لقد قدر الشعب وضوح وصدق الرئيس السيسي في حديثه عن حقيقة الأوضاع الاقتصادية والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد في هذه المرحلة. وهو حديث في منتهي الشفافية والوضوح وصادر من إنسان وطني ومخلص محب لبلده وشعبه وندرك مدي حرصه علي أن ينهض بمصر وعلينا جميعا أن نتحمل مزيدا من الصبر مرغمين. والسؤال الذي يفرض نفسه. هل يا سيادة الرئيس تعتقد أن الفئات التي انقطع نفسها من سنوات كالفقراء والغلابة وكبار السن من أصحاب المعاشات والمرضي والمحرومين من الغذاء والعلاج وغيرهم من المطحونين لديهم المقدرة أن يواصلوا السير وأن يتحملوا مزيدا من الصبر والمشقة وقد أنهكت قواهم سنوات الفساد والحرمان ونهب ثرواتهم من الفاسدين والمستغلين والمرتشين والذين مازالوا يسلكون كل الطرق الملتوية ومتروكين ليتلاعبوا بقوت الغلابة حتي اليوم. ولكن هذا لا يعني أن تفتري الحكومة ولا تقدر ظروف هذه الفئات المغلوبة علي أمرها وتطالبهم بربط الأحزمة علي بطونهم حتي انفجرت من شدة الربط وارتفاع الأسعار الجنوني ما بين الزيادة في أسعار الكهرباء والمياه وموجة الغلاء التي طالت كل شيء. مع امتداد تيار الفساد الذي سمح للفاسدين والمستغلين لظروف البلد بالمزيد من التهرب نتيجة غياب الرقابة والردع والعقاب في ظل عدم احترام القوانين وتفعيلها وانتشار الرشاوي التي عرفت طريقها لجيوب معدومي الضمير في بعض المصالح والمؤسسات وأجهزة الحكم المحلي. لذلك نريد من الأجهزة الرقابية مزيدا من النجاحات التي تحققها بالضرب بيد من حديد علي كل بؤر الفساد في كل المواقع. وخلع جذور الفساد في عدد من الجهات وأعتقد عندما ننتصر في معركة القضاء علي الفساد والفاسدين في ربوع مصر سيكون هذا أقصر طريق علي عجز الحكومة المالي بدلا من انتهاك منهج الحكومة في سياسة رفع الأسعار بلا دراسة متأنية ومراعاة ظروف أصحاب الدخول المحدودة. ولكن يبدو أن الحكومة تعيش في غيبوبة بعيدا عن الواقع المؤلم الذي يعيشه الناس علي أرض الواقع بعد أن غابت رقابتها حتي تظهر لنا كل فترة قضية فساد كبري كقضية فساد القمح كما غابت رقابتها عن عدد من الفاسدين الذين توحشوا كالمزورين في الأوراق الرسمية والذين استولوا علي 530 مليون جنيه وما خفي كان أعظم وهذا قليل من الذي توصلت إليه جهات التحري وأكدته لجنة تقصي الحقائق. ومواجهة الفساد والفاسدين تحتاج لمعركة تزيد في شراستها عن جميع المعارك الحربية التي خاضتها مصر لأن العدو في الحروب العسكرية يكون ظاهرا. ولكن الحرب التي يخوضها شعب مصر بقيادة الرئيس السيسي يشارك فيها أعداء النجاح في الخارج والداخل حتي تبقي مصر في وضع اقتصادي غير مستقر يؤثر علي الحياة اليومية للمواطنين لإثارتهم وإيجاد حالة من القلق والتوتر والفوضي ولكن المصريين صابرون وصامدون وواثقون أن الخير قادم مع القضاء علي الفساد والفاسدين والمستغلين ومعدومي الضمير.