«الوطنية للانتخابات» تعلن إنتهاء التصويت في 31 مقرًا بالخارج    شيخ الأزهر يستقبل مدير كلية الدفاع الوطني ويتفقان على تعزيز التعاون المشترك    أحمد سالم ب كلمة أخيرة: استحقاق شهادات ال 1.5 تريليون جنيه اختبار صعب    غرفة التطوير العقاري تكشف عن خطوات محاسبة المطورين غير الجادين (فيديو)    بعثة الاتحاد الأوروبي تزور متحف ملوي ومنطقة بني حسن الأثرية بالمنيا    الكرملين يحذر من تأثير مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا    ريتشارد شيميرر: ترامب يضغط على نتنياهو لتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة    تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست    تشكيل برشلونة أمام جوادالاخارا في كأس ملك إسبانيا    ضبط قائد سيارة ملاكي للسير عكس الاتجاه وتعريض المواطنين للخطر بالجيزة    «البكالوريا الفنية».. شهادة جديدة لطلاب التعليم الفني بدءًا من العام المقبل    محمد رمضان عن وفاة والده: وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو (فيديو)    محافظ الجيزة يشارك في فعاليات الندوة العالمية لدار الإفتاء المصرية    الصحة توضح ضوابط استخدام عقار «التاميفلو» لعلاج الإنفلونزا    ضبط تاجري تموين لاستيلائهما على 2 طن سكر بدمنهور    افتتاح الدورة السابعة من مهرجان القاهرة للفيلم القصير بحضور يسري نصر الله وعائشة بن أحمد    «التموين» تنتهي من صرف مقررات ديسمبر بنسبة 70%    أنطوان سيمنيو بين السيتي واليونايتد.. من يحسم الصفقة؟    أمم إفريقيا - استدعاء لاعب نهضة بركان لتعويض مدافع أندرلخت في قائمة السنغال    لا إغلاق لأى مصنع.. خطة للتقنين ودعم العمالة وإبقاء تبعية هيئة القطن ل «الاستثمار»    الجيش الألماني ينهي مهمة نظام باتريوت لحماية المجال الجوي للناتو في بولندا    غزة تشهد جحيما إنسانيا.. الهيئة الدولية لدعم فلسطين تحذر من نقص المساعدات وعرقلة إدخال الكرفانات    نظر قضية المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما يناير المقبل    الأردن والسويد يؤكدان ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة    رئيس هيئة المحطات النووية يشارك في فعاليات المنتدى العربي السابع    إقبال في اليوم الثاني من إعادة انتخابات مجلس النواب 2025 بالأردن    ما حكم من يتسبب في قطيعة صلة الرحم؟.. "الإفتاء" تجيب    خبر في الجول - بينهم الزمالك.. رضا هيكل يدرس عروضا مختلفة قبل حسم مستقبله    الكشف على 1208 مواطنين ضمن القافلة الطبية بقرية أبو جازية بالإسماعيلية    وزير الثقافة يعتمد أجندة فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية    التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة    افتتاح متحف قرّاء القرآن الكريم بالعاصمة الجديدة: هنو يشيد بتقدير الدولة للقراء.. والأزهري: خطوة للحفاظ على الهوية الدينية    خالد الجندي: لن ندخل الجنة بأعمالنا    حلمي عبد الباقي يرد على توجيه اتهامات له في التحقيق: غير صحيح    نداهة فرسان الشرق بالرقص الحديث في مسرح الجمهورية    البورصة تخسر 22 مليار جنيه بختام تعاملات منتصف الأسبوع    أردوغان: انتهاكات إسرائيل لأراضي سوريا أكبر تهديد لاستقرارها    إغلاق ملف فيتوريا رسميًا.. تسوية نهائية بين المدرب واتحاد الكرة في «CAS»    الندوة الدولية الثانية للإفتاء تدين التهجير القسري وتوضِّح سُبل النصرة الشرعية والإنسانية    ذا بيست.. دوناروما أفضل حارس مرمى في العالم 2025    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل جواهرجى البحيرة إلى يوم 12 يناير    اعتدى على أطفال وصورهم.. تجديد حبس مدرب أكاديمية الكرة بالمنصورة    الصحة تُحذر من تخزين المضاد الحيوي واستعماله مرة أخرى    * رئيس هيئة الاستثمار يثمن دور "نَوَاه العلمية" في تعزيز الابتكار والمعرفة ويؤكد دعم الهيئة المستمر للقطاع العلمي    «المصدر» تنشر لائحة النظام الأساسي للنقابة العامة للعاملين بالتعليم والبحث العلمى    هل تلتزم إدارة ترمب بنشر ملفات إبستين كاملة؟ ترقّب واسع لكشف الوثائق قبل الجمعة    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 16ديسمبر 2025 فى المنيا    جولة مفاجئة لمدير "تعليم الجيزة" في مدارس العمرانية    من المنزل إلى المستشفى.. خريطة التعامل الصحي مع أعراض إنفلونزا h1n1    رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: الاعتماد مسار شامل للتطوير وليس إجراءً إداريًا    الزمالك يجدد ثقته في نزاهة جهات التحقيق في أرض أكتوبر ويؤكد التزامه الكامل بالقانون في قضية أرض أكتوبر (بيان رسمي)    دغموم: الزمالك فاوضني من قبل.. وأقدم أفضل مواسمي مع المصري    عضو بالأزهر: الإنترنت مليء بمعلومات غير موثوقة عن الدين والحلال والحرام    «التضامن الاجتماعي» تعلن فتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية لموسم 1447ه    قانون العمل الجديد يُلزم أصحاب العمل بإنشاء دور حضانة لرعاية الأطفال    مديرية الطب البيطري بالقاهرة: لا مكان سيستوعب كل الكلاب الضالة.. وستكون متاحة للتبني بعد تطعيمها    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر في سوق العبور للجملة    محمد القس يشيد بزملائه ويكشف عن نجومه المفضلين: «السقا أجدع فنان.. وأتمنى التعاون مع منى زكي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استراحة ثومة تحولت ل "عشة فراخ"!

