تفرز الرياضة المصرية علي حوار تاريخها الطويل والعريق رجالان عظام يحفرون بصمات غائرة ويحتلون مواقع رائعة في المنظومة العالمية.. هؤلاء الرجال نحتوا في الصخر وحفروا في الماء وزرفوا العرق الغزير وبذلوا الجهد الوفير ليكون لهم تلك المواقع- وكم كان للمهندس الدمرداش توني آثارا عميقة في السجل الاوليمبي العالمي وظل لسنوات طويلة يشارك في تطوير الاداء الاوليمبي الدولي ويسهم بافكاره واجتهاداته كسفيرا رياضيا مصريا في كل المحافل الدولية حتي وافته المنية وبرز في السنوات الاخيرة من القرن الماضي واستمر تألقه وواصل تعملقه حتي يومنا هذا د. حسن مصطفي رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة اليد الذي فاز مؤخرا بولاية رابعة لرئاسة الاسرة الدولية لهذه اللعبة الشعبية وليكون المصري الاوحد والعربي الاول الذي يحقق هذا الانجاز العالمي والذي يصعب ان لم يستحيل علي أي قرين مصريا كان أم عربيا أو حتي اقليميا ان يبلغ تلك المكانة ويتربع علي هذه المنزلة. وقصد حياة د. حسن مصطفي ومشواره الطويل يستحق ان نقدمه للاجيال الحالية والتالية من الرجال والشباب ليتأسوا به وينتفعوا بما يحفل من لحظات وعبر لانه بحق مكروه طيبة في وقت عزت فيه الرجالان العظام التي يمكن ا تعتدي بها ونحاكيها في سعينا المرؤوب نحو تحقيق غاياتنا المنشودة وآمالنا المرغوبة.. وحسن مصطفي الذي يحتل ارفع مكانة رياضية ويتبوأ أفضل منصبا عالميا في امبراطورية كرة اليد المنتشرة في كل ارجاء العالم سليل اسرة متوسطة في حي شعبي هو البغالة أحد أيحاء السيدة زينب.. ومنذ نعومة اظافره يرنو لان يكون من أصحاب الخطوة وبين الصفوة وفي ركب البارزين المتألقين من أبناء جيله.. وبعد دراسته الاولية والاعدادية انضم لمعهد التربية الرياضية المتوسط وحصل علي دبلومة وكانه كان موهوبا في لعبته حين تنقل بين الاندية القطبية- الزمالك والاهلي- ثم المنتخب الوطني استطاع الانضمام إلي كلية التربية الرياضية بعد ان حصل علي معادلة تجيز له هذه الخطوة الصعبة.. كان صاحبنا يعرف طريقه ويرسم خطواته المستقبلية بعناية ودقة.. فبعد اعتزاله اللعب وحصوله علي درجة البكالوريوس اتجه إلي العمل بمجال التدريب الذي يحتاج إلي مقومات معينة منها الشخصية القويد التي حباها الله اياها والخبرة الميدانية حيث تتلمذ علي نخبة مميزة من العاملين في هذا المجال ثم قام بصقل هذه المقومات بالعلم والمعرفة عندما واصل دراساته الاكاديمية ليحصل علي درجتي الماجستير والدكتوراه وكذلك علي بعض الدورات التأهيلية في العلوم التدريبية.. لم تتوقف طموحات د. محسن مصطفي عند بلوغه ارفع المنازل التدريبية المحلية بل اتجه إلي المجال القيادي المحلي فأنضم للاتحاد الوطني لكرة اليد كعضو مجلس إدارة ثم رئيسا للمجلس ولم يكن قد تعدي الاربعين من عمره.. وساعدته أهليته العلمية وامكاناته المهاربة للانضمام للاسرة الدولية لليد ورأس اللجنة الفنية بالاتحاد الدولي لاكثر من عشر سنوات متصلة ومساعدته هذه المكانة علي الاختلاط والاحتكاك واقامة العلاقات الوطيدة باعضاء المجتمع الرياضي العالمي ولذلك لم يكن غريبا عليه ان يواصل سعيه لنبوء القمة ورئاسة الاتحاد الدولي للعبة بل لم تكن مفاجأة كبيرة ان ينجح المصري المتطور ويفوز بثقة اعضاء الجمعية العمومية وبنسبة اصوات عالية رجحت كفتة علي كل منافسين سواء من الاوربيين أو غيرهم من القاءات الاخري. لايضاً وحسن مصطفي يقوم جهده وفكي ورؤاه لخوضه اللعبة الانيرة إلي قلبه والتي نذر لها نفسه وروحه وتفرغ لها بأكثر مما اهتم بحياته الخاصة.. ووضع نصب عينه المقولة التي تؤكد ان الاحتفال بالقمة اصعب كثيرا من بلوغها.. ومن ثم فهو دائم الترحال إلي كل ربوع العالم ليسهم بخبراته ودراياته ومهاراته في تطوير الاداء وتحسين المستوي ويخص المناطق النامية في افريقيا وأسيا واستراليا باهتمام وتركيز أشد حتي يتقدم ركبها وليزحف بسرعة أعلي لمواكبه الركب الاوروبي والامريكي الذي يتقدم وبتطور بأسلوب مذهل واكتسب د. حسن ثقة كل اعضاء الاسرة الدولية بعد ان لمسوا اخلاص وتفانيه وصدقه ودابه في العمل علي تطوير اللعبة والارتقاء بكل عناصرها والارتفاع بكل اعضائها.. ولعلي كمصري أفخر بان وطننا العزيز انجب هذا الابن البار والسفير المميز الذي استطاع بلباقته وكياسته وحنكته في قيادة أحد اعرق الاتحادات الرياضية الدولية وكذلك اقامة وشائج وطيدة واواحد متينة مع معظم اعضاء الاسرة الرياضية العالمية امثال جاك روج وسبابلاتر وامس حياتو بل ويتجاوز هولاء الاقران ليعقد بعض الصداقات مع رؤساء الدول والحكومات والتي لايزال يحتفظ ببعضها كعلاقاته مقالا بالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وزميله ساركوزي ورئيس وزراء انجلترا كاميرون ديان ووجميع رؤساء وحكومات الدول العربية والافريقية.. ولايسعنا إلا ان ندعو لهذا الرجل المخلص بمزيد من التوفيق والرقي وليظل في القمة التي بلغها بل ويتجاوزها نحو قمم أفضل وافاق أرحب علي كل الاصعدة والمحاقل.