عربة النجاح واسعة وكبيرة و فيها مقاعد لجالسين وواقفين وقادة وتسع بدلا من الواحد مليون ، لكنها تشترط الحب والإخلاص بين أفرادها من أجل أن تكتمل أحلامها وتتحقق أهدافها خاصة وهى تقطع أمتارها الأخيرة ، الحياة علمتنى أنه لا يوجد نجاح بدون حب ولا يوجد انجاز بدون تفان وإخلاص. وأنا أرى أن سباق آخر خارج الملعب كان يجمع بين فرسان الأهلى ومنافسيهم فى بطولتى دورى الابطال الافريقى ومونديال الاندية الجارية فى اليابان هو سباق الحب، فبقدر حب اللاعبين لبعضهم جاءت النتائج الاجمالية للفريق بداية من دورى الابطال خاصة فى مباراتى الذهاب والعودة للدور النهائى الذى حسمه الأهلى لعبا وحبا واستعاد على اثره معشوقته الأميرة السمراء. وعزز ذلك الانجاز بالصعود الى كأس العالم والفوز فى أولى مبارياته على هيروشيما اليابانى صاحب الارض والجمهور ، وما أدراك ما هو الجمهور اليابانى الذى رأيته بعينى مرتين عندما كنت بصحبة المنتخب الاوليمبى. الأولى ودية أيضا فى دورة تولون الفرنسية وفازفيها منتخب مصر الاوليمبى 3/2 فى مباراة لن ننساها نحن ولا اليابانيين بسبب دموع الجماهير اليابانية الغزيرة التى مازال مشهدها عالقا بالأذهان ..والثانية رسمية فى دور الثمانية بدورة الالعاب الاوليمبية بالندن وخسرها منتخب مصروودع الاوليمبياد، المهم جمهور اليابان عاشق ومجنون لكرة القدم وهو ما يعكس حجم وقيمة ما حققه الاهلى أمام هيروشيما من فوز وانجاز. واستمر تألق الاهلى أمام كورينثيانز البرازيلى وكان الأفضل شكلا ولعبا ولكنه من وجهة نظرى وعلمى بكواليس المباراة لم يكن الأكثر حبا وفتشوا عن علاقة الكابتن حسام البدرى المدير الفنى ببعض نجوم الفريق الكبار، والبدرى بالمناسبة حقق انجازا بما فعله ووصل اليه مع الاهلى فى ظل الظروف الصعبة والقاسية التى يمر بها الاهلى وكل فرق الدورى ويستحق البدرى منا كل التقدير والاحترام لكننى هنا أتحدث عن قانون الحب ، ربما يستفيد منه البدرى وأقرانه فى عالم التدريب.! الحب الذى أقصده دائما يرجح كفة الأبطال ويكشف عنهم ..حدث ذلك من قبل مع الكباتن حسن شحاته وشوقى غريب وحماده صدقى واحمد سليمان جهاز المنتخب الوطنى الاول سابقا اللذين حصدوا ثمار الحب بطولات وانجازات على حساب عمالقة القارة وهم أيضا الذين حصدوا الأشواك من كأس الكراهية الذى تسبب فى انشقاق وفتور بعلاقتهم ببعضهم البعض ، وبعلاقة بعض نجوم المنتخب بهم وكانت النتيجة هزائم وانكسارات وانتكاسات أمام فرق مغمورة. نفس الكأس أقصد "كأس الكراهية "جعل المنتخب الأول بقيادة برادلى ومساعده ضياء السيد يخرجان من التصفيات الأفريقية أمام منتخب أفريقيا الوسطى وهى المفاجأة التى مازال صداها يدوى فى الأفق القارية حتى الآن والدليل وضع أفريقيا الوسطى ضمن المنتخبات المرشحة للفوز بأفضل منتخب قارى لا لشئ إلا أنه نجح فى الاطاحة بأحفاد الفراعنة أسياد أفريقيا ثلاث مرات متتالية. ونتمنى عودة الحب لبرادلى ورفاقه من أجل أن يحققوا الحلم الذى مازال يداعب خيال المصريين منذ 20 عاما بالصعود للمونديال. وقد أحدث أيضا ذلك مع الكابتن هانى رمزى المدير الفنى للمنتخب الاوليمبى الذى ارتقى لتدريب فريق ليرس البلجيكى حاليا كأول مدرب مصرى يقود فريق بالدوريات الاوروبية ، حيث نجح رمزى نجم الاهلى الأسبق الذى نشأ وترعرع وذاع صيته بالبيت الأحمر وهو بالمناسبة من المدربين الاكفاء بالحب والاخلاص فى قطع سنوات الغربة الأولمبية التى استمرت 20 سنة وحقق الانجاز وعززه ببلوغ دور الثمانية الأوليمبى فى ظروف قاسية أيضا لا تقل عن الظروف التى مر بها البدرى ورفاقه بل تزيد عنها أن منتخب رمزى تعرض للجلد والانتقاد من حزب أعداء النجاح وعشاق التشويه على مدار مشواره الاوليمبى. الحب يعمر ويبنى ويرفع الى القمة ، والصعود الى جبل النجاح والوصول إلى قمة المجد يحتاج دائما إلى ونيس وأصدقاء مخلصين وأوفياء ..أصدقاء يمشون معنا فى غابة المجد والتفوق والإبداع. أوفياء نتسند اليهم إذا تعبنا ونأنس بهم إذا شعرنا بوحشية ووحشة الطريق.. الخلاصة أن عربة النجاح والعالمية أستحق أن يركبها الأهلى ورفاق المدرب الوطنى الكفء حسام البدرى لأن فريقه كان الأكثر حبا الى حد كبير. مبروك للأهلى العالمى التألق والى مزيد من الحب فى البطولات القادمة لكل الفرق والمنتخبات المصرية، وكل الحب والتقدير والتحية لإدارات الاندية والمنتخبات صاحبة الانجازات لما لدورها المحورى فى المساهمة بقوة فى صناعة الانجازات. والله من وراء القصد...