من بلدة صغيرة تدعي "طماي الزهايرة"، مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، جاءت "فاطمة إبراهيم البلتاجي" – الاسم الحقيقى لكوكب الشرق أم كلثوم، لتتسيد عرش الغناء العربي، التى ولدت في منزل متواضع لأسرة ريفية، ضاق بها الحال فإستندت إلى طفلتها صاحبة الصوت النادر أملا فى الرزق، بدأت حياتها كمنشدة دينية، وجابت كل قري المحافظة، تنشد وتغنى، حتى سافرت إلى القاهرة لتبدأ رحلة الإحتراف، فبعد فترة قليلة لمع صوت أم كلثوم، ليضئ مصر والعالم العربي، بل والعالم أجمع، إلا أن هذا النجاح الكبير لم يمنع أم كلثوم من زيارة بلدتها مرة كل شهر، لتمكث فى استراحتها هناك بحثًا عن الهدوء والراحة، بعيدًا عن صخب العمل، وأيضًا لزيارة أهلها، وتوزيع الهدايا والعطايا على الفقراء.. فى الذكري الأربعين على رحيل كوكب الشرق، إنتقلت "أخبار النجوم" لمسقط رأسها، وزارت منزلها والإستراحة الخاصة بها..
قطعنا رحلة طويلة فى سبيل الوصول إلى قرية طماى الزهايرة، 10 دقائق تقريبًا تفصل القرية عن مركز السنبلاوين، الكل يتشوق لرؤية مسقط رأس "الست ثومة" التى أبهرت العالم بفنها، وصوتها الخالد أبد الدهر، على مدخل القرية لا يوجد دليل أو لافته تحمل اسم "طماي الزهايرة"، الطابع الريفى الأصيل مازالت القرية تحتفظ به، بعيدًا عن المد العمراني، وعلى الرغم من مرور السنوات، إلا أن المنازل لم يطلها التغيير، لتبقى محتفظة بأصالتها وعبقها، صور سيدة الغناء منقوشة على المنازل، والمحال والمقاهي، إعتزازًا بابنة بلدتهم، التى رفعت اسم قريتهم عاليًا، ليعرفها القاصى والداني.
"بداية الرحلة"
ترجلنا بحثًا عن منزل كوكب الشرق، تجولنا فى الشوارع سائلين المارة عن المنزل، وإتجهنا نحوه بحسب وصف أحدهم الذى إصطحبنا إليه، 10 دقائق سيرًا على الأقدام، قدم خلالها هذا الرجل وصفًا للمنزل، ومدى اهتمام أهل القرية به، إيمانًا منهم بأهميته وتاريخه، تركنا الرجل فئ منتصف الطريق، وإستكملنا السير، لنقف أمام منزل متهاك، إنتابتنا الدهشة، لعلنا أخطأنا فى العنوان، ليصدمنا أحد المارة قائلا: "إنها استراحة الست"، الكلام لا يخرج، والدهشة سيدة الموقف، وكان لسان حالنا يردد متسائلا: "أهذا منزل كوكب الشرق؟، واأسفاه"، استراحة ثومة التى كانت ملازها ومصقدها للراحة تحولت ل "عشة فراخ"، مصيبة بكل المقاييس، فقد ضاع التاريخ، وذكريات ثومة ويبدو أن جسدها الذى وارى الثرى، أخذ معه كل ذكريات طفولتها.
