكانت تستمر هذه الزيارة لعدة أيام تقضيها فى استراحتها الشخصية بعيدا عن زخم العمل ومشقته، كما كانت حريصة من وقت لأخر بإرسال المساعدات الى شقيقها الشيخ خالد ليتولى هو توزيعها على أهالى القرية فى حال عدم حضورها، وظلت على ذلك حتى فى آخر أيامها بعد أن أصابها المرض ولم تعد قادرة على السفر والحضور الى البلدة فكانت ترسل مساعداتها الى العمدة الذى تولى مسئولية القرية بعد وفاة شقيقها الشيخ خالد" .
حفيد شقيق كوكب الشرق يتابع قائلا: "الاستراحة كانت أحب وأفضل مكان بالنسبة لها، فكانت تأتى إليها مرة كل شهر حتى حينما كانت تقرر الحصول على أجازتها الصيفية والتى كانت عادة ما تقضيا فى مدينة رأس البر كانت تأتى إلى هنا اولا فالأجازة بالنسبة لها كانت الحضور إلى الاستراحة، تقضى بها معظم الوقت تتأمل ذكرياتها ولحظات فرحها وأحزانها، لذلك كانت دائما تفضل الجلوس بها منفردة بعيدا عن باقى أفراد الأسرة" .
"دائمًا فى القلب"
وحول طرق إحتفال أهل القرية بذكري ميلاده ورحيلها، يقول عدلى: "أم كلثوم فى قلوب كل سكان وأهالى القرية، ولكن لا يستطيعون التعبير عن فرحتهم أو حبهم لها فى صور الاحتفالات أو ما شابه ذلك، فمعظم سكان القرية بسطاء ليسوا ميسورى الحال ولا يمتلكون الامكانات المادية للانفاق على مثل هذه المناسبات، ولكن تختلف سبل احتفائهم بها وحبهم لها بطرق بسيطه مثلهم، كرسم "بورتريهات" لها أو نقش وكتابة بعض كلمات أغنياتها على الحوائط والجدران بمنازلهم ومحالهم التجارية، رغم أن ذلك من مسئوليات الدولة والجهات المعنية بذلك والتى من المفترض ان تشرف على فعاليات واحتفالات لإحياء ذكراها كالاحتفال بميلادها حتى وان كان فى اضيق نطاق ولو بالمركز الثقافى التابع لبلدتنا، ويضيف: هذا ما دفعنى بالإتفاق مع مركز السنبلاون الثقافى لتقديم عرضًا مسرحيا لمجموعة من أطفال القرية فى ذكرى وفاتها على أن يتم عرضه فى قريتنا إحياءً لذكراها" .
وعن طبيعة العرض، يوضح قائلا: "هو عرض اجتماعى يناقش قضايا اجتماعية لا يمت بصلة لأم كلثوم ولكن الفكرة أننا نقدم شيئا فنيا حتى وإن لم يكن عنها فى هذه المناسبة بدلا من أن تمر مرور الكرام دون أن يدرى أحد كما يحدث كل عام، وبالمناسبة أشارك فى هذا العرض برسم الديكورات واللوحات التعبيرية المستخدمة فى العرض" .
"الشهيد طارق"
خلال تفقد المنزل من الداخل لا حظنا أحد الجدران مزينًا ب "بورترية " لشاب فى مقتبل عمره، وعندما استفسرنا عنه، أوضح عدلى أنه يدعى الشهيد طارق ابن شقيقته وأحد أحفاد كوكب الشرق، قائلا: "خرج يوم جمعة الغضب فى أثناء مشاركته فى المظاهرات والمسيرات التى خرجت تطالب برحيل حسنى مبارك ولم يعد حتى جاءنا خبر استشهاده، وهذا البورتريه تخليدًا لذكراه" .
