كتب : علي سمير مساحه اعلانيه ريال مدريد - تشيلسي - مانشستر سيتي - بايرن ميونيخ .. دعونا نتفق أن كل هذه الأسماء كانت ستكون اكثر منطقية لمواجهة برشلونة بنهائي دوري أبطال أوربا يوم السبت المقبل في برلين. لكن حسنا العملاق الإيطالي إنتفض، إنه يوفنتوس "المحلي" كما كان يقال عنه ببداية الموسم الحالي وحتى أثناء فترة تولي أنطونيو كونتي مهمة تدريب الفريق. ويعود يوفنتوس إلى نهائيات البطولة بعد غياب منذ عام 2003 حينما خسر اللقب على يد مواطنه إي سي ميلان، بينما كان آخر انتصار له بالبطولة كان في عام 1996. لكن السؤال هنا، هل تأهل اليوفي لهذه المرحلة بمحض الصدفة أم إنها صحوة تاريخية يقودها للكرة الإيطالية يقودها بطل الكالتشيو 4 مرات متتالية، بعد الفشل الذريع للإنتر وميلان، والظهور الباهت لروما بالنسخة الحالية. ونستعرض معا أهم محطات يوفنتوس في النسخة الحالية من دوري الأبطال: دور المجموعات وقع يوفنتوس مع كل من أتليتكو مدريد الاسباني، أولمبياكوس اليوناني ومالمو السويدي. هيمنة يوفنتوس المحلية لم تنعكس إطلاقا على بداية مشواره بدوري الأبطال هذا الموسم، حيث ظهر بمستوى هزيل في دور المجموعات واحتل المركز الثاني ب10 نقاط وبفارق نقطة واحدة فقط عن أولمبياكوس الثالث . وتلقى يوفنتوس هزيمتين خلال دور المجموعات أمام أولمبياكوس وأتليتكو، ليصل بأعجوبة لمرحلة المجموعات بعدما كان قريبا من توديع البطولة مبكرا. دور الستة عشر وقع يوفنتوس مع نظيره الألماني بوروسيا دورتموند، الذي وصل للدور متصدرا لمجموعته على حساب أرسنال، مما لا يجعل يوفنتوس محظوظا بشكل كبير بالوقوع معه، لكنه بالطبع أفضل حالا من بورتو وباريس سان جيرمان اللذان كانا فريستان لبايرن وبرشلونة. اليوفي أثبت خلال مباراتي الذهاب والإياب أنه منافس قادم وبقوة، حيث قام بتعطيل إنطلاقة دورتموند الأوروبية، ومستواه المغاير تماما لموسمه المحلي المخجل. فالبرغم من الهزيمة المقلقة للسيدة العجوز 2/1 بمباراة الذهاب في إيطاليا، إلا أن رجال أليجري ردوا على كل المشككين وسحقوا الألمان بثلاثية نظيفة في عقر دارهم ليبلغوا المرحلة التالية وتتواصل الانطلاقة. دور الثمانية هذه المرحلة كانت مفترق طرق للعديد من الفرق، وربما يعتبر اليوفي محظوظا لملاقاة موناكو الفرنسي الذي أخرج أرسنال في كبرى مفاجآت البطولة. وبالرغم من القرعة السهلة ليوفنتوس إلا أنه تغلب على موناكو بصعوبة بالغة، حيث فاز عليه في إيطاليا 1/0، وتعادل معه بدون أهداف في فرنسا. قبل النهائي : بعد الأداء الغير مطمئن ليوفنتوس وعدم تمكنه في إقصاء موناكو مثلما فعل مع دورتموند، بدأت حملة التشكيك مرة أخرى، واعتبار الفريق الإيطالي أنه لا يفرق كثيرا عن جاره روما الذي ودع البطولة من دور المجموعات، لكن القرعة خدمته كثيرا. ووصل الأمر إلى تمني معظم مشجعي الفرق الكبرى مثل ريال مدريدوبرشلونة وبايرن ميونيخ، الوقوع مع يوفنتوس باعتباره الطرف الأضعف في المربع الذهبي. وبالفعل كان لجماهير الملكي ما أرادوا وواجهوا يوفنتوس في قبل النهائي، لكن أليجري أبهر الكثيرين بأسلوبه خلال مباراتي الذهاب والإياب وقيامه باستخدام كافة الأساليب والأدوات التي يمتلكها لإنجاح مخططه بخلق التوازن الهجومي والدفاعي لإيجاد الطريق المناسب لبلوغ نهائي برلين. يوفنتوس فاز في مباراة الذهاب بصعوبة بهدفين مقابل هدف، ربما لا تعتبر نتيجة كبيرة لكنها كانت خطوة لأليجري بنى عليها سيناريو لقاء العودة بسانتياجو برنابيو. وفي مباراة العودة أقر جميع المتابعون أن يوفنتوس كان جديرا بما وصل إليه، حيث ظهر في مواجهة الريال كفريق يعلم متى يدافع ومتى يهاجم. أليجري الذي كان يتلقى سيلا من الاتهامات فور توليه المسئولية الموسم الماضي، تحول إلى بطل مغوار بعدما خدع كارلو أنشيلوتي مرتين في ربع النهائي. أرقام يوفنتوس .. ليست مذهلة - سابع اقوى خط هجوم في المسابقة مسجلا 16 هدف - ثامن أقوى خط دفاع باستقباله فقط 7 أهداف - المركز الحادي عشر من حيث دقة التمرير - تيفيز هداف الفريق ب9 أهداف وساهم في أكثر من نصف أهدافه - جوريجيو كيليني مدافع اليوفي قام ب 770 تمريرة ناجحة، الأكثر بين زملائه وثالث أفضل مُمرر في المسابقة ككل. - آرتورو فيدال ارتكب 31 خطأ في مباريات فريقه السابقة، هو أكبر عدد من الأخطاء يرتكبها لاعب في كل المسابقة. - فيدال أيضاً هو أكثر لاعب في يوفنتوس وسادس أكثر لاعب في المسابقة يتحصل على أخطاء تعرض ل 22 خطأ. بالرغم من كون الأرقام ليست بالمذهلة مقارنة ببرشلونة، إلا أنه لا يمكن أيضا إنكار جدارة فريقا يمتلك العملاق الإيطالي جيانلويجي بوفون بحراسة المرمى، ودفاع به الثنائي الثابت كيليني وبونوتشي المتطور مستواه بشكل ملحوظ. بالإضافة لواحد من أفضل خطوط الوسط في العالم بالرباعي "بيرلو، ماركيزيو، فيدال، بوجبا الذي تتهافت عليه أندية أوربا كلها". والثنائي المتألق ألفارو موراتا وكارلوس تيفيز الذي كان أعاد اكتشاف نفسه وأصبح كلمة السر بمعظم إنتصارات اليوفي الأوروبية والمحلية هذا الموسم. وربما من الصعب غير الصعب مقولة أن فريق مكون من هؤلاء كان محظوظا ببلوغ هذه المرحلة، لكن يبقى الاختبار الأصعب على الإطلاق بمواجهة البرسا في النهائي، لفك النحس واستعادة البطولة الغائبة عن خزائنه لسنوات طويلة.