"شارع أم كلثوم"
فى الشارع المؤدي لمنزل أم كلثوم وجدنا لا فته مدون عليها عبارة "شارع أم كلثوم"، لا حظنا بعض الرسومات والنقوشات المدونة بالجير على المنزل منها، "أنا الشعب لا أرضى بالخلود بديلا"، لكن المنزل لم يتبق منه سوي أطلال أكل عليها الدهر وشرب، لكن مازالت هناك لافته هربت من فعل الإهمال مدون عليها "منزل الشيخ إبراهيم البلتاجي مؤذن قرية طماي الزهايرة"، فهو مكون من جزءين، الأول المنزل القديم الذى ولدت فيه كوكب الشروق وهو عبارة عن طابقيين، يسكنه ورثة الشيخ خالد البلتاجى شقيق أم كلثوم، وعلى الرغم من التغييرات التى آجراها عليه الورثه إلا أنه يبدو متهالكا وضيقا للغاية بعد أن تقلصت مساحته التى كان عليها فى السابق، أما الجزء الثانى فهو الاستراحة الخاصة بكوكب الشرق والتى بنتها بعد وفاة والدها، عبارة عن بناية من دور واحد خلف البيت الأساسى للأسرة وهو الجزء الوحيد من المنزل الذى لم تجرى عليه أي تعديلات منذ وفاتها باستثناء هدم الدور الثانى منه، والذى سقت بمرور الزمن نظرا للإهمال الشديد الذى تعرض له وضعف الامكانات المادية للورثة المقيمين بالمنزل والتى لم تتح لهم الفرصة لترميم الاستراحة أو حتى الجزء الخاص بالمنزل الذين يقطنون فيه .
"أطلال"
طوفنا حول المنزل والإستراحة لنرصد حالتهما، كلاهما فى حالة مردية لا يرثى لها، لا ترقى لتخليد ذكري كوكب الشرق، لا سيما أنه الشئ الوحيد الباقى من رائحها، وكان شاهدًا على مراحل عمرها المختلفة؛ وعلى الرغم من أن سيدة الغناء ليست فى حاجة لأشياء تخلدها لأن صوتها كفيل بإحياء ذكراها، فثومة لا يسمح الدهر بتكرارها، فلن يجود بمثلها، ولكن كان من الأولى الإهتمام بمنزلها ليكون مزارًا لعشاقها فى جميع أنحاء العالم، بدلا من أن يتحول لحظيرة لتربية الطيور.
"الورثة"
مازال ورثة وأحفاد الشيخ خالد البلتاجى شقيق أم كلثوم، عدلى وخالد سمير خالد، يقطنون بالمنزل حتى الآن حيث ورثا المنزل عن جدهما الشيخ خالد.
إلتقينا الحديث عدلى سمير حفيد الشيح خالد، والذى يعمل فنانا تشكيليا بقصر ثقافة السنبلاوين، ليروى حكاية المنزل وما طاله من إهمال، قائلا: "المنزل تعرض لحالة إهمال شديدة وسقطت منه أجزاء كثيرة مع مرور الزمن، كما أن الجزء الخاص ببيت الشيخ إبراهيم والد أم كلثوم قد هدم وقمنا بإعادة بنائه من جديد بعد ان تهدمت نصف مساحته وزعت على الورثة الشرعيين، أما الجزء الخاص بإستراحة أم كلثوم فمازال كما ببنائها القديم لم يطرأ عليها شيئًا باستثناء سقوط الطابق الأعلى منها، والذى تهاوى لعدم قدرتنا المادية على ترميمها" .
"شعور بالخجل"
حفيد الشيخ خالد يضيف: "للأسف كنا نأمل فى موقف جاد وحازم من وزارة الثقافة والجهات المعنية فى التدخل وانقاذ ما تبقى من المنزل أو على الأقل ترميم استراحتها الخاصة بإعتباره الاثر الوحيد الباقى لها، لكن فوجئنا بتخاذل جميع الجهات حتى أننا قمنا بإرسال خطابات رسمية وأبدينا استعدادنا فى التنازل عن ملكية استراحتها الشخصية لصالح الجهة المعنية التى ستقوم بترميمها وتحويلها الى متحف ومزارا لعشاقها ومحبيها، ولكن دون جدوى".
بدا على وجه عدلى علامات الحزن حين قال: "نشعر بالخجل، من زوار المنزل، فهم يأتون وفى أذهانهم أنهم سيرون منزلا يليق بتاريخ كوكب الشرق، وقد توافد علينا زائرون من بلدان عربية عديدة منها تونس والمغرب، ولكن للأسف نخجل من استضافتهم، وإتاحة الفرصة لهم فى التجول داخل المنزل والاستراحة، والكل يوجه لنا سؤالا واحدا ما سبب هذا الإهمال؟، ونرد عليهم بأن الدولة لا تلقى بالا بهذه القيمة التاريخية والفنية".