من بلدة صغيرة تدعي "طماي الزهايرة"، مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، جاءت "فاطمة إبراهيم البلتاجي" – الاسم الحقيقى لكوكب الشرق أم كلثوم، لتتسيد عرش الغناء العربي، التى ولدت في منزل متواضع لأسرة ريفية، ضاق بها الحال فإستندت إلى طفلتها صاحبة الصوت النادر أملا فى الرزق، بدأت حياتها كمنشدة دينية، وجابت كل قري المحافظة، تنشد وتغنى، حتى سافرت إلى القاهرة لتبدأ رحلة الإحتراف، فبعد فترة قليلة لمع صوت أم كلثوم، ليضئ مصر والعالم العربي، بل والعالم أجمع، إلا أن هذا النجاح الكبير لم يمنع أم كلثوم من زيارة بلدتها مرة كل شهر، لتمكث فى استراحتها هناك بحثًا عن الهدوء والراحة، بعيدًا عن صخب العمل، وأيضًا لزيارة أهلها، وتوزيع الهدايا والعطايا على الفقراء.. فى الذكري الأربعين على رحيل كوكب الشرق، إنتقلت "أخبار النجوم" لمسقط رأسها، وزارت منزلها والإستراحة الخاصة بها..
قطعنا رحلة طويلة فى سبيل الوصول إلى قرية طماى الزهايرة، 10 دقائق تقريبًا تفصل القرية عن مركز السنبلاوين، الكل يتشوق لرؤية مسقط رأس "الست ثومة" التى أبهرت العالم بفنها، وصوتها الخالد أبد الدهر، على مدخل القرية لا يوجد دليل أو لافته تحمل اسم "طماي الزهايرة"، الطابع الريفى الأصيل مازالت القرية تحتفظ به، بعيدًا عن المد العمراني، وعلى الرغم من مرور السنوات، إلا أن المنازل لم يطلها التغيير، لتبقى محتفظة بأصالتها وعبقها، صور سيدة الغناء منقوشة على المنازل، والمحال والمقاهي، إعتزازًا بابنة بلدتهم، التى رفعت اسم قريتهم عاليًا، ليعرفها القاصى والداني.
"بداية الرحلة"
ترجلنا بحثًا عن منزل كوكب الشرق، تجولنا فى الشوارع سائلين المارة عن المنزل، وإتجهنا نحوه بحسب وصف أحدهم الذى إصطحبنا إليه، 10 دقائق سيرًا على الأقدام، قدم خلالها هذا الرجل وصفًا للمنزل، ومدى اهتمام أهل القرية به، إيمانًا منهم بأهميته وتاريخه، تركنا الرجل فئ منتصف الطريق، وإستكملنا السير، لنقف أمام منزل متهاك، إنتابتنا الدهشة، لعلنا أخطأنا فى العنوان، ليصدمنا أحد المارة قائلا: "إنها استراحة الست"، الكلام لا يخرج، والدهشة سيدة الموقف، وكان لسان حالنا يردد متسائلا: "أهذا منزل كوكب الشرق؟، واأسفاه"، استراحة ثومة التى كانت ملازها ومصقدها للراحة تحولت ل "عشة فراخ"، مصيبة بكل المقاييس، فقد ضاع التاريخ، وذكريات ثومة ويبدو أن جسدها الذى وارى الثرى، أخذ معه كل ذكريات طفولتها.
"شارع أم كلثوم"
فى الشارع المؤدي لمنزل أم كلثوم وجدنا لا فته مدون عليها عبارة "شارع أم كلثوم"، لا حظنا بعض الرسومات والنقوشات المدونة بالجير على المنزل منها، "أنا الشعب لا أرضى بالخلود بديلا"، لكن المنزل لم يتبق منه سوي أطلال أكل عليها الدهر وشرب، لكن مازالت هناك لافته هربت من فعل الإهمال مدون عليها "منزل الشيخ إبراهيم البلتاجي مؤذن قرية طماي الزهايرة"، فهو مكون من جزءين، الأول المنزل القديم الذى ولدت فيه كوكب الشروق وهو عبارة عن طابقيين، يسكنه ورثة الشيخ خالد البلتاجى شقيق أم كلثوم، وعلى الرغم من التغييرات التى آجراها عليه الورثه إلا أنه يبدو متهالكا وضيقا للغاية بعد أن تقلصت مساحته التى كان عليها فى السابق، أما الجزء الثانى فهو الاستراحة الخاصة بكوكب الشرق والتى بنتها بعد وفاة والدها، عبارة عن بناية من دور واحد خلف البيت الأساسى للأسرة وهو الجزء الوحيد من المنزل الذى لم تجرى عليه أي تعديلات منذ وفاتها باستثناء هدم الدور الثانى منه، والذى سقت بمرور الزمن نظرا للإهمال الشديد الذى تعرض له وضعف الامكانات المادية للورثة المقيمين بالمنزل والتى لم تتح لهم الفرصة لترميم الاستراحة أو حتى الجزء الخاص بالمنزل الذين يقطنون فيه .
