النائب البرلماني البدري فرغلي يؤدي بارتباك شديد منذ مجزرة بورسعيد ، فالرجل يريد تحميل المسئولية الي اي جهة او كيان او فرد والدفاع عن مدينة بورسعيد والسلام ، رغم ان احد لم يتهم المدينة وانما طالب الكل بالقصاص من الجناة . بل ان فرغلي واخرين يرفضون عقاب النادي المصري منظم المباراة ، وينظمون المسيرات والمظاهرات رفضا لاي قرار محتمل لعقاب الفريق منظم المباراة والذي ارتكبت جماهيره واحدة من ابشع الجرائم في تاريخ كرة القدم. فرغلي وبعض زملائه من نواب بورسعيد يبحثون عن رضاء الشارع في المدينة الباسلة ، ولا يفكرون اطلاقا في اقرار العدل والحق وتجفيف دموع الامهات الثكالي في ابنائهم ، بل انهم لا يبدون حماسا لعقاب المجرمين وتنفيذ شرع الله بقدر حماسهم للرد علي اعلان الاهلي عدم اللعب في بورسعيد خمس سنوات. وكنت اتمني من النائب ان يبحث عن القصاص قبل ان يتكلم دفاعا عن هذا او ذاك ، لانه لا يمكن لعاقل ايا كان اسمه ، وايا كانت مهنته ان يوصم بورسعيد وشعبها بانهم من ارتكبوا المجزرة البشعة ، وانما ينحصر الوصف فيمن يدينهم القضاء المصري العادل النزيه ، ومن تثبت التحقيقات وشهادة الشهود ادانتهم في المحكمة ، ولذا لا يجب ان يبتز البعض هنا او هناك ايا ممن يقومون بعملهم لمنع عقاب المجرمين او الالحاح علي الجهة الادارية لمعاقبة المصري البورسعيدي بما تنص عليه اللوائح وبما يتوافق مع لوائح كرة القدم. واسال النائب المحترم البدري فرغلي الذي اشهد الله انني اثق في نزاهته وتاريخه النضالي المشرف ، ماذا لو كان لك ابن او حفيد بين الضحايا ، هل كنت سترفض عقاب من ارتكبوا المجزرة ؟!، وهل كنت ستنشغل الان بعدم معاقبة المصري ؟! ، او ستوفر جزء كبير من وقتك للرد علي الغاضبين من مشاهد القتل في مباراة كرة قدم ؟! ، وهل ستركز فقط في المطالبة برفع الحصار عن بورسعيد ؟! وبمناسبة "الحصار" الذي يلح في الحوار حوله الهاجع والناجع وهواة الكلام ، فان البعض يحمل مسئولية هذا الحصار لافراد او مجموعات او لبعض الهيئات ، بينما هم لا يدركون ان الحصار او رفض الذهاب الي بورسعيد ياتي من منطلق شخصي ، ورفض فردي للمخاطرة بالذهاب الي التسوق في بورسعيد فيما لم يتم القاء القبض علي المجرمين الذين اساءوا للانسانية بارتكابهم هذه الجريمة التي هزت العالم ن بل ان بعض المهاويس يحملون الاعلام مسئولية الحصار وكان الاعلام او من يعملون به هم من ارتكبوا الجريمة البشعة. والامام علي رضوان الله عليه وكرم الله وجه يقول : " ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال ان اوانه ، وليس كل ما ان اوانه حضر اهله" ، واري انه لم ياتي اوان الالحاح الاعلامي علي الشعب المصري للسفر الي بورسعيد ، وقد ياتي بعد تقديم الجناة الي محكمة الجنايات بشرط الا يكون هناك شطط في اداء بعض المسئولين او ابتزاز من هواة البحث عن الشهرة او ركوب الموجة طمعا في رضاء المتعصبين والمتشنجين. واقول له ان المدينة الباسلة واهلها لهم في القلب مكانة كبيرة جدا نظرا لتاريخهم النضالي، ولكن علي كل شريف بها ان يقدم ما لديه من معلومات الي جهات التحقيق لمحاكمة كل المجرمين الذين ارتكبوا تلك المجزرة البشعة ، واتمني ان يطبق فيهم عقاب المفسدين في الارض.