أهمل المسلمون كثيرا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يجب لنا أن نفعل هذا. وظن الكثير أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو موكل لرجال الدين والدعاه فقط. ولقد وصف الله سبحانه وتعالى أمة الأسلام بأنها خير أمة أخرجت للناس قال: “ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” (آل عمران 110) ولقد جعل الله سبحانه وتعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شروط أن تكون أمة الأسلام خير أمة أخرجت للناس بل أنها ذكرت قبل الأيمان بالله. بل وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه إن لم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فسوف ينزل الله بنا عذاب ولأن دعوناه لم يستجب لنا قال صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم”. (ترمذي:فتن:9 & داود: ملاحم:16 & أحمد:5:388) إذا فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هام جدا في حياتنا كمسلمين. فبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الممكن أن يمنع أنسان وقوع الظلم على أنسان آخر أو رفع الظلم عنه. ويمكن أن يمنع أن يأكل أنسان حق آخر أو أن يسيئ معاملته أو يتعدى عليه كما يحدث في حياتنا اليوميه. ولكن يجب أن تكون النصيحه للظالم في الخفاء ما أمكن وبلين القول فالله عز وجل قد أمرنا بلين القول مع الظالم أولا حين قال لأنبياءه موسى وهارون: “ اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ” طه 43-44 والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يتخطى القول الى العمل , بالوقوف عمليا مع المظلوم في وجه الظالم والعمل على رفع الأذى والظلم عنه. ويجب أن لا نظن أن القوه في القضاء والشرطه فحسب بل إن القوه تكون أيضا مع الوالدين والأخوات والأبناء والأقارب والأصدقاء , فكل منهم يمكن أن يلعب دورا فعالا في منع الظلم وقوتهم لا يستهان بها في رفع الظلم الذي يحدث بين العباد وأعطاء كل ذي حق حقه , حتى ترد الحقوق لأهلها ولا تصا الخصومات الى القضاء. عين أول الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق رضى الله عنه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب على قضاء المدينه. وبعد عام كامل من التعيين طلب عمر بن الخطاب من الخليفه أبو بكر أن يعفيه من منصبه لأنه لم تأته خصومة واحدة ليقضي فيها طوال العام. ذلك لأن الناس عرفوا ما لهم وما عليهم وأدوه ومن نسي أو تناسى وجد من يذكره أو يردعه , فلم تصل خصومه للقضاء. لكنا نرى الأن أن المحاكم بمصر تنظر فوق 30 مليون قضيه , كأنما نصف الشعب يقاضى النصف الأخر وإني واثق أن الناس لو كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ما وصل 1% منها الى ساحة القضاء. فألامر بالمعروف والنهي عن المنكر يستفيد منه الجميع , فهو يمنع الأذى عنك كما تمنعه عن غيرك ويرفع الظلم عنك كما ترفعه عن غيرك ويرد حقك لك كما ترده لغيرك. وهو أيضا يذكرنا بالحلال والحرام والصواب والخطاء كما نذكر غيرنا. فبلأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسود المجتمع السلام والعدل ولذلك فهو واجب على كل مسلم.