"أطلال"
طوفنا حول المنزل والإستراحة لنرصد حالتهما، كلاهما فى حالة مردية لا يرثى لها، لا ترقى لتخليد ذكري كوكب الشرق، لا سيما أنه الشئ الوحيد الباقى من رائحها، وكان شاهدًا على مراحل عمرها المختلفة؛ وعلى الرغم من أن سيدة الغناء ليست فى حاجة لأشياء تخلدها لأن صوتها كفيل بإحياء ذكراها، فثومة لا يسمح الدهر بتكرارها، فلن يجود بمثلها، ولكن كان من الأولى الإهتمام بمنزلها ليكون مزارًا لعشاقها فى جميع أنحاء العالم، بدلا من أن يتحول لحظيرة لتربية الطيور.
"الورثة"
مازال ورثة وأحفاد الشيخ خالد البلتاجى شقيق أم كلثوم، عدلى وخالد سمير خالد، يقطنون بالمنزل حتى الآن حيث ورثا المنزل عن جدهما الشيخ خالد.
إلتقينا الحديث عدلى سمير حفيد الشيح خالد، والذى يعمل فنانا تشكيليا بقصر ثقافة السنبلاوين، ليروى حكاية المنزل وما طاله من إهمال، قائلا: "المنزل تعرض لحالة إهمال شديدة وسقطت منه أجزاء كثيرة مع مرور الزمن، كما أن الجزء الخاص ببيت الشيخ إبراهيم والد أم كلثوم قد هدم وقمنا بإعادة بنائه من جديد بعد ان تهدمت نصف مساحته وزعت على الورثة الشرعيين، أما الجزء الخاص بإستراحة أم كلثوم فمازال كما ببنائها القديم لم يطرأ عليها شيئًا باستثناء سقوط الطابق الأعلى منها، والذى تهاوى لعدم قدرتنا المادية على ترميمها" .
"شعور بالخجل"
حفيد الشيخ خالد يضيف: "للأسف كنا نأمل فى موقف جاد وحازم من وزارة الثقافة والجهات المعنية فى التدخل وانقاذ ما تبقى من المنزل أو على الأقل ترميم استراحتها الخاصة بإعتباره الاثر الوحيد الباقى لها، لكن فوجئنا بتخاذل جميع الجهات حتى أننا قمنا بإرسال خطابات رسمية وأبدينا استعدادنا فى التنازل عن ملكية استراحتها الشخصية لصالح الجهة المعنية التى ستقوم بترميمها وتحويلها الى متحف ومزارا لعشاقها ومحبيها، ولكن دون جدوى".
بدا على وجه عدلى علامات الحزن حين قال: "نشعر بالخجل، من زوار المنزل، فهم يأتون وفى أذهانهم أنهم سيرون منزلا يليق بتاريخ كوكب الشرق، وقد توافد علينا زائرون من بلدان عربية عديدة منها تونس والمغرب، ولكن للأسف نخجل من استضافتهم، وإتاحة الفرصة لهم فى التجول داخل المنزل والاستراحة، والكل يوجه لنا سؤالا واحدا ما سبب هذا الإهمال؟، ونرد عليهم بأن الدولة لا تلقى بالا بهذه القيمة التاريخية والفنية".