"المنزل قديمًا"
وعن حالة المنزل فى القدم، يستطرد عدلى قائلا: "كانت الجنائن تحيط بإستراحة الست، وأيضا كانت هناك مساحات واسعة تحيط به، لكن كل هذا إندثر بفعل الزمن، فمعظم الأراضى التى تحيط بالمنزل والإسراحة كانت ملكًا لعائلتنا، ولكن بعد وفاة أم كلثوم تم تقسيمها على الورثة الشرعيين، الذين باعوها للأغراب، وتحولت إلى مبان تحاصرنا من كافة الجهات، حتى قطعة الأرض التى تقع خلف الإسراحة، فكانت مساحتها كبيرة جدا ولكن تم بيعها وتحولت الى "جراج" سيارات، وبالتالى أصبح المنزل واستراحته محاصر من جميع الجهات، وبالمناسبة هذه الأرض قبل بيعها كنا نفكر فى استغلالها فى إنشاء متحف لكوكب الشرق لاعتبارها الأقرب لإستراحتها، حيث كان هذا الاقتراح ضمن محاولاتنا التى قمنا بها مع المسئولين لترميم الاستراحة والاهتمام بها، وهى ايضا المحاولة الوحيدة التى تم الاستجابة لها، وبالفعل تمت الموافقة على المشروع وتم وضع حجر الاساس له، فى الارض المجاورة للاستراحة، ولم تمر أيام قليلة حتى اقيمت حركة تغيير للمحافظين وأقيل المحافظ الذى تحمس للمشروع، وهدم الحجر ومعه المشروع".
"ذكريات"
على الرغم من صغر سنه عند رحيل كوكب الشرق، إلا أن عدلى كان له نصيبا وحظا فى الاحتكاك بها والتعامل معها وهو ما أوضحه قائلا: "كنت وقتها فى الخامسة من عمرى، كما كنت أقضى أغلب وقتى بصحبتها، وحتى بعد وفاتها ظلت مواقفها وسيرتها العطرة حاضرة بيننا، فكان والدى دائما ما يحدثنا عنها فى كبرنا وعن مواقفها الوطنية ومدى عشقها لهذا البلد وشعبه فعلا وقولا، وهو ما دفعها لتخصيص ريع معظم حفلاتها فى الفترة الاخيرة من حياتها لصالح المجهود الحربى عقب النكسة، وغيرها من المواقف الوطنية التى ما زالت تؤرخ حتى الآن كنموذج للوطنية، وهذا ما يفعله معظم أهل قريتنا حتى الآن، فدائما يتحدثون مع أولادهم عن قيمة هذه السيدة العظيمة افتخارا بها وبإنتمائها لقريتنا، يتابع: "كنت أتمنى أن أرى هذا الإهتمام الذى تحظى به كوكب الشرق لدى أهل بلدتنا من المسئولين والمثقفيين، فلا يجوز ان نجد دولة كإسرائيل رغم موقف أم كلثوم منها ومهاجمتها المستمرة لها، ورغم ذلك نجدهم يعطونها قدرا من الإهتمام كقيمة فنية كبيرة، أطلقوا اسمها على أحد شوارعهم الرئيسية، بالإضافة الى حرصهم من خلال اذاعتهم الرسمية على تخصيص موعد محدد فى السادسة من مساء كل يوم لتقديم فرقة باللغة العربية يذاع فيها اغنياتها بصفة مستمرة، وبالمناسبة تعتبر هى الإذاعة الوحيدة التى تفعل ذلك، وهذا ما يحزننى أن أجد دولة كإسرائيل تفعل ذلك فى الوقت الذى أهملت فيه أم كلثوم فى بلدها، وأعلم أن ما تفعله اسرائيل بتخليد ذكرى أم كلثوم هى وسيلة لتحقيق مخططاتها فى التطبيع، ولكن للأسف نحن من فعلنا ذلك وأعطيناهم الفرصة" .
"زيارة كل شهر"
عدلى يتابع روايته قائلا: "إلى جانب الدور الوطنى الذى لعبته كوكب الشرق وكان سببا فى فخر واعتزاز أهل قريتنا بها، كان لها أيضا دورا خدميا فى رعاية أهل البلدة والاهتمام بهم، فكانت حريصة فى بداية كل شهر على زيارة القرية محملة بالهدايا والمؤن لأهل القرية الفقراء، وكانت تستمر هذه الزيارة لعدة أيام تقضيها فى استراحتها الشخصية بعيدا عن زخم العمل ومشقته، كما كانت حريصة من وقت لأخر بإرسال المساعدات الى شقيقها الشيخ خالد ليتولى هو توزيعها على أهالى القرية فى حال عدم حضورها، وظلت على ذلك حتى فى آخر أيامها بعد أن أصابها المرض ولم تعد قادرة على السفر والحضور الى البلدة فكانت ترسل مساعداتها الى العمدة الذى تولى مسئولية القرية بعد وفاة شقيقها الشيخ خالد" .
