رغم تربع النادي الأهلي علي قمة ترتيب الأندية في مسابقة الدوري الممتاز وابتعاده عن أقرب منافسيه بعدد ليس قليلا من النقاط.. غير أن هذا التربع وذاك الابتعاد لا يمكن أن يجعلنا نتسرع في اطلاق الأحكام والقطع بالآراء بأن الأهلي اقترب من تحقيق حلم جماهيره بالاحتفاظ بالدرع العزيزة واقتناص اللقب الغالي لمرة ثانية..فلايزال المشوار طويلاً.. والمنافسة محتدمة والمفاجآت واردة والكبوات قادمة.. ولا يجب أن نغفل الملاحقة والمزاحمة التي سيشكلها الجواد الأبيض بعد استكماله لمبارياته الأربع المؤجلة والتي ستقربه كثيراً من العملاق الأحمر حيث لن يكون هناك إلا نقطتان فقط بين الناديين اللدودين إذا ما تسني للوصيف انهاء تلك المؤجلات بنهاية سعيدة وتحقيق الفوز بهن.. ولعل ما يميز هذا الدروي التسارع المحموم في المباريات وهو ما يوفر فيها التكافؤ والندية والإثارة.. وقد يعكس هذا التسارع قدرة بعض الأندية علي مواصلة المشوار التنافسي ومواجهة الصعوبات ومجابهة العقبات التي قد تنجم عن وجود غيابات بسبب الاصابات التي تقع في الصفوف نتيجة الأحمال العالية وما تخلفه من اجهاد للعضلات وارهاق للأعصاب.. وعلي قدر توفر البديل الكفء وعلي قدر دسامة وقوة العناصر البديلة علي قدر استمرار التواجد في المقدمة والتمسك بالمراكز الأولي.. ولو استعرضنا الأوراق الأساسية التي غابت عن صفوف الأندية القمية لوجدنا مدي الثروات البشرية التي تحظي بها تلك الأندية وتعينها علي استمرار التسابق ومواصلة التنافس وتحليها بالنفس الطويل وهذه المقومات هي التي تميزها عن أقرانها من الأندية الأخري..مثلاً غاب عن الأهلي ضابط ايقاعه الأول وكابتن الفريق حسام غالي للإصابة وجاء هذا الغياب بمثابة فرصة طيبة للمدير الفني حسام البدري ليجرب بعض العناصر البديلة أمثال كريم نيدفيد وميدو جابر وحتي جنيور أجاي الذي يشارك أحياناً في وسط الملعب المتقدم وأحياناً أخري كرأس حربة صريح.. ورغم ان البدري لم يستقر علي بديل بعينه لحسام غالي فإن وجود أكثر من لاعب يصلح للقيام بهذا الدور يطمئن البدري نسبياً.. أما في الزمالك فقد غاب محمد ابراهيم منذ بداية الموسم للاصابة.. وغاب شيكابالا أحياناً لابتعاده عن مستواه العالي ويغيب الان ستانلي والذي يحتاجه الفريق بشدة لأنه يقوم بأدوار متعددة هجوماً ودفاعاً غير أن قائمة بدلاء الزمالك تأخر بعدد كبير من البدلاء الأكفاء أمثال دونجا والوحش وغيرهما فضلاً عن استعادة شيكابالا لعافيته سريعاً واقترابه من مستواه الأصلي وهو ما يجعل محمد حلمي يشعر بالراحة وهو يختار التشكيل لوفرة عدد الجاهزين في القائمة.. عند هذا الحد نتوقف لأن الإسماعيلي مثلاً لم يستطع حتي الآن توفير البديل لبناهيني الذي فر الي بلاده غير مأسوف عليه.. وبتروجت ارتبك بشدة عندما غاب مصطفي شبيطة لوفاة والده عن مباراته أمام إنبي الذي يمر بحالة توهان بالرغم من تعاقده مع طارق العشري لاستعادة التوازن المفقود.. يستثني المقاصة من هذا الاستعراض للملكات والقدرات العالية التي تتوافر في عناصره وكذلك للمؤهلات والخبرات المتعددة لإيهاب جلال مديره الفني..خلاصة القول أن القمة اللعوب والمقدمة غير المستقرة ستواصل إغواءاتها وإغراءاتها للأندية ولن تستقر علي اختيار فارسها الأوحد إلا بعد مرور ليس أقل من نصف الدور الثاني..وإنا لمنتظرون.