احسبها بالورقة والقلم.. كم قناة فضائية تخصصت في تقديم برامج الطبخ وقراءة الكف والتنجيم والشعوذة وفك السحر وجلب الحبيب.. ورد المطلقة إلي طليقها.. إلي جانب برامج الترفيه ما ظهر منها وما بطن.. ناهيك عن طرح الموضوعات المستفزة التي تزيح ما تبقي من برقع الحياء عند الفتيات والسيدات وأيضا الشباب والخوض في موضوعات من نوعية: الزواج عن طريق النت.. واستخدام مصطلحات كان المجتمع يعتبرها منغلقة مثل "مصاحب أو مصاحبة أو مرافق أو مرافقة". ثم حدث ولا حرج عن برامج المقالب السخيفة وخطورتها انها تشكك الناس في بعضها البعض وانت تري الرجل الشهم الذي قرر أن يمد يد المساعدة إلي امرأة في مأزق.. سوف يدفعه ثمن شهامته.. برامج الطبخ التي يحضرها بعض أهل الفن.. جريمة في حق الجائع والمحتاج ومن حاصرته الأسعار.. كيف يكون رد فعله امام اصناف الطعام وقعدات الانس والفرفشة والحياة المرفهة التي يري عليها الفنان وهو يلعق الحسرة وقلة الحظ.. والنبي صلي الله عليه وسلم اوصانا في حديثة الشريف ان نراعي مشاعر الجار واولاده إذا دخلنا علي عيالنا بفاكهة أو حلوي أو طعام.. وأما ان نجامل ببعضها أو نخفيها ثم بعد ذلك كيف نصدق هذا الفنان انه يقدم رسالة وهو يدوس علي مشاعر الجمهور في برامج لا فائدة منها ولا طائل.. والكارثة ان مثل هذه البرامج تذاع في أوقات تكون البلاد فيها باكية وحزينة علي اولادها من الشهداء يتساقطون هنا وهناك دفاعًا عن الجميع. برامج التنجيم والفلك ومعرفة ما يسمي بالطالع والنازل هي أكذوبة كبري وهي أيضا جريمة ضد الدين.. وهم يفردون لها المساحات كأنها أمر واقع.. بخلاف ان أغلب المسلسلات فيها الكثير من أمور الشعوذة والدجل ثم أين هذا الذي يسمي نفسه المجلس القومي للمرأة.. وبعض الفتيات قد تحولن إلي مانيكان أو موديل لعمل المكياج والأزياء وهي مستسلمة لما يفعلونه بها وهل المرأة هي فقط المشغولة طوال الوقت بجمالها وجسدها أليس في ذلك قمة الامتهان للأم وهي عنوان التربية والحنان وسند البيت وسيدته.. خلاصة القول في هذا ان كل هذه الأمور هي روافد تصب في مجري واحد عنوانه تسطيح العقول وشغل الناس بتوافه الأمور عن العمل والجدية والثوابت وما نراه في الشارع ما هو إلا الحصاد المر لذلك الذي يطاردنا آناء الليل واطراف النهار علي الشاشات.. وياويل لأمة.. تجلس في مقاعد الاستقبال والاستهبال.. لا تملك من امرها إلا ابتلاع ما يتم تصديره إليها.. ولذلك تراجع انتاجنا في كل شيء.. إلا في الانجاب وانهار تعليمنا وضاعت مفاهيم الاحترام والعيب تحت سنابك الجرأة والوقاحة وسيدات النفسنة والمهزلة.. ومثل هذا الاعلام هو أشبه بملهي ليلي عابث.. الداخل إليه مفقود.. والخارج منه أيضا.. وشتان بين ترفيه برئ يجدد النشاط.. وهذا التهريج المدمر لكل نشاط.