حفيد شقيق كوكب الشرق يتابع قائلا: "الاستراحة كانت أحب وأفضل مكان بالنسبة لها، فكانت تأتى إليها مرة كل شهر حتى حينما كانت تقرر الحصول على أجازتها الصيفية والتى كانت عادة ما تقضيا فى مدينة رأس البر كانت تأتى إلى هنا اولا فالأجازة بالنسبة لها كانت الحضور إلى الاستراحة، تقضى بها معظم الوقت تتأمل ذكرياتها ولحظات فرحها وأحزانها، لذلك كانت دائما تفضل الجلوس بها منفردة بعيدا عن باقى أفراد الأسرة" .
"دائمًا فى القلب"
وحول طرق إحتفال أهل القرية بذكري ميلاده ورحيلها، يقول عدلى: "أم كلثوم فى قلوب كل سكان وأهالى القرية، ولكن لا يستطيعون التعبير عن فرحتهم أو حبهم لها فى صور الاحتفالات أو ما شابه ذلك، فمعظم سكان القرية بسطاء ليسوا ميسورى الحال ولا يمتلكون الامكانات المادية للانفاق على مثل هذه المناسبات، ولكن تختلف سبل احتفائهم بها وحبهم لها بطرق بسيطه مثلهم، كرسم "بورتريهات" لها أو نقش وكتابة بعض كلمات أغنياتها على الحوائط والجدران بمنازلهم ومحالهم التجارية، رغم أن ذلك من مسئوليات الدولة والجهات المعنية بذلك والتى من المفترض ان تشرف على فعاليات واحتفالات لإحياء ذكراها كالاحتفال بميلادها حتى وان كان فى اضيق نطاق ولو بالمركز الثقافى التابع لبلدتنا، ويضيف: هذا ما دفعنى بالإتفاق مع مركز السنبلاون الثقافى لتقديم عرضًا مسرحيا لمجموعة من أطفال القرية فى ذكرى وفاتها على أن يتم عرضه فى قريتنا إحياءً لذكراها" .
وعن طبيعة العرض، يوضح قائلا: "هو عرض اجتماعى يناقش قضايا اجتماعية لا يمت بصلة لأم كلثوم ولكن الفكرة أننا نقدم شيئا فنيا حتى وإن لم يكن عنها فى هذه المناسبة بدلا من أن تمر مرور الكرام دون أن يدرى أحد كما يحدث كل عام، وبالمناسبة أشارك فى هذا العرض برسم الديكورات واللوحات التعبيرية المستخدمة فى العرض" .
"الشهيد طارق"
خلال تفقد المنزل من الداخل لا حظنا أحد الجدران مزينًا ب "بورترية " لشاب فى مقتبل عمره، وعندما استفسرنا عنه، أوضح عدلى أنه يدعى الشهيد طارق ابن شقيقته وأحد أحفاد كوكب الشرق، قائلا: "خرج يوم جمعة الغضب فى أثناء مشاركته فى المظاهرات والمسيرات التى خرجت تطالب برحيل حسنى مبارك ولم يعد حتى جاءنا خبر استشهاده، وهذا البورتريه تخليدًا لذكراه" .
من بلدة صغيرة تدعي "طماي الزهايرة"، مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، جاءت "فاطمة إبراهيم البلتاجي" – الاسم الحقيقى لكوكب الشرق أم كلثوم، لتتسيد عرش الغناء العربي، التى ولدت في منزل متواضع لأسرة ريفية، ضاق بها الحال فإستندت إلى طفلتها صاحبة الصوت النادر أملا فى الرزق، بدأت حياتها كمنشدة دينية، وجابت كل قري المحافظة، تنشد وتغنى، حتى سافرت إلى القاهرة لتبدأ رحلة الإحتراف، فبعد فترة قليلة لمع صوت أم كلثوم، ليضئ مصر والعالم العربي، بل والعالم أجمع، إلا أن هذا النجاح الكبير لم يمنع أم كلثوم من زيارة بلدتها مرة كل شهر، لتمكث فى استراحتها هناك بحثًا عن الهدوء والراحة، بعيدًا عن صخب العمل، وأيضًا لزيارة أهلها، وتوزيع الهدايا والعطايا على الفقراء.. فى الذكري الأربعين على رحيل كوكب الشرق، إنتقلت "أخبار النجوم" لمسقط رأسها، وزارت منزلها والإستراحة الخاصة بها..
قطعنا رحلة طويلة فى سبيل الوصول إلى قرية طماى الزهايرة، 10 دقائق تقريبًا تفصل القرية عن مركز السنبلاوين، الكل يتشوق لرؤية مسقط رأس "الست ثومة" التى أبهرت العالم بفنها، وصوتها الخالد أبد الدهر، على مدخل القرية لا يوجد دليل أو لافته تحمل اسم "طماي الزهايرة"، الطابع الريفى الأصيل مازالت القرية تحتفظ به، بعيدًا عن المد العمراني، وعلى الرغم من مرور السنوات، إلا أن المنازل لم يطلها التغيير، لتبقى محتفظة بأصالتها وعبقها، صور سيدة الغناء منقوشة على المنازل، والمحال والمقاهي، إعتزازًا بابنة بلدتهم، التى رفعت اسم قريتهم عاليًا، ليعرفها القاصى والداني.
