لقد حدث ما كنت أؤمن به ورددته في عمودي قبل أسبوعين وأذكركم بجزء مما كتبته تحت عنوان »الاهلي وعربة الحب«: »عربة النجاح واسعة وكبيرة و فيها مقاعد لجالسين وواقفين وقادة وتسع بدلا من الواحد مليون، لكنها تشترط الحب والإخلاص بين أفرادها من أجل أن تكتمل أحلامها وتتحقق أهدافها خاصة وهي تقطع أمتارها الأخيرة، الحياة علمتني أنه لا يوجد نجاح بدون حب ولا يوجد انجاز بدون تفان وإخلاص، وأنا أري أن سباقا آخر خارج الملعب كان يجمع بين فرسان الأهلي والترجي هو سباق الحب.. فبقدر حب اللاعبين لبعضهم تأتي النتيجة«..وهو ما حدث بالفعل وجاءت النتيجة الاجمالية لمباراتي الذهاب والعودة في نهائي دوري الابطال الأفريقي الذي حسمه الأهلي لعبا وحبا واستعاد علي اثره معشوقته الأميرة السمراء.. وقلت أيضا في عمودي السابق:.. »الحب دائما يرجح كفة الأبطال ويكشف عنهم.. الحب يعمر ويبني ويرفع الي القمة، والصعود الي جبل النجاح والوصول إلي قمة المجد يحتاج دائما إلي ونيس وأصدقاء مخلصين وأوفياء.. أصدقاء يمشون معنا في غابة المجد والتفوق والإبداع.. أوفياء نتسند اليهم إذا تعبنا ونأنس بهم إذا شعرنا بوحشية ووحشة الطريق« الخلاصة أن عربة النجاح والعالمية أستحق أن يركبها الأهلي ورفاق المدرب الوطني الكفء حسام البدري الذي رد اعتباره وضحك كثيرا في النهاية لأن فريقه كان الأكثر حبا.. مبروك للأهلي الحب والبطولة والعالمية، وكل الحب والتقديروالتحية للترجي الشقيق.. والمحزن أن الفرحة جاءت مخنوقة وكأن فبراير هوشهر الدم والدهب في مصر.. فقد توج فيه منتخب مصر بطلا لأفريقيا 2006 وغرقت فيه عبارة السلام التي راح ضحيتها المئات.. وما أشبه الليلة بالبارحة ففي الوقت الذي توج فيه الأهلي بطلا لأفريقيا بكينا حزنا ودما علي ضحايا أطفال القطار الذي دهس نحو 50 طفلا من فلذات أكبادنا.. وعلي ما يبدو أن أمس الأول كان يوما للدم والدهب!!