د. حسن مصطفي هو أبرز الشخصيات الرياضية المصرية التي اخترقت الآفاق المحلية وغزت المجال العالمي وفرضت نفسها بقوة لأكثر من عشرين سنة متصلة كأكبر خبراء العالم المتخصصين في رياضة كرة اليد رئيسا للجنة الفنية ثم رئيسا لمجلس إدارة الاتحاد الدولي.. وهو بحق سفيرا فوق العادة يتمتع بقدرات ومهارات وخبرات ومؤهلات تجعله مرجعا ورائدا ليس للمصريين فقط وإنما أيضا لكل اعضاء الأسرة الرياضية العالمية كعضو عريق باتحاد الاتحادات الاوليمبية الدولية وصديق شخصي لرؤساء هذه الاتحادات .. ولقد امضيت مع د. حسن مصطفي أكثر من اسبوع في ضيافة دولة قطر خلال بطولة العالم للأندية أبطال القارات لكرة اليد والتي شارك فيها الزمالك وسمح لي الرجل ان اغوص في إغواره واتعرف علي مكنوناته وكان لي بعد هذه الأفكار. ماذا تري في الثورة المصرية في ظل المتغيرات والتداعيات التي تحدث حاليا؟ - الثورة شئ عظيم بل هي أعظم أفراز للشعب المصري طوال تاريخه الحديث.. واستطاع الشباب المثقف الواعي ان يغير ما لم يمكن تغييره طوال ال 03 عاما السابقة.. واصلح هذا الشباب الاوضاع الفاسدة وكشف عن المفسدين وغير معالم المجتمع الذي لفظ رموز الفساد وخلع عن كاهله المتاجرين بسمعته والمتربحين بخيره.. غير أن هذه الثورة التي تصلح ان تكون نبراسا وسراجا يضئ الطريق إلي كل شعوب العالم التي تتطلع للحرية تواجه حاليا مضادات معاكسة قد تشوه صورتها المشرقة وتعتم بريقها الوضاء.. وهي تحتاج بلا أدني شك أو تردد إلي قوة تحميها ودعم يصونها وقيادة توجهها حتي لا تتفرق في دروب ومسالك متعرجة؟ ماذا تقصد باحتياج الثورة لقوة تحميها؟ - الشباب الثائر يملك الدافعية ويتحلي بالايجابية.. غير انه ينقصه الخبرة.. ويحتاج للتوجيه كما انه في مسيس الحاجة إلي الرعاية والحماية حتي لا تغزوه الفئات الضالة فتشتت قواه وتفت في عضده وتوقع بين اطيافه وتعيق قوة دفعه.. ولابد لهؤلاء الشباب من قيادة خبيرة واعية ومؤهلة.. لابد ان يكون لهذه الثورة معالم واستراتيجيات وغايات وأهداف.. ولابد ان تضع القيادات للثوار خطط وبرامج وخطوات عملية وعلمية يلتزمون بها وينتهجونها بلوغا لهذه الغايات.. ولابد من وقفات مع النفس ومتابعة مع الذات ليدركوا أين كانوا وكنا.. وإلي أين وصلنا.. وماذا حققنا.. لكن بدون كل هذا تنجرف الثورة عن مسارها الصحيح.. ويتخبط الثوار في دروب ومسالك تضللهم عن الهدف المنشود. بعد قيادتك لليد العالمية لأكثر من عشر سنوات.. كيف تراها بعيون مصرية؟ - اقود الأسرة الدولية التي يزيد تعداد أفرادها عن 081 عضوا بمختلف انحاء العالم.. استهدف من قيادتي لهذه الأسرة إحداث مزيد من التطوير والتحديث في كل عناصر اللعبة - لاعبين وحكام ومدربين وإداريين وصالات ولتكون كل هذه العناصر أكثر جذبا وأعمق تشويقا للجماهير التي زاد اقبالها بنسبة كبيرة في آخر بطولة للعالم بالسويد مؤخرا. بمناسبة الجمعية العمومية التالية والتي فازت دولة قطر بشرف تنظيمها.. ألا ترون أنكم متحيزون للقطريين؟ - لابد وان نعترف بان القطريين يتحلون بمقومات تفرضهم علي المحافل الدولية وتميزهم عن منافسيهم حتي من الأوروبيين.. أولا هم يحبون بلادهم كثيرا ويسعون للارتقاء بها وتبوأها منزلة عالية ومكانة سامية.. ثانيا انهم يحبون الرياضة ويتفانون في اداء رسالتهم بها ويتفوقون في افراز كوادر تنظيمية وفنية وقيادية من بينهم للقيام بالمهام والمسئوليات الكبيرة وليس ادل علي ذلك من بروز شخصية قطرية في مجال كرة القدم كمحمد بن همام نائب رئيس الفيفا وكذلك تفوقهم علي أمريكا وانجلترا بالفوز بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2202.. اما عن كرة اليد فإلي جانب حصولهم علي شرف تنظيم كأس العالم للاندية ابطال القارات ثلاث سنوات متعاقبة فهم ايضا سينظمون كأس العالم للمنتخبات 5102.. ولقد بذلوا جهدا رائعا للفوز بتنظيم الجمعية العمومية 3102 وتفوقوا علي الأوروبيين الساعين للتنظيم . وماذا عن كرة اليد المصرية؟ - لا أود الحديث عن اليد المحلية بل لعلي اسعد لتناسيها تماما واتفراغ حاليا للكرة العالمية بوصفي كبيرا لأسرتها الطيبة.. ولا أملك أمام ما آراه علي الصعيد المصري سوي ان ادعو لرياضتنا علي وجه العموم واليد بصفة خاصة بالارتقاء والتطور. يتردد وجود مشاكل بينك وبين الاتحاد المصري الحالي؟ - ليس هناك أي مشكلة من طرفي.. بل لعلي أتابع جهود الاتحاد الحالي والتي تدمر الجسور التي بينه وبين الاتحادين الافريقي والدولي بدهشة كبيرة.. كيف ولماذا يحدث هذا التدمير وكيف هانت عليهم وطنيتهم ومصريتهم ليعزلوا كرة اليد المصرية عن العالم بأغراض واحقاد ومصالح شخصية دنيئة.. وبدلا من توطيد علاقاتهم بالجهات القارية والدولية التي يتبعونها اراهم يقطعون الأواصر ويفسدون الوشائج ويهدمون المعابر.. بدأوا بإرسال احد اعضائهم إلي الشمال الافريقي داعيا ضدي في الانتخابات الثانية وكأننا اعداء وليس بيننا اخوة أو حتي وطنية.. ثم بعد ذلك تصرفوا بنزق وطفولية وهمجية واعتدي نفس العضو علي سكرتير عام الاتحاد الافريقي ورئيس العلاقات بالاتحاد بالضرب.. وجاءت هذه السيدة وهي عضو بالاتحاد الدولي وقدمت مستندات تفيد صدق واقعة الضرب والتعدي ولم يكن من الاتحاد الدولي إلا أن اعتمد عقوبة الايقاف . وماذا عن الأموال التي يجري حول اختفائها تحقيقات بالنيابة؟ - انهم ينبشون في الانقاض في محاولة متدنية للنيل من الإشراف.. وكأنهم يودون الصاق أي تهم في الأنفس البريئة لمجرد الاساءة للصورة البراقة التي تحتلها القيادات المصرية.. وعن هذه الواقعة اتفقت في تناولها واقول بديهيات منها ان الاتحاد الدولي لا يتعامل مع اشخاص وإنما يتعامل مع كيانات ووحدات.. وانه لم يمنح حسن مصطفي تلك الأموال وإنما خصصها للاتحاد المصري.. وكان هناك شخصيات فوق كل الشبهات بالاتحاد من بينها علي سبيل المثال مدحت البلتاجي وحسين لبيب وسيد عبدالعال وجميعهم من انقي الكوادر الرياضية بمصر وليس باليد.. وأخيرا اقول لهؤلاء القوم الذي اتمني هدايتهم وعودتهم إلي وطنيتهم لانهم بهذه الصغائر يخونون أماناتهم كما خانوها يوم ان قام بدعوة ملليستير السكرتير المنشق علي الاتحاد الدولي علي نفقة مصر لكي يحاربوا به الكوادر المصرية.. اقول لهم انه بعد ان يثبت براءة زمتي من القضاء المصري العادل ساقوم بملاحقتهم قضائيا حتي أوقف نزواتهم ومروقهم وشيطانيتهم التي تدفعهم لتشويه سمعة الأبرياء.