لم يبق فى الدوري الممتاز المصري، إلا خمسة أندية فقط من الأندية الشعبية، لكنها أندية «بالنفر» أو «باليومية»، فلا يوجد من ينفق عليها أو يعمل على زيادة مواردها المالية، وهي المصري، والاتحاد، والزمالك، والإسماعيلي، والأهلي. الأندية الخمسة تعاني مالياً، وسوف تزداد معاناتها في السنوات القادمة، والسبب أنها أندية «بالنفر» أو «باليومية»، فهذه الأندية لا تتنفس الهواء إلا في وجود رجال أعمال، يدعمونها بما فيها الأهلي، وإن كان دعم رجال الأهلي يتم في الصفقات، وهو الأمر البارز طوال السنوات الماضية. أما الزمالك فإنه يتسول «حق النشوق» كما يقولون، منذ رحيل ممدوح عباس، بل إن المستشار جلال إبراهيم رئيس النادى «المعين» يرحل كل الأزمات المالية إلى ما بعد السبت القادم، حيث موعد الحكم الفاصل في عودة ممدوح عباس للزمالك، ويبدو أنه كرجل قضاء يتوقع عودته، أو يأمل أن يعود حتى يرحل بعيداً عن الأزمات المالية التي لا تنتهي. وأعتقد أنه لا يوجد رجل دعم نادي الزمالك منذ أيام حسن أبو الفتوح مثل عباس، حيث «أقرض» الزمالك 42 مليون جنيه، وتبرع من جيبه الخاص ب7 ملايين، وأظن أن هذا القرض لن يحصل عليه أحفاده من النادي العريق في ظل معاناته المالية المستمرة. وللأمانة، فإن الوحيد الذى دفع من جيبه أيضاً هو هاني العتال عضو المجلس الحالي، وذلك من خلال المساهمة في الإنشاءات والأنشطة الاجتماعية والثقافية، وإنشاء «جيم» من جيبه الخاص، يتكلف ما لا يقل عن خمسة ملايين جنيه. أما المصرى البورسعيدي، فإنه كان مرتبطاً على مدار سنوات طويلة بالراحل العظيم سيد متولي، وإن تبادل معه المهمة بضع سنوات عبدالوهاب قوطة، وجاء الدور على الملياردير كامل أبوعلي، لكن الرجل أكد أن هذا الموسم هو الأخير له في رئاسة النادي العريق، وقد بدأت الأزمات والخناقات من الآن على الرحيل فى ظل غياب أي ضمانات لحصول اللاعبين على مستحقاتهم المالية. أما سيد البلد أو الاتحاد السكندري، فالوضع فيه لا يسر العدو، ولا الحبيب، والسبب أن الخزائن خاوية، والإدارة ليس أمامها إلا بيع «أوتوبونج» أو تجميد النشاط مثلما قرر المجلس العبقرى!. وقد كان تواجد محمد مصيلحي رئيس النادي «المستقيل» كفيلاً بحل الأزمات المالية، أو تعليقها في رقبته، وعليه حلها، وهذا ما كان يحدث، لكن الوضع تغير الآن، فالمجلس يضع يديه في «المية الباردة» ولا يبحث عن حلول، وكأنهم تولوا المسئولية لمنحهم الوجاهة الاجتماعية، ولا أدري أين اختفى من طالبوا برحيل مصيلحي، لماذا لا يدفعون لإنقاذ سيد البلد؟!. أما الإسماعيلي، فإنه على مدار تاريخه كان محل رعاية «آل عثمان» وجاء من بعدهم يحيى الكومي، ووجود أولئك كان يعني حل الأزمات المالية بأي أسلوب، لكن الآن الوضع مختلف، والنادي العريق لا يعيش إلا على بيع النجوم فقط، ولا يحتفظ بهم من أجل المنافسة على البطولات. ولذا بات من الضرورى أن يتم تغيير القوانين لمنح هذه الأندية الحق في المشروعات الاستثمارية، وقبل ذلك تحويل كرة القدم إلى نشاط استثمارى توافقاً مع دوري المحترفين، لأنه لا يوجد من يدفع، وإذا وجد يتعرض للحرب من حزب أعداء النجاح حتى يضطر للرحيل. ونحن لا نريد أندية تعيش «باليومية» أو تحيا بدعم «نفر» قليل، ولكننا نريد أندية شعبية قوية يتولى إدارتها شخصيات أمينة عليها، وتستطيع توفير الدعم المالي لها. أتمنى أن يتفرغ حسن صقر لنقاش جاد، وحضاري، وأمين، من أجل حل مشاكل الأندية الشعبية، وألا يكتفى بالفرجة.