"بداية الرحلة"
ترجلنا بحثًا عن منزل كوكب الشرق، تجولنا فى الشوارع سائلين المارة عن المنزل، وإتجهنا نحوه بحسب وصف أحدهم الذى إصطحبنا إليه، 10 دقائق سيرًا على الأقدام، قدم خلالها هذا الرجل وصفًا للمنزل، ومدى اهتمام أهل القرية به، إيمانًا منهم بأهميته وتاريخه، تركنا الرجل فئ منتصف الطريق، وإستكملنا السير، لنقف أمام منزل متهاك، إنتابتنا الدهشة، لعلنا أخطأنا فى العنوان، ليصدمنا أحد المارة قائلا: "إنها استراحة الست"، الكلام لا يخرج، والدهشة سيدة الموقف، وكان لسان حالنا يردد متسائلا: "أهذا منزل كوكب الشرق؟، واأسفاه"، استراحة ثومة التى كانت ملازها ومصقدها للراحة تحولت ل "عشة فراخ"، مصيبة بكل المقاييس، فقد ضاع التاريخ، وذكريات ثومة ويبدو أن جسدها الذى وارى الثرى، أخذ معه كل ذكريات طفولتها.
"شارع أم كلثوم"
فى الشارع المؤدي لمنزل أم كلثوم وجدنا لا فته مدون عليها عبارة "شارع أم كلثوم"، لا حظنا بعض الرسومات والنقوشات المدونة بالجير على المنزل منها، "أنا الشعب لا أرضى بالخلود بديلا"، لكن المنزل لم يتبق منه سوي أطلال أكل عليها الدهر وشرب، لكن مازالت هناك لافته هربت من فعل الإهمال مدون عليها "منزل الشيخ إبراهيم البلتاجي مؤذن قرية طماي الزهايرة"، فهو مكون من جزءين، الأول المنزل القديم الذى ولدت فيه كوكب الشروق وهو عبارة عن طابقيين، يسكنه ورثة الشيخ خالد البلتاجى شقيق أم كلثوم، وعلى الرغم من التغييرات التى آجراها عليه الورثه إلا أنه يبدو متهالكا وضيقا للغاية بعد أن تقلصت مساحته التى كان عليها فى السابق، أما الجزء الثانى فهو الاستراحة الخاصة بكوكب الشرق والتى بنتها بعد وفاة والدها، عبارة عن بناية من دور واحد خلف البيت الأساسى للأسرة وهو الجزء الوحيد من المنزل الذى لم تجرى عليه أي تعديلات منذ وفاتها باستثناء هدم الدور الثانى منه، والذى سقت بمرور الزمن نظرا للإهمال الشديد الذى تعرض له وضعف الامكانات المادية للورثة المقيمين بالمنزل والتى لم تتح لهم الفرصة لترميم الاستراحة أو حتى الجزء الخاص بالمنزل الذين يقطنون فيه .
"أطلال"
طوفنا حول المنزل والإستراحة لنرصد حالتهما، كلاهما فى حالة مردية لا يرثى لها، لا ترقى لتخليد ذكري كوكب الشرق، لا سيما أنه الشئ الوحيد الباقى من رائحها، وكان شاهدًا على مراحل عمرها المختلفة؛ وعلى الرغم من أن سيدة الغناء ليست فى حاجة لأشياء تخلدها لأن صوتها كفيل بإحياء ذكراها، فثومة لا يسمح الدهر بتكرارها، فلن يجود بمثلها، ولكن كان من الأولى الإهتمام بمنزلها ليكون مزارًا لعشاقها فى جميع أنحاء العالم، بدلا من أن يتحول لحظيرة لتربية الطيور.
"الورثة"
مازال ورثة وأحفاد الشيخ خالد البلتاجى شقيق أم كلثوم، عدلى وخالد سمير خالد، يقطنون بالمنزل حتى الآن حيث ورثا المنزل عن جدهما الشيخ خالد.
إلتقينا الحديث عدلى سمير حفيد الشيح خالد، والذى يعمل فنانا تشكيليا بقصر ثقافة السنبلاوين، ليروى حكاية المنزل وما طاله من إهمال، قائلا: "المنزل تعرض لحالة إهمال شديدة وسقطت منه أجزاء كثيرة مع مرور الزمن، كما أن الجزء الخاص ببيت الشيخ إبراهيم والد أم كلثوم قد هدم وقمنا بإعادة بنائه من جديد بعد ان تهدمت نصف مساحته وزعت على الورثة الشرعيين، أما الجزء الخاص بإستراحة أم كلثوم فمازال كما ببنائها القديم لم يطرأ عليها شيئًا باستثناء سقوط الطابق الأعلى منها، والذى تهاوى لعدم قدرتنا المادية على ترميمها" .