"المنزل قديمًا"
وعن حالة المنزل فى القدم، يستطرد عدلى قائلا: "كانت الجنائن تحيط بإستراحة الست، وأيضا كانت هناك مساحات واسعة تحيط به، لكن كل هذا إندثر بفعل الزمن، فمعظم الأراضى التى تحيط بالمنزل والإسراحة كانت ملكًا لعائلتنا، ولكن بعد وفاة أم كلثوم تم تقسيمها على الورثة الشرعيين، الذين باعوها للأغراب، وتحولت إلى مبان تحاصرنا من كافة الجهات، حتى قطعة الأرض التى تقع خلف الإسراحة، فكانت مساحتها كبيرة جدا ولكن تم بيعها وتحولت الى "جراج" سيارات، وبالتالى أصبح المنزل واستراحته محاصر من جميع الجهات، وبالمناسبة هذه الأرض قبل بيعها كنا نفكر فى استغلالها فى إنشاء متحف لكوكب الشرق لاعتبارها الأقرب لإستراحتها، حيث كان هذا الاقتراح ضمن محاولاتنا التى قمنا بها مع المسئولين لترميم الاستراحة والاهتمام بها، وهى ايضا المحاولة الوحيدة التى تم الاستجابة لها، وبالفعل تمت الموافقة على المشروع وتم وضع حجر الاساس له، فى الارض المجاورة للاستراحة، ولم تمر أيام قليلة حتى اقيمت حركة تغيير للمحافظين وأقيل المحافظ الذى تحمس للمشروع، وهدم الحجر ومعه المشروع".
"ذكريات"
على الرغم من صغر سنه عند رحيل كوكب الشرق، إلا أن عدلى كان له نصيبا وحظا فى الاحتكاك بها والتعامل معها وهو ما أوضحه قائلا: "كنت وقتها فى الخامسة من عمرى، كما كنت أقضى أغلب وقتى بصحبتها، وحتى بعد وفاتها ظلت مواقفها وسيرتها العطرة حاضرة بيننا، فكان والدى دائما ما يحدثنا عنها فى كبرنا وعن مواقفها الوطنية ومدى عشقها لهذا البلد وشعبه فعلا وقولا، وهو ما دفعها لتخصيص ريع معظم حفلاتها فى الفترة الاخيرة من حياتها لصالح المجهود الحربى عقب النكسة، وغيرها من المواقف الوطنية التى ما زالت تؤرخ حتى الآن كنموذج للوطنية، وهذا ما يفعله معظم أهل قريتنا حتى الآن، فدائما يتحدثون مع أولادهم عن قيمة هذه السيدة العظيمة افتخارا بها وبإنتمائها لقريتنا، يتابع: "كنت أتمنى أن أرى هذا الإهتمام الذى تحظى به كوكب الشرق لدى أهل بلدتنا من المسئولين والمثقفيين، فلا يجوز ان نجد دولة كإسرائيل رغم موقف أم كلثوم منها ومهاجمتها المستمرة لها، ورغم ذلك نجدهم يعطونها قدرا من الإهتمام كقيمة فنية كبيرة، أطلقوا اسمها على أحد شوارعهم الرئيسية، بالإضافة الى حرصهم من خلال اذاعتهم الرسمية على تخصيص موعد محدد فى السادسة من مساء كل يوم لتقديم فرقة باللغة العربية يذاع فيها اغنياتها بصفة مستمرة، وبالمناسبة تعتبر هى الإذاعة الوحيدة التى تفعل ذلك، وهذا ما يحزننى أن أجد دولة كإسرائيل تفعل ذلك فى الوقت الذى أهملت فيه أم كلثوم فى بلدها، وأعلم أن ما تفعله اسرائيل بتخليد ذكرى أم كلثوم هى وسيلة لتحقيق مخططاتها فى التطبيع، ولكن للأسف نحن من فعلنا ذلك وأعطيناهم الفرصة" .
