روت الإذاعية الكبيرة آمال فهمى ذكرياتها مع كوكب الشرق بمناسبة مرور 114 عاما على ميلاد أم كلثوم، وقالت أنا من كثرة عشقى لأم كلثوم كونت وأنا طالبة بقسم اللغة العربية بكلية الأداب حزبا أطلقت عليه "غلبت أصالح فى روحى"، حيث كنت أقوم بغناء أغانيها، وكان زميلى "عبدالرحمن فهمى" والد الموسيقار "ياسر عبدالرحمن" يصاحبنى من خلال عزفه على آلة "الكمانجة". وقالت: عندما توليت منصب مدير عام "إذاعة الشرق الأوسط"، فوجئت بقيام أم كلثوم بمنع أغانيها عن إذاعة الشرق الأوسط، وكان السبب هو أن "مفيد فوزى" كان يعد على إذاعة الشرق الأوسط وقتها برنامجا من تقديم "سناء منصور"، وجاء فى البرنامج ما اعتبرته أم كلثوم إساءة لشخصها، وما كان منى إلا أن قمت بوقف "مفيد فوزى" عن الاستمرار فى إعداد البرنامج. وأضافت فهمى: كانت تربطنى علاقة جيدة بالعاملين فى منزلها، وخاصة مديرة البيت "إحسان"، فاتصلت بها فى اليوم الذى كانت أم كلثوم ستغنى فيه أغنية "الأطلال" لأول مرة، وكنت أنا من سيذيع الحفل على الهواء مباشرة من سينما قصر النيل وعرفت منها ما تناولته أم كلثوم فى الغداء، وقبل الحفل بدقائق صعدت إليها على المسرح وأخبرتها بأننى سأخبر الجمهور عما أكلته في ذلك اليوم، فاستدرجتنى بذكائها المعتاد لتعرف منى من الذى قال لى وعندما أخبرتها استشاطت غضبًا وتدخل "عبده صالح" و"أحمد الحفناوى"؛ لاحتواء الموقف، وعندما سمعت الأغنية تساقطت الدموع من عينى دون أن أشعر؛ لأننى لم أتصور أن أكون أنا السبب فى انفعال وغضب كوكب الشرق، وبعد انتهاء الحفل ذهبت إليها لأعتذر لها فقالت لى: يا آمال معقوله تقولى للناس وأنا هغنى يا حبيبى كل شىء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء، إنى أنا أكلت فى الغداء كذا وكذا؟! هناك أشياء لا يصح أن تذاع على الجمهور، فعلمتنى يومها درسًا فى الإعلام لم أنسه حتى الآن، وكنت أقرب مذيعات الإذاعة إلى قلبها. واستطردت: أشعر بالحزن والأسى وأنا أمر على منزلها فى طريقى إلى العمل؛ فقد قام ورثتها حسن الحفناوى ومحمد دسوقى ببيعه بعد وفاتها طمعًا فى المال، مع أنهما لو جعلاه متحفًا بتذكرة بجنيه واحد لحصلا على أضعاف ما حصلا عليه وحافظا على تراث وذكريات أم كلثوم التى لو كانت تعرف ذلك لتبرعت به للدولة من أجل إنشائه كمتحف بعد وفاتها، وأتذكر أن إحدى السيدات المغربيات حضرت خصيصًا يوم هدم المنزل، وحصلت على مجموعة من بلاطات حمام أم كلثوم وصنعت لها دولابًا من الفضة لتضعها فيه، فلعنة الله على من باعوا المنزل وعلى كل من حمل معول ليهدم منزل سيدة الغناء العربى وكوكب الشرق "أم كلثوم".