يبدو أن المعركة المحتدمة منذ فترة ليست بالقصيرة بين الأهلي، ووزارة الرياضة بقادتها المتعاقبين، لن تعرف نهاية قريبة، وذلك بعدما اختار كل منهما التصعيد، والسعي وراء "معادلة صفرية" لا يوجد بها أي حلول وسط. مساحه اعلانيه وأبى الأهلي في البداية الظهور بمفرده في المشهد، رغم أن الأمور كلها كانت تتمحور حوله، حيث استعان برئيس الزمالك السابق، وصديقه الصدوق ممدوح عباس، إضافة لخالد زين، رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، لتصعيد المشكلة لدى الجهات الخارجية، خاصة الأوليمبية الدولية، وذلك بحجة وجود تدخل حكومي في شئون الأندية، على الرغم من أن الأسباب الحقيقية التي دفعتهم لذلك تكمن في لائحة الرياضة، التي من المقرر أن تطيح بالمجلس الأحمر كاملاً في الانتخابات المقبلة، وفقاً لبند الثماني سنوات. ولم يتمكن النادي الأحمر من إخفاء أزمته طويلاً، وراء حجة التدخل الحكومي، وهو ما اتضح في الساعات الأخيرة، بعد أن احتدمت المعركة بين الطرفين، وبرز الأهلي وحيداً في المعركة، بعيداً عن أنصاره الذين ابتعدوا بشكل "إجباري". وبرز الصراع بين طرفين واضحاً مؤخراً، حيث تنبهت وزارة الرياضة، بقيادة طاهر أبو زيد، لتصرفات حسن حمدي ومجلسه، ورغبتهم في تصعيد القضية، حتى لو جاء ذلك على حساب الرياضة المصرية، التي كانت مهددة بالتجميد، فتمكن الأول من المناورة، واتخاذ قرارات قوية، مدعوماً بمصطلح "هيبة الدولة"، المسيطر على البلاد حالياً، فبحث في الدفاتر القديمة، وتخلص ممن يستقوى بهم الأهلي بفتح ملفات مخلفاتهم المالية، التي طالت كل من حسن مصطفى، أحد أكبر المناصرين للأهلي، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، وخالد زين، رئيس الأوليمبية المصرية، وممدوح عباس، رئيس الزمالك السابق. ومازال وزير الرياضة يملك في جعبته الكثير، لفرض أمر واقع جديد، بحل المجلس، وجعله خارج دائرة السلطة، مما سيصعب عليه إدارة المعركة، خاصة في ظل سيطرة كاملة من الوزير مع دوائر صنع القرار في الداخل، وعلى رأسها مديرية الشباب والرياضة، واتحاد الكرة المصري، الذي يتهمه الأهلي "ضمنياً" بالتواطؤ ضده، بعدم إرسال خطابات هامة منه إلى "الفيفا" تدين تدخل الوزير في شئونه. في المقابل، يحاول الأهلي استخدام أسلحة جديدة، بجانب تلك التي لم تحقق له ما يرغب فيه بعد، إذ يملك النادي علاقات خارجية قوية للغاية عن طريق هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي ل "الفيفا"، والصديق الصدوق لحسن حمدي، وحسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولي لليد، والكويتي أحمد الفهد الصباح، الرجل القوي في الأوليمبية الدولية. كما يملك مجلس حسن حمدي جمعية عمومية "موالية"، غاب عنها أصوات المعترضين، بعد أن كانوا يشكلون جبهة قوية، فبات الجميع داخل النادي صوت واحد، وهو ما سيدفع المجلس لإصدار لائحة خاصة به، تساعده في كسب المؤسسات الخارجية لصالحه، خاصة وأنها تؤمن بدور الجمعيات العمومية في تحديد مصائرها بنفسها، وترفض أي تدخل حكومي في شئون الأندية أو الاتحدات. وعلى الرغم من احتدام الصراع بين الطرفين، إلا أن أبو زيد أظهر قدرة كبيرة على المناورة، ووقف صامداً أمام ثوابت، ومسلمات عرفها الوسط الكروي منذ وقت طويل، تؤكد أنه لا أحد ينجح أمام سطوة الأهلي، أما النادي الأحمر فهو لا يعدم الوسائل، ومهما كانت الضغوط على مسئوليه، فإنهم قد يصدمون الخصوم بانتصار اللحظات الأخيرة المعتادة.