انحصر الحوار البطولي علي قمة الدوري وبعد انتصاف المسابقة بين ناديين فقط لا ثالث لهما.. صحيح الأمور القمية لم يتم حسمها ولم تتباعد المسافات بعد.. غير أن كل من الأهلي والاسماعيلي انفردا بإدارة هذا الحوار بعد ان تخارج الزمالك بإرادة لاعبيه وبأفكار قيادته من اقتحام هذه الدوائر التنافسية.. ولعل المقومات البطولية ومدي توفرها في فرس الرهان هي التي ستقول كلمتها وتفرض معالمها في الفترة القادمة.. وما أقصده بالمقومات البطولية وهو التعبير العلمي للجملة الأبسط التي تتداولها وسائل الاعلام المختلفة وهي النفس الطويل مما هي تقارب المستويات وكثرة الجاهزين وهضم الجميع للاساليب والطرق والخطط ووفرة البدلاء وغير ذلك مما يحفظ للفريق قدرته علي الانطلاق ومواصلة المشوار والنهوض من الكبوات والمرور من العقبات وتجاوز الصعوبات.. وقد ضرب الاهلي نموذجاً رائعا لما تصدته بالمقومات البطولية في مبارياته الثلاث التي لعبها مؤخراً في اقل من عشرة أيام بواقع مباراة كل ثلاث أيام.. بدأها بالزمالك وثناها بالمصري ثم طلائع الجيش.. وعندما وجد الكابتن حسام البدري أن لاعبيه الاساسيين بذلوا جهدا وفيراً وزرفوا عرقاً غزيراً واوشكوا علي الاصابة بالاجهاد والمعاناة من الاعياء غامر في المباراة الثالثة أمام الطلائع ودفع بخمسة لاعبين من خارج القائمة الاساسية الذين لم يشاركوا منذ فترة هم محمد هاني وباسم علي وهشام وصبري رحيل وميدو جابر.. ضرب البدري بهذا التشكيل عدة عصافير بحجر واحد.. أولها اتاحة الفرص للبدلاء للبحث بينهم عن كفؤ يتمكن الاعتماد عليه في الفترة القادمة.. ومنح المجهدين فرصة لالتقاط الانفاس واستناد من هذه المكرمة كل من أحمد فتحي وعلي معلول ووليد سليمان وسعد سمير وحسام عاشور ولو كان الأمر بيده لاراح معهم عبدالله السعيد بالرغم من الحاجة الماسة لجهوده كضابط إيقاع ومخ مفكر.. هكذا غامر البدري بالرغم من أن الجيش كان قد اقتنص نقطة ثمينة في أولي لقاءات الموسم بتعادله إيجابيا مع الاهلي وكان الجهاز الفني يسعي لرد الاعتبار وهو ما نجح في تحقيقه باعتراف الكابتن حلمي طولان المدير الفني للجيش الذي قال في المؤتمر الصحفي أن هناك فوارق كبيرة بين الطرفين وانه شعر بأنه يلاعب ثلاثة فرق في آن واحد.. أما بقية المقومات فقد توافرت في بدلاء الاهلي.. هضم للاسلوب.. وتقاربت المستويات وغزارة الانتاج ورجاحة الكفاءات حتي أن نسبة الاستحواذ تجاوزت لصالح الاهلي عن ال90% واثبت الخبراء أن له ضربة جزاء مؤكدة تغافل الحكم الخامس عن احتسابها.. وأن التغييرات التي أجراها البدري كانت أيضا من القائمة غير الاساسية امثال اسلام محارب ومروان محسن وكريم نيدفيد الخلاصة مما قلت أن الاهلي تتوافر له المقومات البطولية - النفس الطويل - بنسبة أكبر مما تتوفر في كل أقرانه.. وهو ما يجعله متميز بمواصلة المشوار بالرغم من تعرض الفريق لغيابات وإصابات في الفترة الأخيرة زادت عن تعداد نصف فريق بأكمله كما حدث لرامي ربيعه ومحمد نجيب وعمرو بركات وأحمد الشيخ وعماد متعب وصالح جمعة ومؤمن زكريا.. ولذلك فليس عجيبا أن يزحف الاهلي بثقة ورسوخ نحو القمة وحتي إذا تبادلها وتنازع عليها مع الاسماعيلي فإن المستقبل سيجعله ينفرد بها إذا ما حافظ علي قوة الدفع وأحسن توظيف أوراقه وتحديد أهدافه.. ولاشك أن بلوغ القمة لاحد المتنافسين - الاهلي والاسماعيلي لن يكون صعبا بنفس القدر الذي سيواجه أحدهما للتمسك بها.. فبلوغ القمة يحتاج لتضحيات وجهود وطاقات غزيرة.. لكن البقاء عليها والتمسك بها وحتي النهاية يحتاج لاضعاف اضعاف تلك الامور وهو ما نطلق عليه المقومات البطولية.