تأثر الاسبوع ال 11 من الدور الممتاز لكرة القدم بشعيرة الاضحية التي تواكب موسم الحج وعيد الاضحي المبارك.. فقد قدم هذا الاسبوع ثلاث ضحايا من عناصر التدريب.. احدهما مصري وهو الكابتن حسام البدري الذي كان مديرا فنيا للقطب البطولي الاول وهو الاهلي.. والثاني برازيلي وهو كابرال المدير الفني للاتحاد السكندري زعيم الثغر وسيد عروس البحر الابيض.. والثالث فرنسي وهو باتريس نوفو المدير الفني لنادي سموحة احد الفرسان الجدد بعالم الاضواء والشهرة.. واذ كنا قد اعتدنا علي ان تقدم المسابقة الاعرق والاشهر لكرة القدم بمصر ضحايا من اسرة تدريبها كل موسم.. واذا كنا قد تابعنا من قبل سقوط اوراق تدريبية شهيرة منذ بداية الموسم امثال كابتن محسن صالح وكابتن اسماعيل يوسف وكابتن محمد عامر وكابتن حمزة الجمل وكابتن عبدالحليم علي.. غير ان سقوط هذه الاسماء جاء علي مدار العشرة اسابيع الاولي.. ولم يأت خلال اسبوع واحد وهو ماجعلنا نعتبر عملية السقوط اشبه بمذبحة لاحد ابرز عناصر حلقة المنظومة الكروية وهو التدريب.. وتعالوا معا نستعرض الروائع التي ادت الي هذه المذبحة والتبعات لها في الفترة القادمة من خلال سياحة ذهنية وفكرية بين بعض الخبراء. تسرع قيادي يقول د. كمال درويش رئيس نادي الزمالك وعميد كلية التربية الرياضية السابقة.. تلك الظاهرة الغريبة تعكس تسرع خاطيء وقرارات غير صائبة لقيادات ومجالس ادارات الاندية الكبري.. وهي دليل جلي وبين علي ان عملية الاختيار التي اجروها جانبها الصواب وواكبها العشوائية.. فعندما يختار مجلس ادارة ناد عريق لجهازه الفني الذي يقود اكبر الالعاب الشعبية والجماهيرية لابد ان تواكب تلك العملية عناصر التريث والتؤدة والمهارة والكفاءة والخبرة وغير ذلك مما يضمن لها التوفيق ويكفل لها النجاح ومع احترامي للزملاء الذين اختاروا وللقيادات التي انتقت فأنني اعتب عليهم وألومهم بشدة علي اختياراتهم التي لم تدم او تستمر واستوجبت التغيير في ظروف غاية في الصعوبة.. ولنعطي مثلا علي مااقول.. البرازيلي كابرال كيف تولي تدريب اكبر اندية الاسكندرية بعدما فشله وتحقق اخفاقه في كل المهام التي تولاها في المنطقة وبمصر علي وجه الخصوص.. عندما كان يدرب الزمالك لم اثق في قدراته وكفاءاته بعد متابعتي له.. فلم اتردد في تشكيل لجنة فنية ضمت بعض اساتذة كرة القدم المتخصصين امثال د. رضا الوقاد ود. علي البيك ولم استغرب انها قدمت تقريرا يؤكد عدم اهليته بالرغم ان الفريق ايامها كان يضم عناصر الجيل الذهبي الذي مثل مصر منه ليس اقل من 41 لاعبا. ولعلي اري والكلام للدكتور كمال درويش ان قرار التغيير في وسط الموسم وخلال المنافسات الشرسة قرار خاطئ وقد لايثمر عن تعديلات وتصحيحات بالمسار او ارتقاء بالمستوي لاسباب عديدة منها علي سبيل المثال ان المدرب الجديد مهما كان قريبا ومتابعا فأن من حقه ان يقول لست مسئولا عن عمليات الاعداد والتجهيز ولذلك فأنا لااتحمل النتائج.. كما انه سيتحجج بأن اللاعبين ليسوا من اختياره وان اضطر للتغيير في الاسلوب والطريقة والخطة وهو مايتطلب لاوقات وجهود.. وبهذا تصبح النتائج تحت طائلة الاحتمالات.. ان صحت وصادفها التوفيق فيعذو هذا لمهارته وكفاءته.. وان خابت وفشلت فان له العذر ومعه الحق وعلينا التحمل.. ولابد والا نغفل الضغوط الجماهيرية.. احيانا ماتكلفنا هذه الضغوط كثيرا.. وتدفعنا للوقوع في الخطأ.. في احدي المرات دفعتنا هذه الضغوط للاستغناء عن مدرب كفء هو