من أخطر الفضائيات العربية التى ظهرت خلال السنوات الأخيرة، ويزداد عددها باستمرار، الفضائيات العربية التى تقوم على برامج الدجل والتنويم المغناطيسى، وتستعين بالدجالين والمتنبئين الذين يستغلون ضعف ذاكرة شعوبنا وسذاجة الطيف الواسع من مواطنينا ولهاثهم نحو شراء الوهم مهما كان الثمن فيبدأون بنسج المستقبل الزاهر لهم اعتماداً على قراءة الأبراج التى لا يقدمون من خلالها إلا ملامح عامة وضبابية قد تنطبق على جميع البشر مثلما قد يتمكن معظم البشر من نسجها وحبك خطوطها. ومثل هذه الأمور لا تتنافى فقط مع العقل والمنطق السليم بل ومع مبادئ شرائعنا وأدياننا التى تحرم علينا ممارسة هذه الطقوس أو تصديق ممارسيها، والأعجب أن عدداً كبيراً ممن يؤمنون بهذه التنبؤات هم أنفسهم من المؤمنين بأنه ما من أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل سوى الله سبحانه وتعالى. وتتنوع تلك البرامج السخيفة بين برامج الحظ والتنجيم وقراءة الكف، ومع مطلع كل عام يعود المنجمون لصدارة العديد من الفضائيات العربية، حيث يتحول بعضهم لنجوم يتهافت المشاهدون على الاتصال ببرامجهم وسؤالهم عن طالعهم، رغم تأكيدات علمية بأن تحليلاتهم لا أساس علميا لها وتدخل فى باب الشعوذة. وشهدت السنوات الأخيرة انطلاق فضائيات متخصصة فى التنجيم والعرافة والسحر، وتؤكد مصادر إعلامية أن الأجور التى يتقاضاها بعض المنجمين لقاء ظهورهم فى بعض وسائل الإعلام تضاهى أجور كبار الفنانين. أما علماء الدين فيؤكدون أن التنجيم هو أحد أبواب الشعوذة والعرافة التى تقود للشرك بالله، ويحرمون فى مختلف فتاواهم التعامل مع المنجمين وسؤالهم عن المستقبل، لأن ذلك من علم الله الذى لا يعلمه البشر. وقد نجحت ضغوط قادها ناشطون إسلاميون فى عدد من الدول العربية، مؤخراً فى وقف بث قناتين فضائيتين تم تخصيصهما للتنجيم عبر القمرين «نايل سات» و«عرب سات» العام الماضى، ولابد من تدخل وزير الاعلام شخصياً لتقييد عمل مثل تلك القنوات، ومنع بثها على قمر النايل سات. والأهم من ذلك بالطبع هو تحذير وتوعية المشاهدين من العبث الذى يتم ممارسته على الشاشة باسم علم الفلك والتنجيم، وعدم الانقياد للاستسهال الإعلامى والبرامج التى عودتنا لسنوات على استضافة المنجمين ليقرأوا الطالع للنجوم، ويتنبأوا بالأحداث السياسية ويخوضوا فيما لا يعلمون.