"شعور بالخجل"
حفيد الشيخ خالد يضيف: "للأسف كنا نأمل فى موقف جاد وحازم من وزارة الثقافة والجهات المعنية فى التدخل وانقاذ ما تبقى من المنزل أو على الأقل ترميم استراحتها الخاصة بإعتباره الاثر الوحيد الباقى لها، لكن فوجئنا بتخاذل جميع الجهات حتى أننا قمنا بإرسال خطابات رسمية وأبدينا استعدادنا فى التنازل عن ملكية استراحتها الشخصية لصالح الجهة المعنية التى ستقوم بترميمها وتحويلها الى متحف ومزارا لعشاقها ومحبيها، ولكن دون جدوى".
بدا على وجه عدلى علامات الحزن حين قال: "نشعر بالخجل، من زوار المنزل، فهم يأتون وفى أذهانهم أنهم سيرون منزلا يليق بتاريخ كوكب الشرق، وقد توافد علينا زائرون من بلدان عربية عديدة منها تونس والمغرب، ولكن للأسف نخجل من استضافتهم، وإتاحة الفرصة لهم فى التجول داخل المنزل والاستراحة، والكل يوجه لنا سؤالا واحدا ما سبب هذا الإهمال؟، ونرد عليهم بأن الدولة لا تلقى بالا بهذه القيمة التاريخية والفنية".
"المنزل قديمًا"
وعن حالة المنزل فى القدم، يستطرد عدلى قائلا: "كانت الجنائن تحيط بإستراحة الست، وأيضا كانت هناك مساحات واسعة تحيط به، لكن كل هذا إندثر بفعل الزمن، فمعظم الأراضى التى تحيط بالمنزل والإسراحة كانت ملكًا لعائلتنا، ولكن بعد وفاة أم كلثوم تم تقسيمها على الورثة الشرعيين، الذين باعوها للأغراب، وتحولت إلى مبان تحاصرنا من كافة الجهات، حتى قطعة الأرض التى تقع خلف الإسراحة، فكانت مساحتها كبيرة جدا ولكن تم بيعها وتحولت الى "جراج" سيارات، وبالتالى أصبح المنزل واستراحته محاصر من جميع الجهات، وبالمناسبة هذه الأرض قبل بيعها كنا نفكر فى استغلالها فى إنشاء متحف لكوكب الشرق لاعتبارها الأقرب لإستراحتها، حيث كان هذا الاقتراح ضمن محاولاتنا التى قمنا بها مع المسئولين لترميم الاستراحة والاهتمام بها، وهى ايضا المحاولة الوحيدة التى تم الاستجابة لها، وبالفعل تمت الموافقة على المشروع وتم وضع حجر الاساس له، فى الارض المجاورة للاستراحة، ولم تمر أيام قليلة حتى اقيمت حركة تغيير للمحافظين وأقيل المحافظ الذى تحمس للمشروع، وهدم الحجر ومعه المشروع".
"ذكريات"
على الرغم من صغر سنه عند رحيل كوكب الشرق، إلا أن عدلى كان له نصيبا وحظا فى الاحتكاك بها والتعامل معها وهو ما أوضحه قائلا: "كنت وقتها فى الخامسة من عمرى، كما كنت أقضى أغلب وقتى بصحبتها، وحتى بعد وفاتها ظلت مواقفها وسيرتها العطرة حاضرة بيننا، فكان والدى دائما ما يحدثنا عنها فى كبرنا وعن مواقفها الوطنية ومدى عشقها لهذا البلد وشعبه فعلا وقولا، وهو ما دفعها لتخصيص ريع معظم حفلاتها فى الفترة الاخيرة من حياتها لصالح المجهود الحربى عقب النكسة، وغيرها من المواقف الوطنية التى ما زالت تؤرخ حتى الآن كنموذج للوطنية، وهذا ما يفعله معظم أهل قريتنا حتى الآن، فدائما يتحدثون مع أولادهم عن قيمة هذه السيدة العظيمة افتخارا بها وبإنتمائها لقريتنا، يتابع: "كنت أتمنى أن أرى هذا الإهتمام الذى تحظى به كوكب الشرق لدى أهل بلدتنا من المسئولين والمثقفيين، فلا يجوز ان نجد دولة كإسرائيل رغم موقف أم كلثوم منها ومهاجمتها المستمرة لها، ورغم ذلك نجدهم يعطونها قدرا من الإهتمام كقيمة فنية كبيرة، أطلقوا اسمها على أحد شوارعهم الرئيسية، بالإضافة الى حرصهم من خلال اذاعتهم الرسمية على تخصيص موعد محدد فى السادسة من مساء كل يوم لتقديم فرقة باللغة العربية يذاع فيها اغنياتها بصفة مستمرة، وبالمناسبة تعتبر هى الإذاعة الوحيدة التى تفعل ذلك، وهذا ما يحزننى أن أجد دولة كإسرائيل تفعل ذلك فى الوقت الذى أهملت فيه أم كلثوم فى بلدها، وأعلم أن ما تفعله اسرائيل بتخليد ذكرى أم كلثوم هى وسيلة لتحقيق مخططاتها فى التطبيع، ولكن للأسف نحن من فعلنا ذلك وأعطيناهم الفرصة" .
