في كل خسارة لمنتخبنا.. ينبري الكثيرون وراء تفنيد بعض الامور الواهية دون التوغل في الاسباب الحقيقية للهزيمة. ففي السودان - مثلا - نسينا كل الامور الفنية التي تسببت في الخسارة من الجزائر وعدم تأهلنا للمونديال وانسقنا وراء احداث ام درمان. لذلك.. فقد وجد البعض ضالته في تبرير الهزيمة بشكل " مبطن" في ولامؤاخذة "المعزة" التي صدعت دماغنا بالمأمأة وهي تستقبل منتخبنا في مطار نيامي بالنيجر رغم ان المسكينة لم يكن لها حول ولاقوة سوى انها بثت في نفوس بعض لاعبينا الخوف، فمالوا الى تصديقها خاصة بعد حالة التوهان التي كانوا عليها في المباراة .. ولماذا لا نصدق المعزة طالما ان رئيس بعثة المنتخب بجلالة قدره يتفاءل ببدلتة !! المعزة ياسادة .. لم تفعل شيئ ، لكن سوء حالة الملعب وارتفاع درجة الحرارة ساهما في تحقيق مرادها، حتى ان البعض ايقن وهو يشاهد منتخبنا " قليل الحيلة "انه - بعيد عنكم - مسحور! المعزة التي هزت عرش بطل القارة وسيد مسابقاتها.. لم تسقط اسطورة "البدلة " فقط ، بل استحوذت على تفكير الكثيرين، لدرجة جعلتنا ننسى الاساب الحقيقة لهذه الخسارة من فريق وصفه البعض بالعشوائي رغم ان واقع الامر اكد انه يلعب كرة حديثة ومنظمة، بدليل ان دفاعه اسقط مهاجمينا المخضرمين في التسلل طيلة المباراة، اما هجومه فقد ضغط على مدافعينا حتى احرز "مازوا" هدفهم من خطأ لعبد الشافي .. فيما لم يقدم لاعبونا العتاولة جملة خططية واحدة تنم على انهم ابطال القارة.. للاسف لم تبدو لنا اي ملامح .. لادفاع ولاهجوم ولا كرة اصلا !! المعزة - اعزكم الله - انستنا اننا تجاهلنا ابسط قواعد علم التدريب.. وهي تهيئة اللاعبين لنفس ظروف المباراة.. اي التدريب في ملعب ومناخ مشابهين .. وبالطبع كان هذا يتطلب ايفاد احد اعضاء الجهاز الفني الى النيجر لدراسة الملعب والاجواء .. لكن يبدو انهم لم يتعلموا من دروس الماضي واكتفوا بمشاهدة المنافس عبر شرائط الفيديو في الحجرات المكيفة.. ولو كانت هذه الخطوة قد تمت لكان من الافضل ان يتدرب المنتخب في احد ملاعب مراكز الشباب في اسوان - مثلا- على ان يكون التدريب في عز الظهر حتى يعتاد اللاعبون على اللعب في ملعب ومناخ متقاربين - الى حد ما- مع ما وجدوه في النيجر. لذلك .. ومع احترامي لمعزة النيجر، فانها لم تكن سبب فوز فريقها ، والا كانت كل منتخبات العالم قد استعانت برعاة الغنم، ولتحول اسم كرة القدم الى كرة ماء بحكم المأمأة .. ولكن عدم تأهيل لاعبينا لمناخ مماثل لما وجدوه في المباراة كان هو سبب هذا الفوز المنزوع بالحرارة وسوء الملعب والرطوبة. اخيرا.. كنت ولازلت ضد نغمة اقالة الكابتن حسن شحاته لمجرد انه خسر من فريق نعده مغمورا ، لان هذه الخسارة التي اعترف هو بمرارتها ستظل محفورة في رأسه وحتما سيستفيد منها، خاصة ان خبرات المدربين لاتأتي الا من مثل هذه التجارب .. ثم ان، وبصريح العبارة.. ليس هناك افضل منه في مصر على الاطلاق .. هذه حقيقة لاينكرها الا جاحد!!