رود كرول الهولندي وبفارق صوت واحد رجح كفة الاستغناء عنه مع انه كان مفيدا ونافعا.. ولعل هذه الجماهير وضغوطها هي التي دفعت البدري للاصرار علي استقالته واحراج مجلس الادارة الذي تمسك به وحرص علي استبقائه. اوهام كارتيه ويقول د. طه اسماعيل الخبير بالاتحادين الدولي والافريقي في البداية لابد وان نوصف حالة الاهلي الواقعية والتي تختلف من وجهة النظر الفنية المجردة عما تصوره بعض الجماهير المنفعلة التي أكدت ان يمر بحالة كارثية وان نكبته قد توقعه وتجشمه مواجهة صعوبات وخسارة بطولات عديدة ولفقرات طويلة.. الاهلي يحتل المركز الثاني وبفاصل ست نقاط عن الزمالك الاول وله مباراتان مؤجلتان مع اندية متوسطة المستوي احدهما يحتل المركز الاخير وهو سموحة.. ولو فاز بهما لتساوي مع الاول وسيكون اللقاء بينهما يوم 13/2 هو الفيصل.. يعني من حيث الارقام المجردة الاهلي في وضع مطمئن ولا يواجه اي كوارث او نكبات او حتي عثرات.. اما من حيث العروض والاداء والعطاء وهذا هو مادفع الكثيرين وانا منهم لاعلان تحفظهم وتخوفهم فلنا ولهم الحق فيما ذهبنا اليه.. فعلا اداء الاهلي وعطاء لاعبيه يدفع الي التوجس ويدعو الي التشكك ويعمق التخوف.. ولذلك فقد نتفهم مناداة الجماهير بضرورة وحتمية التعديل.. ولعل التغيير من سن الحياة وغالبا مايؤدي الي التحسن.. وهنا لابد وان نشيد بالكابتن حسام البدري ورفاقه ومعاونيه الذين استشعروا الخطر فبادروا بالابتعاد حتي يمنحوا اولي الامر باتخاذ مايلزم من خطوات تصحيحية لتعديل المسار اما نادي الاتحاد السكندري وسموحة فأن التغيير فيهما جاء بعد مناوشات ومحاورات بين الاجهزة ومجالس الادارات وتتطلب جهدا وربما عملا.. ونحن مع التغيير قد نواجه بالتوفيق او اللاتوفيق فمن المؤكد ان التغيير يحتاج لتضافر كل الجهود لانجاحه.. جهود قيادته وجماهيريته ومن اللاعبين.. ولايجب ان نغفل عوامل الحظ والتوفيق.. فضلا ان عوامل الحداثة والتجديد في الوجوه والصفوف قد يصاحبها استثارة الدوافع ومحاولات لاثبات الذات وتحقيق الجدارة وانتزاع الثقة من الاخرين سواء في الاجهزة الفنية او الجماهيرية.. ولعلي اضرب المثل هنا بناد عريق هو تشيلي الانجليزي الذي يواجه مديره الفني الكبير انشيلوتي عواصف ورياح التغيير مع انه لايزال يحتل المركز الاول مع مانشستر يونايتد غير ان الفريق غاب عن بعض عناصره الموهوبة امثال روني وايثيان وتيري واليكس ولامباراد لاسباب مختلفة وواجه هزائم متلاحقة من ليفربول وساندر لاند وبرمنجهام.. ولايعلم الله مصير انشيلوتي الذي يتلفح علي صفيح ساخنة ليس هو فقط وانما ايضا كابيللو المدير الفني للمنتخب الانجليزي الذي ليس افضل منه حالا. وينهي كابتن طه كلماته بأن التغيير رغم انه من سنن الحياة وربما كان ضروريا وحتميا ومفيدا ايضا الا ان يحتاج لمناخ ومتطلبات.. يحتاج توفر البديل الكفء والاموال اللازمة والمساندة الفعالة وازالة العراقيل والشوائب العالقة والجهود الغزيرة والمساحة الامنية المناسبة.. وهنا لابد وان نوضح ان عمليات التغيير الفجائية بمصر لايواكبها احترافية وسرعة كالتي تحدث في الخليج.. هناك وسطاء ومدربون لديهم سيرات ذاتية لاعداد هائلة من المدربين تحت الطلب.. فضلا عن توفر عمليات التمويل المادية.. اما هنا فالامر يحتاج لتريث لتدبير النوعية وكذلك الاموال.. وهذا ماتسبب في لجوء مجالس الادارات الثلاثة الي اللجوء الي البدائل المصرية ولو علي قبيل التجربة ولفترة زمنية محددة .