"زيارة كل شهر"
عدلى يتابع روايته قائلا: "إلى جانب الدور الوطنى الذى لعبته كوكب الشرق وكان سببا فى فخر واعتزاز أهل قريتنا بها، كان لها أيضا دورا خدميا فى رعاية أهل البلدة والاهتمام بهم، فكانت حريصة فى بداية كل شهر على زيارة القرية محملة بالهدايا والمؤن لأهل القرية الفقراء، وكانت تستمر هذه الزيارة لعدة أيام تقضيها فى استراحتها الشخصية بعيدا عن زخم العمل ومشقته، كما كانت حريصة من وقت لأخر بإرسال المساعدات الى شقيقها الشيخ خالد ليتولى هو توزيعها على أهالى القرية فى حال عدم حضورها، وظلت على ذلك حتى فى آخر أيامها بعد أن أصابها المرض ولم تعد قادرة على السفر والحضور الى البلدة فكانت ترسل مساعداتها الى العمدة الذى تولى مسئولية القرية بعد وفاة شقيقها الشيخ خالد" .
حفيد شقيق كوكب الشرق يتابع قائلا: "الاستراحة كانت أحب وأفضل مكان بالنسبة لها، فكانت تأتى إليها مرة كل شهر حتى حينما كانت تقرر الحصول على أجازتها الصيفية والتى كانت عادة ما تقضيا فى مدينة رأس البر كانت تأتى إلى هنا اولا فالأجازة بالنسبة لها كانت الحضور إلى الاستراحة، تقضى بها معظم الوقت تتأمل ذكرياتها ولحظات فرحها وأحزانها، لذلك كانت دائما تفضل الجلوس بها منفردة بعيدا عن باقى أفراد الأسرة" .
"دائمًا فى القلب"
وحول طرق إحتفال أهل القرية بذكري ميلاده ورحيلها، يقول عدلى: "أم كلثوم فى قلوب كل سكان وأهالى القرية، ولكن لا يستطيعون التعبير عن فرحتهم أو حبهم لها فى صور الاحتفالات أو ما شابه ذلك، فمعظم سكان القرية بسطاء ليسوا ميسورى الحال ولا يمتلكون الامكانات المادية للانفاق على مثل هذه المناسبات، ولكن تختلف سبل احتفائهم بها وحبهم لها بطرق بسيطه مثلهم، كرسم "بورتريهات" لها أو نقش وكتابة بعض كلمات أغنياتها على الحوائط والجدران بمنازلهم ومحالهم التجارية، رغم أن ذلك من مسئوليات الدولة والجهات المعنية بذلك والتى من المفترض ان تشرف على فعاليات واحتفالات لإحياء ذكراها كالاحتفال بميلادها حتى وان كان فى اضيق نطاق ولو بالمركز الثقافى التابع لبلدتنا، ويضيف: هذا ما دفعنى بالإتفاق مع مركز السنبلاون الثقافى لتقديم عرضًا مسرحيا لمجموعة من أطفال القرية فى ذكرى وفاتها على أن يتم عرضه فى قريتنا إحياءً لذكراها" .
وعن طبيعة العرض، يوضح قائلا: "هو عرض اجتماعى يناقش قضايا اجتماعية لا يمت بصلة لأم كلثوم ولكن الفكرة أننا نقدم شيئا فنيا حتى وإن لم يكن عنها فى هذه المناسبة بدلا من أن تمر مرور الكرام دون أن يدرى أحد كما يحدث كل عام، وبالمناسبة أشارك فى هذا العرض برسم الديكورات واللوحات التعبيرية المستخدمة فى العرض" .
"الشهيد طارق"
خلال تفقد المنزل من الداخل لا حظنا أحد الجدران مزينًا ب "بورترية " لشاب فى مقتبل عمره، وعندما استفسرنا عنه، أوضح عدلى أنه يدعى الشهيد طارق ابن شقيقته وأحد أحفاد كوكب الشرق، قائلا: "خرج يوم جمعة الغضب فى أثناء مشاركته فى المظاهرات والمسيرات التى خرجت تطالب برحيل حسنى مبارك ولم يعد حتى جاءنا خبر استشهاده، وهذا البورتريه تخليدًا لذكراه" .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.