لم يمض علي بداية الموسم الحالي سوي تسعة اسابيع وحتي هذه التسعة لم تكتمل فصولها وهناك العديد من المؤجلات فيها إلا وراح ضحيتها ثمانية مدربين غادروا قطار الدوري الممتاز غير مأسوف عليهم بسبب تواضع الاداء وتردي النتائج.. وإذا استمر مسلسل التضحية بالمدربين بواقع تقريبا مدرب في كل اسبوع سيتم تغيير كل المدربين قبل نهاية المسابقة بعدة اسابيع.. لم تفرق قيادات الاندية بين وطني أو أجنبي فقد اشتملت قائمة الأضاحي علي اثنين من الأجانب الأول برتغالي وهو فيريرا المدير الفني للزمالك والذي لم يكن ضحية فقط وإنما أيضا من المضحين بسيطة وبطولته وعلاقاته الوطيدة باللاعبين هاربا بنفسه وتاريخه من آتون التدخلات الفوقية في أمور لا يمكن ان يقبل مدرب محترم التدخل فيها كاختيار التشكيل والخطة وإجراء التبديلات والتغييرات وحتي ادارة المباريات.. ومهما قيل عن الاغواءات والمغريات التي تعرض لها الرجل فإنني اتصور ان هروبه لم يكن لخضوعه لسطوة الأموال الخليجية وإنما للضغوط القيادية.. أما الثاني فهو مالدينوف المدير الفني للاتحاد وهو بلغاري وسبق ان قام بالتدريب بمصر ولم يكن يستحق ان نستعيده لسابق انجازته وإنما وقع مجلس ادارة الاتحاد السكندري في مطب اخفاقاته لمجرد انه خواجة.. من بين الضحايا الوطنيين المعلم حسن شحاتة الذي استكمل مشواره مع الفشل محليا بعد أن فشل خليجيا ومغربيا وأوروبيا وعلي كل الاصعدة والمحافل.. ولعلي اناشده ان يطوي صفحة التدريب ويتجه للتنظير والتحليل فهي أكثر ادرارا واخف جهدا وفكرا.. ومعه ولكن مع قلة التجارب الفاشلة العميد احمد حسن الذي تركه مكانه في تدريب بتروجت بعد ان احدث كلاعب ومدرب دويا هائلا في الأوساط الرياضية وكنت أنا شخصيا أتمني له النجاح في احدي المهتمين.. أما الكابتن محمد جنيدي الذي أقيل من غزل الملحة فلم يكن مشواره في عالم التدريب طويلا كذلك كانت نتائج وعروض الفريق منذ البداية تشير إلي قرب وصوله إلي خط النهاية مبكرا لأن الفلاحين علي يديه لم يكن لهم شكل أو لون أو رائحة وعلي عكس ذلك كانت بدايات اتحاد الشرطة لا توحي بقرب رحيل خالد القماش الذي أنهي الموسم الماضي بنجاح واحرج بعض الفرق الكبيرة بالمدربين الأجانب المشاهير لكن تواضع النتائج فرض عليه اللحاق بركب الضحايا ومعه نفس المستوي عبدالحميد بسيوني المدير الفني لحرس الحدود الذي اعتبره من الشخصيات الدسمة واصحاب الأخلاق القويمة وهي التي فرضت عليه تقديم استقالته حتي لا يسبب بعض الحرج إلي قيادات الحرس وسبق هؤلاء الكابتن محمد يوسف المدير الفني الكفء لنادي سموحة الذي اجتهد منذ ان احترف التدريب مساعد المدير للأهلي ثم انتقل للتدريب منفردا بالعراق وعاد غازيا الكرة السكندرية الا ان ناظر عزبة عامر بسموحة انزله في قرب محطة ليلحق بقطار الاضاحي ولعل هذه الضحايا العديدة تشير إلي التسرع والتعجل وعدم العقلانية التي يتم بها اختيار المدربين من جانب مجالس الادارات وربما ايضا المجاملات والخواطر وعوامل مادية ومعنوية أخري.. ولا يحدث هذا الا عندنا فحسب لأن البلاد المتحضرة تتخذ قرارات تعيين مدربيها بتأني وتؤده شديدين.. ولطالما استمر بعض المدربين في مواقعهم حتي مع عدم توفيقهم حتي انتهاء الموسم وخير دليل علي ذلك البرتغالي مورينيو الذي يقود تشيلسي الانجليزي رغم تخلف موقعه في الدوري ووهبوط عروض ونتائجه.. والهولندي فانخال الذي يقود مانشستر يونايتد ويواجه نوعا من الاخفاق أيضا ولننظر بوعي ورشاد إلي نادي كارسنال الانجليزي الذي يحتفظ بمديره الفني الفرنسي أرسون فينجر لأكثر من عشرين سنة متصلة.. فلتستفيقوا من تخبطكم وتهوركم أيها القيادات العابثة بمقدرات انديتها ولتتحلو بالحكم والرشاد والتعقل أمثال اقرانكم الأوروبيين.