"زيارة كل شهر"
عدلى يتابع روايته قائلا: "إلى جانب الدور الوطنى الذى لعبته كوكب الشرق وكان سببا فى فخر واعتزاز أهل قريتنا بها، كان لها أيضا دورا خدميا فى رعاية أهل البلدة والاهتمام بهم، فكانت حريصة فى بداية كل شهر على زيارة القرية محملة بالهدايا والمؤن لأهل القرية الفقراء، وكانت تستمر هذه الزيارة لعدة أيام تقضيها فى استراحتها الشخصية بعيدا عن زخم العمل ومشقته، كما كانت حريصة من وقت لأخر بإرسال المساعدات الى شقيقها الشيخ خالد ليتولى هو توزيعها على أهالى القرية فى حال عدم حضورها، وظلت على ذلك حتى فى آخر أيامها بعد أن أصابها المرض ولم تعد قادرة على السفر والحضور الى البلدة فكانت ترسل مساعداتها الى العمدة الذى تولى مسئولية القرية بعد وفاة شقيقها الشيخ خالد" .
حفيد شقيق كوكب الشرق يتابع قائلا: "الاستراحة كانت أحب وأفضل مكان بالنسبة لها، فكانت تأتى إليها مرة كل شهر حتى حينما كانت تقرر الحصول على أجازتها الصيفية والتى كانت عادة ما تقضيا فى مدينة رأس البر كانت تأتى إلى هنا اولا فالأجازة بالنسبة لها كانت الحضور إلى الاستراحة، تقضى بها معظم الوقت تتأمل ذكرياتها ولحظات فرحها وأحزانها، لذلك كانت دائما تفضل الجلوس بها منفردة بعيدا عن باقى أفراد الأسرة" .
"دائمًا فى القلب"
وحول طرق إحتفال أهل القرية بذكري ميلاده ورحيلها، يقول عدلى: "أم كلثوم فى قلوب كل سكان وأهالى القرية، ولكن لا يستطيعون التعبير عن فرحتهم أو حبهم لها فى صور الاحتفالات أو ما شابه ذلك، فمعظم سكان القرية بسطاء ليسوا ميسورى الحال ولا يمتلكون الامكانات المادية للانفاق على مثل هذه المناسبات، ولكن تختلف سبل احتفائهم بها وحبهم لها بطرق بسيطه مثلهم، كرسم "بورتريهات" لها أو نقش وكتابة بعض كلمات أغنياتها على الحوائط والجدران بمنازلهم ومحالهم التجارية، رغم أن ذلك من مسئوليات الدولة والجهات المعنية بذلك والتى من المفترض ان تشرف على فعاليات واحتفالات لإحياء ذكراها كالاحتفال بميلادها حتى وان كان فى اضيق نطاق ولو بالمركز الثقافى التابع لبلدتنا، ويضيف: هذا ما دفعنى بالإتفاق مع مركز السنبلاون الثقافى لتقديم عرضًا مسرحيا لمجموعة من أطفال القرية فى ذكرى وفاتها على أن يتم عرضه فى قريتنا إحياءً لذكراها" .
وعن طبيعة العرض، يوضح قائلا: "هو عرض اجتماعى يناقش قضايا اجتماعية لا يمت بصلة لأم كلثوم ولكن الفكرة أننا نقدم شيئا فنيا حتى وإن لم يكن عنها فى هذه المناسبة بدلا من أن تمر مرور الكرام دون أن يدرى أحد كما يحدث كل عام، وبالمناسبة أشارك فى هذا العرض برسم الديكورات واللوحات التعبيرية المستخدمة فى العرض" .
"الشهيد طارق"
خلال تفقد المنزل من الداخل لا حظنا أحد الجدران مزينًا ب "بورترية " لشاب فى مقتبل عمره، وعندما استفسرنا عنه، أوضح عدلى أنه يدعى الشهيد طارق ابن شقيقته وأحد أحفاد كوكب الشرق، قائلا: "خرج يوم جمعة الغضب فى أثناء مشاركته فى المظاهرات والمسيرات التى خرجت تطالب برحيل حسنى مبارك ولم يعد حتى جاءنا خبر استشهاده، وهذا البورتريه تخليدًا لذكراه" .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.