يمكن القول إن هذا العام شهد الكثير من الاضطرابات على الساحة الإفريقية، حيث تلقى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" العديد من الشكاوى من قبل المنتخبات والأندية الإفريقية لإشراك الفرق المنافسة للاعبين غير قانونيين، بسبب الجنسية أو الحصول على أكثر من بطاقة على سبيل المثال، ما دفعه لإصدار قرارات عدة إما بالقبول وسحب الفوز من الفريق رغم تحقيقه على المستطيل الأخضر، وتأهيل الفريق صاحب الشكوى للدور الثاني، ليصبح المرشحون في الأدوار النهائية قد تأهلوا "ببركة دعاء الوالدين". مساحه اعلانيه وكانت الكرة التونسية التي شهدت تخبطا كبيرا هذا العام، أكبر المستفيدين من أخطاء الفرق الأخرى، بعد أن صعد النادي الرياضي الصفاقسي إلى دور المجموعات ببطولة كأس الاتحاد الإفريقي "الكونفدرالية"، رغم خسارته من إينوجو رينجرز النيجيري بهدف نظيف في المرحلة الثانية من الدور ال16 ، بعد قرار الكاف باستبعاد الفريق النيجيري لإشراك لاعب غير قانوني في مطلع يوليو الماضي. ثم تكرر الموقف مجددا بعدها بشهرين ، حيث أصدر الاتحاد التونسي لكرة القدم شكوى للاتحاد الدولي "الفيفا" ضد منتخب الرأس الأخضر بسبب إشراك لاعب موقوف، ما جعل الفيفا يقضي بتأهل نسور قرطاج رغم خسارتهم على أرضهم بهدفين نظيفين، بعد ان احتسبت المباراة 3-0 لتونس. وكان الاتحاد التونسي قد أصدر شكوى أخرى ضد المنتخب الكاميروني الذي تأهل لكأس العالم على حسابه بعد ان هزم نسور قرطاج برباعية مقابل هدف، بسبب إشراك لاعبين غير قانونيين بسبب جنسيتهم الألمانية، إلا أن الفيفا قضى ببطلان الشكوى بسبب قوانين الفيفا التي تسمح بتغيير الجنسية بشرط اللعب لفريق من فئة عمرية مختلفة، ليصبح تأهل منتخب الأسود غير المروضة أمرا رسميا. وشاهدنا في الأيام الماضية تقديم اتحاد بوركينا فاسو بشكوى ضد منتخب الجزائر الذي تأهل لكأس العالم على حسابه، بسبب إشراك مجيد بوقرة والذي يراه الاتحاد البوركيني مخالفا كونه موقوفا. كل هذه الاحداث تجعل الكرة الإفريقية بحاجة إلى اكتساب خبرة أكبر في سياسة اختيار اللاعبين بشكل قانوني، مع ضرورة الاعتماد على نتائج المباريات في حسم تأهل الفرق والمنتخبات، لأن الحظ لا يلعب لعبته طوال الوقت، ونجاح الفرق لا يعتمد على الحظ، بل على مجهود اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.